ترامب يحيي اسم وزارة الحرب.. والجدل يتجدد حول البنتاجون

منذ 3 ساعات
ترامب يحيي اسم وزارة الحرب.. والجدل يتجدد حول البنتاجون

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، أمرا تنفيذيا يعيد اسم “وزارة الحرب” كاسم ثان لوزارة الدفاع الأمريكية، وهو الاسم الذي كان مستخدما من عام 1789 إلى عام 1949.

وفقًا للبيت الأبيض، تهدف خطوة ترامب إلى منح الوزارة اسمًا يعكس قوتها وقدرتها على حماية المصالح الوطنية. كما تثير هذه الخطوة تساؤلات حول الأسباب والأهداف التي ينوي الرئيس الأمريكي تحقيقها من هذا الاسم، والذي يراه البعض مجرد إجراء شكلي. كما تثير تساؤلات حول إمكانية تغيير الاسم بأمر تنفيذي، وما هي تداعيات هذا التغيير.

من وزارة الحرب إلى وزارة الدفاع

تاريخيًا، منذ تأسيسها عام ١٧٨٩ وحتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، كان للولايات المتحدة “وزارة حرب”. كانت هذه الوزارة مسؤولة عن قيادة الجيش الأمريكي وتوجيه سياسته القتالية. مع توسع العمليات العسكرية وبداية الحرب الباردة، اتضح أن مصطلح “حرب” لا يتناسب مع الصورة التي أرادت الولايات المتحدة رسمها كقوة تدافع عن الحرية والديمقراطية في العالم.

وهكذا، مع قانون الأمن القومي لعام ١٩٤٧، المُعدّل عام ١٩٤٩، أنشأ الكونغرس وزارة الدفاع. دُمجت وزارة الحرب مع وزارة البحرية، وأُنشئت القوات الجوية الأمريكية المستقلة تحت مظلة جديدة تحمل اسمًا أكثر مرونةً ودبلوماسيةً هو “الدفاع” بدلًا من “الحرب”.

-هل يمكن تغيير الاسم بقرار رئاسي؟

قانونيًا، لا يحق لرئيس الولايات المتحدة تغيير اسم أي وزارة اتحادية بمفرده، إذ يتطلب ذلك قرارًا من الكونغرس. وتُعدّ الأسماء الرسمية للوزارات والهيئات جزءًا من الهيكل القانوني للبلاد. إلا أن الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب أعاد استخدام اسم وزارة الدفاع كلقب رسمي ثانوي في المراسلات والبيانات داخل السلطة التنفيذية.

ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل أن ترامب لجأ مرارا وتكرارا إلى الأوامر التنفيذية للالتفاف على الكونجرس أو إرسال رسائل رمزية، حتى عندما كانت هذه الأوامر ذات تأثير محدود أو قابلة للطعن القانوني.

-تداعيات العودة إلى مصطلح “وزارة الحرب”

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية فإن اختيار مصطلح “وزارة الحرب” يتجاوز واقعية الفكرة، وله عدة دلالات:

1. إظهار القوة والهيبة: لقد صور ترامب نفسه باستمرار على أنه زعيم قوي لا يخاف المواجهة، واستخدام مصطلح “الحرب” يتوافق مع هذا الخطاب.

2. رسالة إلى العالم: يمكن تفسير تغيير الاسم باعتباره بيانًا أكثر عدوانية، مما يضطر الولايات المتحدة إلى الهجوم بدلاً من الدفاع.

3. نقد غير مباشر للخطاب الليبرالي: قد يعتبر بعض أنصار ترامب أن مصطلح “الدفاع” ضعيف أو مضلل، في حين أن مصطلح “الحرب” يعبر بشكل أكثر وضوحًا عن حقيقة الدور العالمي لأمريكا.

– تغير الخطاب السياسي

لعقود، اتُهمت الولايات المتحدة الأمريكية بالتصرف كـ”وزارة حرب”. ويعود ذلك إلى تدخلاتها العسكرية المتكررة حول العالم – من فيتنام إلى العراق وأفغانستان – بالإضافة إلى عملياتها العسكرية المحدودة في مناطق مختلفة. ورغم أن قرار ترامب بالعودة إلى اسم “وزارة الحرب” لا يُغيّر الحقائق القانونية، إلا أنه يُغيّر الخطاب السياسي ويكشف عن رؤية ترامب لمكانة الولايات المتحدة في العالم.

هل الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي قامت بتغيير أسماء أقسامها العسكرية؟

ليست الولايات المتحدة وحدها من غيّرت أسماء وزاراتها العسكرية للحدّ من نفوذها. ففي بريطانيا العظمى، استمرت “وزارة الحرب” حتى منتصف القرن العشرين قبل أن تُغيّر اسمها إلى “وزارة الدفاع”. وفي فرنسا، أُعيدت تسمية “وزارة الحرب” أيضًا إلى “وزارة القوات المسلحة”.

حدثت هذه التغييرات في فترة ما بعد الحرب، عندما أراد العالم تقديم صورة أكثر سلمية رغم استمرار النزاعات. تُثير إعادة استخدام الاسم الآن جدلاً جديدًا: هل يعكس الاسم الحقيقة بشكل أفضل؟

-تناقض مع خطاب السلام

تتوافق هذه الأفكار مع محاولات ترامب المتكررة لتصوير نفسه كصانع سلام جدير بجائزة نوبل. وقد تحدث عن نجاحاته في تعزيز الاتفاقيات في الشرق الأوسط، وزعم أنه ساهم في تهدئة الصراع في أوكرانيا. إلا أن إحياء مصطلح “الحرب” يُغيّر ويُناقض الصورة التي يحاول رسمها لنفسه.


شارك