صناع: المبادرة الثالثة لدعم وتشغيل المصانع المتعثرة تصب فى مصلحة الاقتصاد الوطنى

وأشاد مصنعون تحدثوا لـ«المال والأعمال – الشروق» بمبادرة الحكومة لدعم وتشغيل المصانع المتعثرة، مؤكدين أنها تخدم الاقتصاد الوطني.
بدأت الحكومة، ممثلةً بوزارة الصناعة والتجارة والبنك المركزي، في إعداد مبادرة جديدة لدعم وإعادة تشغيل المصانع المتعثرة والمعطلة. تُعد هذه المبادرة الثالثة من نوعها، بعد مبادرتين سابقتين لتمويل خطوط الإنتاج ودعم القطاع الصناعي. وتندرج هذه المبادرات ضمن خطة الدولة الطموحة لزيادة الإنتاج الصناعي، وتعزيز عائدات التصدير، وخفض تكاليف الاستيراد.
وفي الآونة الأخيرة، تقدم المصنعون والخبراء ولجان الصناعة في مجلسي النواب والشورى بمطالب عديدة للحكومة لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة، وإتاحة كافة الطاقات الإنتاجية غير المستغلة للاقتصاد.
أوصت لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، برئاسة النائب محمد حلاوة، بتشكيل لجنة حكومية برئاسة وزارة الصناعة، وتضم في عضويتها وزارة المالية والبنك المركزي المصري، لحل أزمة المصانع المتعثرة.
أكدت اللجنة أن الصناعة المصرية من أهم القطاعات في البلاد، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمامًا بالغًا بدعم الصناعة وتعزيز الإنتاج المحلي. لذا، لا بد من معالجة هذه القضية.
وقال النائب محمد حلاوة رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، إنه من الضروري وضع جدول زمني محدد لإنهاء هذه الأزمة وإعادة تشغيل هذه المصانع.
أكد النائب إيهاب أبو كليلة ذلك، قائلاً إن القطاع الصناعي يُعدّ من أهم محركات الاقتصاد الوطني، إذ يُسهم في خلق فرص العمل، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز الصادرات. وتُعدّ المصانع المتعثرة ظاهرةً يجب معالجتها، لا سيما وأن التقديرات تُشير إلى وجود عدد كبير من المصانع المتعثرة، سواءً كانت قائمة أو مغلقة أو قيد الإنشاء.
رحب المهندس ماجد الدين المنزلاوي، الأمين العام لجمعية رواد الأعمال ورئيس لجنة الصناعة والبحث العلمي، صراحة بنية الحكومة إطلاق مبادرة جديدة لدعم المصانع المتعثرة.
وأضاف المنزلاوي أن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الاقتصاد ويرفع معدلات الإنتاج والتصدير ويخلق المزيد من فرص العمل الجديدة في السوق.
قال محمود الشنداوي، عضو الاتحاد العام لجمعيات المستثمرين، إن هناك العديد من المصانع في صعيد مصر تعاني وتحتاج إلى دعم جديد. ويرى أن إطلاق مبادرة جديدة يُعدّ بدايةً لحل هذه المشكلة.
وأشاد الشنداوي بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لدعم القطاع الصناعي ومعالجة مشاكله خاصة في ظل الضغوط الكبيرة التي يواجهها وخاصة ارتفاع التكاليف.
تواجه المصانع المفلسة تحدياتٍ عديدة في استعادة قدرتها الإنتاجية. تشمل هذه التحديات ارتفاع أسعار الفائدة والديون المصرفية، وصعوبة استيراد معدات إنتاج إضافية بسبب نقص السيولة اللازمة، وارتفاع تكاليف الإنتاج. هذا بالإضافة إلى سوء الإدارة وضعف حوكمة الشركات.
أعلن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، نجاح جهود الحكومة. فقد تم تشغيل 5773 مصنعًا جديدًا، جميعها حصلت على تراخيص، مما ساهم في خلق أكثر من 230 ألف فرصة عمل جديدة. ومن بين 7422 مصنعًا تم تحديدها وكانت متوقفة لأسباب إجرائية أو فنية، أُعيد تشغيل 987 مصنعًا. وخلال الفترة الماضية، تم تخصيص 2070 قطعة أرض صناعية، وإصدار 1913 تصريح بناء، وتوقيع 3525 عقدًا صناعيًا دائمًا و4623 عقدًا صناعيًا مؤقتًا، ومراجعة أوضاع 6127 مصنعًا في 25 محافظة، وتقديم الدعم اللازم لها، دون أي إغلاق.
من جانبه، قال محمد المهندس، رئيس غرفة الهندسة الميكانيكية باتحاد الصناعات المصرية، إن إطلاق مبادرة جديدة لدعم المصانع المتعثرة خطوة في الاتجاه الصحيح.
وأضاف المهندس أن استغلال هذه الطاقة غير المستغلة سيساهم في زيادة معدلات الإنتاج والتصدير، ويخلق المزيد من فرص العمل. وحثّ القطاع الخاص على الاستفادة من هذه الحوافز، وضخ المزيد من الاستثمارات الجديدة، والاستفادة من فرص النمو الكبيرة المتاحة للقطاع.
وقال محمد قاسم رئيس اتحاد المصدرين إنه إضافة إلى الدعم والترويج والتطوير اللازم لتحقيق هدف هذه المبادرات المتمثل في العودة القوية والسليمة لسوق العمل والإنتاج، فإنه من الضروري توفير السيولة اللازمة لهذه المصانع. وأضاف قاسم أن تأمين الإمدادات وبناء شراكات جديدة وتوفير القروض بفوائد أقل أمر بالغ الأهمية لحل مشاكل هذه الفئة من المصانع.