لبنان.. الحكومة تقر خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة مع إبقاء مضمونها سريا

بول ماركوس: الجيش سيبدأ بتنفيذ الخطة حسب الإمكانيات المتاحة وضمن الإطار الذي تم تحديده لاجتماع الخامس من أغسطس. ويتم التنفيذ من قبل الجيش، حيث يقدم قائد الجيش تقريراً شهرياً إلى مجلس الوزراء يوضح فيه آلية التنفيذ.
وافقت الحكومة اللبنانية، الجمعة، على خطة الجيش لحصر حيازة السلاح بيد الدولة، ورحبت بها، لكنها أبقت مضمونها ومداولاتها سرية.
وفي مؤتمر صحفي، أعلن وزير الإعلام بول مرقص خلال قراءة قرارات مجلس الوزراء أن “مجلس الوزراء لاحظ ورحب بخطة الجيش لمصادرة الأسلحة وقرر إبقاء محتواها ومداولاتها سرية”.
وأشار مرقس إلى أنه تقرر أيضاً أن “تقدم قيادة الجيش تقريراً شهرياً إلى مجلس الوزراء حول هذا الموضوع”.
وأكد أن “الجيش سيبدأ بتنفيذ الخطة في حدود إمكانياته المتاحة”.
وأوضح ماركوس أن “الجيش سيعمل ضمن الإطار الذي حدد له في الاجتماع في الخامس من أغسطس/آب، وله الحق في إجراء تقييمات عملياتية، ولكن هناك أمور تتطلب وقتا إضافيا”.
وأضاف: “الجيش سيتولى التنفيذ، وسيرفع قائد الجيش رودولف هيكل تقريرا شهريا إلى مجلس الوزراء يوضح فيه آلية التنفيذ”. وتابع مرقس أن الجيش اللبناني سيبدأ بتنفيذ الخطة بحسب الإمكانات اللوجستية والمالية المتاحة، أو كما وصفها قائد الجيش بـ”القيود”.
وأشار إلى أن “الجيش سيعمل ضمن الإطار الذي حدد له في اجتماع الخامس من أغسطس/آب المقبل”.
وفي الخامس من أغسطس/آب، أقر مجلس الوزراء “تقييد إمدادات الأسلحة” للدولة، بما في ذلك حزب الله، وأصدر تعليماته للجيش بوضع خطة لاستكمال هذا الإجراء في الشهر نفسه وتنفيذه قبل نهاية عام 2025.
وقال وزير الإعلام إن بلاده تؤكد ضرورة تطبيق القرار الدولي رقم 1701، وأن استمرار انتهاكات إسرائيل يشكل مؤشرا على عدم تنفيذ إسرائيل التزاماتها.
في 11 أغسطس/آب 2006، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الذي دعا إلى وقف كامل للأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. كما دعا إلى إنشاء منطقة بين الخط الأزرق (الحدود بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني في جنوب لبنان، خالية من المسلحين والمعدات العسكرية والأسلحة، باستثناء الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وأشار مرقس إلى أن “الرئيس جوزف عون جدد إدانته للاعتداءات الإسرائيلية وأشاد بالدبلوماسية اللبنانية التي رافقت تجديد قوات اليونيفيل”.
واعتبر عون أن القرار (بتجديد مهمة اليونيفيل) انتصار للبنان، وأن الخروقات الإسرائيلية المستمرة تؤكد أن إسرائيل تفشل في تنفيذ التزاماتها وتعرض الأمن الإقليمي لخطر جدي، بحسب المصدر نفسه.
وأضاف: “سلط الرئيس اللبناني الضوء على التطورات الاقتصادية الإيجابية، وأكد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها”.
وأعلن مرقس أن رئيس الوزراء نواف سلام أكد أنه “لن يكون هناك استثمار قبل أن تتوفر في البلاد شروط الأمن والحماية، وهي حقيقة أكدتها خلال زيارتي إلى فرنسا ومصر”.
وانسحب الوزراء الشيعة من الجلسة احتجاجا على مناقشة الحكومة خطة الجيش لتطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة.
وبحسب مراسل وكالة الأناضول، انسحب وزير المالية ياسين جابر، ووزيرة البيئة تمارا زين (حركة أمل)، ووزير الصحة راكان نصر الدين، ووزير العمل محمد حيدر (حزب الله)، ووزير التنمية الإدارية فادي مكي (مستقل).
وأشار إلى أن انسحاب الوزراء الشيعة الخمسة (من أصل 24 وزيراً) جاء بعد دخول قائد الجيش العماد ميشال هيكل إلى الاجتماع لعرض الخطة التي سيطبقها الجيش على الأرض لمصادرة السلاح بما في ذلك سلاح حزب الله.
من جهته، قال وزير التنمية الإدارية فادي مكي للصحافيين بعد مغادرته الاجتماع: “في ظل الوضع الراهن وانسحاب مكون أساسي (الوزراء الشيعة)، لا أستطيع أن أتحمل عبء مثل هذا القرار (تنفيذ خطة مصادرة الأسلحة) مرة أخرى، وقد قررت الانسحاب من الاجتماع”.
وفي ظل الأزمة بين حزب الله والحكومة، هدد مكي بالاستقالة قائلاً: “إذا كانت استقالتي من الحكومة تخدم المصلحة الوطنية، فأنا مستعد لتقديم هذه الاستقالة إلى فخامة الرئيس ورئيس الوزراء”.
وجدد وزير التنمية الإدارية مناشدته زملاءه الوزراء والقوى السياسية “بمناقشة الخطة في إطار الإعلان الوزاري الذي اتفقنا عليه جميعاً بشأن حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها بكل عناية وتأنٍ واضعين مصلحة الوطن والجنوب والسلام الداخلي فوق كل الاعتبارات الأخرى”.
وأكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مراراً أن الحزب لن يسلم سلاحه حتى انسحاب إسرائيل من لبنان ووقف عدوانها عليه وإطلاق سراح الأسرى والبدء بإعادة الإعمار.
في 19 يونيو/حزيران، قدّم المبعوث الأمريكي توماس باراك اقتراحًا إلى الحكومة اللبنانية، دعا فيه إلى نزع سلاح حزب الله وحصر سيطرته بيد الدولة. في المقابل، تنسحب إسرائيل من خمسة مواقع حدودية في الجنوب، وتُخصّص أموالًا لإعادة إعمار المناطق التي دمّرتها الحرب الأخيرة.
في أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024 قبل التوصل إلى اتفاق في نوفمبر 2024. وتواصل إسرائيل انتهاك الاتفاق وتواصل احتلال خمسة تلال احتلتها خلال الحرب.