تونسي يتبرّع بقاربه النادر لأسطول الصمود نحو غزة

منذ 4 ساعات
تونسي يتبرّع بقاربه النادر لأسطول الصمود نحو غزة

حسام الدين بن طاهر:

لم يُصنع من هذا القارب سوى ١١ قطعة حول العالم. إنه عزيزٌ على قلبي، لكن دعم القضية الفلسطينية سهل. لو كان بإمكاني أن أعطي روحي لأعطيتها لطفل صغير من غزة.

“القارب عزيز عليّ جداً، لكن بالنسبة لغزة وفلسطين كل شيء لا قيمة له”، هكذا قال التونسي حسام الدين بن طاهر، موضحاً دوافعه للتبرع بقاربه النادر لأسطول الصمود في غزة، رغم قيمته المادية والمعنوية الكبيرة بالنسبة له.

وقال بن طاهر في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: “كنت أتصفح فيسبوك ورأيت مقالاً عن أسطول الصمود فقلت في نفسي: إذا لم أنضم ستبقى هذه وصمة عار على جبيني”.

وأضاف: “لدي كل ما أحتاجه للمشاركة في الأسطول”، وقال إن “كل شيء سهل بالنسبة لفلسطين”.

ولم يكتف بن طاهر بالتبرع بقاربه الذي اشتراه عام 2021 والذي لا يوجد منه سوى 11 قاربا في العالم، بل قرر الإبحار به بنفسه إلى سواحل غزة لكسر الحصار عن القطاع، بحسب بيانه.

وقال: “تم صنع 11 قطعة فقط من هذا القارب في العالم وهو ثمين للغاية بالنسبة لي، ولكن دعم القضية الفلسطينية يستحق أي شيء”.

وتابع بن طاهر: “من أثمن ما يمكن أن أتركه لأبنائي هو النضال من أجل العدالة، والحرية، وفلسطين، وغزة. هذا هو أعظم درس يمكن أن أتركه لأبنائي”.

وأضاف: “لو كان بإمكاني أن أمنح حياتي لأعطيتها لطفل صغير من غزة”.

وعن الرحلة الخطيرة إلى غزة، قال بن طاهر: “أنا مستعد لكل السيناريوهات. هذه المشاركة مهمة جدًا بالنسبة لي”.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، غادرت نحو 20 سفينة من أسطول المرونة العالمية ميناء برشلونة الإسباني، وتبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين الماضي من ميناء جنوة في شمال غرب إيطاليا.

ومن المنتظر أن تنضم هذه السفن إلى قافلة ثالثة ستنطلق من تونس الأحد، وتواصل رحلتها إلى غزة في الأيام المقبلة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي.

يتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وأسطول الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.

وفي 22 أغسطس/آب، أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) عن المجاعة في شمال قطاع غزة وحذر من انتشار محتمل للمجاعة إلى مناطق أخرى بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.

منذ مارس/آذار من العام الماضي، تفرض إسرائيل حصارًا صارمًا على الفلسطينيين في قطاع غزة. تُغلق المعابر الحدودية، ولا يُسمح إلا بدخول كمية محدودة من المساعدات الإنسانية إلى البلاد، وهي غير متناسبة مع احتياجات القطاع. تُوزّع هذه المساعدات عبر منظمات مشبوهة غير تابعة للأمم المتحدة. كما أطلقت إسرائيل النار على أشخاص ينتظرون المساعدات، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد قتلت 64,368 فلسطينيًا، وأصابت 162,367 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 9,000 مفقود، وشردت مئات الآلاف، وتسببت في مجاعة أودت بحياة 382 فلسطينيًا، بينهم 135 طفلًا.


شارك