تقرير: غزة تنزف تحت آلة الحرب الإسرائيلية بعد 700 يوم من الإبادة

الصحافي الفلسطيني إسلام بدر: خلال حرب الـ700 يوم نقلنا صورة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الجيش بحق شعبنا. محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني: هناك خوف وقتل وجوع في غزة. د. عصام أبو عجوة: الوضع الصحي مأساوي ونطالب بفتح المعابر.
منذ 700 يوم، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة الإسرائيلية، مع قصف متواصل وتهجير متكرر وتدمير للمنازل. إنها واحدة من أطول المآسي الإنسانية وأكثرها وحشية في العصر الحديث.
فيما يتحول حلم البقاء على قيد الحياة إلى أمنية يومية للأطفال والنساء والرجال الذين فقدوا كل وسائل البقاء، رصدت وكالة الأناضول للأنباء أوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة مع دخول الحرب عامها الثاني، وسط معاناتهم من الجوع والإبادة الإسرائيلية.
في 22 أغسطس/آب، أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة عن المجاعة في مدينة غزة (شمال)، وتوقع أن تنتشر إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.
وفي الأشهر الأخيرة، حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن “ثلث سكان قطاع غزة (حوالي 2.4 مليون فلسطيني) لم يتناولوا الطعام منذ عدة أيام”.
وبحسب أرقام حديثة صادرة عن وزارة الصحة ومكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن أكثر من مليون طفل يعانون من نقص الغذاء، في حين يعاني 40 ألف طفل صغير من سوء التغذية الحاد بسبب الحصار الإسرائيلي، مما يعرضهم لخطر الموت البطيء.
**بيان صحفي: “غزة كشفت أكاذيب العالم”
وقال الصحافي الفلسطيني إسلام بدر لوكالة الأناضول: “خلال 700 يوم من الحرب، نقلنا صورة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق شعبنا”. وأضاف بدر: “إن جيش الاحتلال يرتكب مجزرة واسعة النطاق بحق شعبنا دون رادع”. وتابع: “رسالتنا للعالم أن هذه الإبادة الجماعية كشفت الاحتلال وإنسانية العالم أمام دماء الأطفال والجوع الذي يجتاح بطون الصغار والكبار”. وأكد بدر: “غزة صامدة وتستحق الحياة وستنتصر بسواعد أهلها”. وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، تجاوز إجمالي الدمار الذي ألحقته إسرائيل بقطاع غزة 88%. وتُقدر الخسائر المباشرة الأولية بأكثر من 62 مليار دولار. وذكر المكتب أن الجيش الإسرائيلي ألقى على قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة نحو 125 ألف طن من المتفجرات.
**الدفاع المدني: آلاف تحت الأنقاض
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، لوكالة الأناضول: “700 يوم من حرب الإبادة، ورسالتنا للعالم أننا نموت ونُذبح، بينما تعيش غزة في خوف وقتل وجوع وأيام مريرة”. وأوضح باسل أن “آلاف العائلات لا تزال ترقد تحت أنقاض منازلها، وآلاف المفقودين ينتظرون أخباراً عن عائلاتهم، في حين أن أعظم أمنية لدى جميع المواطنين هي الاستيقاظ على خبر انتهاء الحرب”. وأشار إلى أن “مساحة الحياة في غزة تتقلص يوما بعد يوم، والناس هنا يعيشون الألم والقسوة والدمار والمعاناة”. وأفاد مكتب الإعلام الحكومي أن إسرائيل دمرت نحو 223 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، بالإضافة إلى نحو 134 ألف وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن على الإطلاق، وتدمير جزئي لنحو 212 ألف وحدة سكنية أخرى. ونتيجة لذلك، أصبح أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية بلا مأوى. وأشار المكتب أيضاً إلى أن سياسة التهجير القسري أدت إلى نزوح نحو مليوني مدني داخل قطاع غزة بسبب عدم توفر أماكن آمنة.
**وضع صحي كارثي
وقال الدكتور عصام أبو عجوة، الطبيب في مستشفى المعمدان، للعالم عبر وكالة الأناضول للأنباء: “الوضع الصحي مأساوي، ونطالب بفتح المعابر للسماح بدخول الوقود والأدوية والمعدات الطبية حتى نتمكن من إصلاح ما دمره الاحتلال”. يعاني نظام الرعاية الصحية في غزة من انهيار شبه كامل في قدراته التشخيصية والعلاجية. منذ بداية حرب الإبادة، قصف الجيش الإسرائيلي أو دمر أو أغلق ما مجموعه 38 مستشفى، مما أدى إلى شلل شبه كامل في النظام الصحي. وبحسب بيانات فلسطينية وأخرى للأمم المتحدة، فإن الهجمات على المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة تركت آلاف المرضى والجرحى معرضين لخطر الموت. منذ الثاني من مارس/آذار، أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول المواد الغذائية والطبية والمساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقد أدى هذا إلى انزلاق القطاع إلى المجاعة، رغم استمرار شاحنات المساعدات في التوافد على حدوده.
في بعض الأحيان لا تسمح إسرائيل إلا بكميات محدودة للغاية من المساعدات، والتي لا تلبي حتى الاحتياجات الأساسية للجوعى ولا تؤدي إلى إنهاء المجاعة، خاصة وأن معظم الشاحنات تتعرض للسرقة من قبل عصابات تدعي حكومة غزة أنها محمية من قبل إسرائيل. بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد قتلت 64300 فلسطيني، وأصابت 162005 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 9000 مفقود، وشردت مئات الآلاف، وتسببت في مجاعة قتلت 376 فلسطينيًا، بينهم 134 طفلًا.