مفاوض إثيوبي: الاتفاق مع مصر ممكن.. على الكهرباء وليس المياه

منذ 3 ساعات
مفاوض إثيوبي: الاتفاق مع مصر ممكن.. على الكهرباء وليس المياه

– لا يجوز التوقيع على اتفاقية تحدد حصصًا رقمية ثابتة.

– إن المطالبة باتفاق ملزم تتعلق بالتأثير السياسي، وليس بالحماية من الأذى.

 

قال فك أحمد نجاش، عضو الفريق الإثيوبي المفاوض بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، إن بلاده لا تستطيع، ولا ينبغي لها، توقيع اتفاق ينص على حصص مائية عددية ثابتة. وأضاف: “قبول الحصص سيُقيد حقوق إثيوبيا بشكل دائم”.

في مقابلة مع صحيفة “ذا ريبورتر” الإثيوبية، اقترح نجاش الاتفاق على كمية الكهرباء التي يولدها السد. وأضاف: “هذا أمر عملي. يمكننا الاتفاق على أن نقول: هذه هي كمية الطاقة التي نولدها يوميًا، وهذه هي الكمية التي يمكننا شراؤها”.

ويعتقد أن التوترات مع مصر بشأن سد النهضة لن تخف في أي وقت قريب، زاعماً أن هدف القاهرة من خلال المفاوضات هو “جعل إثيوبيا تعترف بحصتها (التاريخية) من مياه النيل، كما هو منصوص عليه في الاتفاقيات التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية”.

وأضاف أن إصرار مصر على المشاركة في تشغيل السد أو المطالبة باتفاقيات ملزمة “لا يهدف إلى حماية نفسها من الضرر، بل إلى ضمان هذا الاعتراف. إنه يتعلق بالتأثير السياسي وإجبار إثيوبيا على قول: نعم، ولكن بحصة”.

وأشار إلى أن بلاده انسحبت من التوقيع على اتفاق واشنطن بسبب رفضها “القاطع” لعملية التفاوض، التي وصفها بـ”انتهاك لسيادتنا”. وأضاف أن “الاتفاق المقترح يُقيّد بشدة حق إثيوبيا في استخدام مواردها المائية”.

أكد وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، رفض إثيوبيا القاطع لأي عمل أحادي الجانب على نهر النيل، وهو مورد مائي مشترك دوليًا، معتبرًا ذلك انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، لا سيما قواعد الاستخدام العادل والمنصف للمجاري المائية الدولية، ومنع التسبب في أضرار جسيمة.

صرح بأن الجانب الإثيوبي سعى جاهدًا لاستكمال بناء السد، وهو أمر غير قانوني ومخالف للقانون الدولي، رغم عدم وجود اتفاق ملزم مع دول المصب، ورغم التحفظات الكبيرة التي أبدتها مصر والسودان. وهذا يُظهر أن إثيوبيا تنطلق من أيديولوجية تسعى إلى تأكيد السيادة المائية بدلًا من ترسيخ مبدأ الشراكة والتعاون. ولن تسمح الدولة المصرية بذلك.

وفي هذا السياق أشار الدكتور السويلم إلى أن الدعوات المتكررة من الجانب الإثيوبي لاستئناف المفاوضات ليست سوى محاولات شكلية لتحسين صورة إثيوبيا الدولية وتقديم البلاد كطرف راغب في التفاوض.

وتابع: “إلا أن الواقع العملي وعملية التفاوض التي استمرت لأكثر من 13 عاما دون التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا، تُظهر بوضوح غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي، وغياب المصداقية وجدية هذه المطالب، إذ لا توجد أي إشارة إلى أي نية حقيقية لترجمة هذه الكلمات إلى التزامات واضحة وأفعال ملموسة على الأرض”.

وأكد أن موقف إثيوبيا المراوغ والتراجع والقبول بالأمر الواقع يتناقض مع رغبتها المعلنة في المفاوضات، وهو واقع يجب على المجتمع الدولي أن يعترف به.

وأكد الدكتور سويلم أن مصر ترفض رفضاً قاطعاً أية محاولات لتعزيز التنمية في إثيوبيا على حساب حقوق دول المصب.


شارك