خبير باليونسكو: الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لحماية الحياة البرية والبحرية وتحقيق التنمية المستدامة
قال الدكتور عاطف محمد كامل عضو اللجنة العلمية والإدارية لاتفاقية سايتس وخبير الحياة البرية والمناطق المحمية باليونسكو، إن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية ولا غنى عنها لدعم أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في مجالات الحياة تحت الماء والبرية، والتي تعد حجر الزاوية في حماية النظم البيئية البرية والبحرية.
في تصريحاتٍ لصحيفة الشروق، أوضح أن الأمم المتحدة أقرت رسميًا بتأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جميع جوانب الحياة. وأكد أن هذا يُبشر بمرحلةٍ جديدة من التفاعل بين الإنسان والآلة، بما يخدم مستقبل كوكب الأرض. وقال: “نعيش الآن في عصرٍ تتعاون فيه الروبوتات والذكاء الاصطناعي مع البشر لإيجاد حلولٍ مبتكرةٍ للمشاكل البيئية العالمية”.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد في رصد التنوع البيولوجي البحري باستخدام أنظمة الاستشعار عن بعد، وتحسين إدارة النظم البيئية الساحلية والبحرية، وكشف وتتبع النفايات البلاستيكية الملوثة للمحيطات، وتنظيم أنشطة الصيد من خلال التنبؤ بحالة المخزون السمكي للحد من الصيد الجائر، وتتبع مصادر التلوث البحري والتدخل المبكر لمنع تفاقمها.
وفيما يتعلق بالحياة على الأرض، أكد الدكتور عاطف أن الذكاء الاصطناعي يقدم مساهمات ملموسة في جمع وتحليل بيانات الاستشعار عن بعد لتقييم التنوع البيولوجي الأرضي، ومراقبة الغابات والموارد المائية، والتنبؤ بمستويات المياه الجوفية، ومكافحة التصحر وتدهور الأراضي من خلال النمذجة التنبؤية، ومراقبة ومنع التجارة غير المشروعة في الحياة البرية، ومراقبة الأنواع المهددة بالانقراض.
وأضاف: “لا تزال هناك تحديات كبيرة تنتظرنا، مثل تدهور الموائل الطبيعية وفقدان الأنواع، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود وتوسيع استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي”.
عند سؤاله عن مدى ملاءمة أهداف التنمية المستدامة، أكد محمد أن تحقيقها يتطلب أكثر من مجرد تحديد الأهداف، بل يتطلب استثمارًا ماليًا وتعاونًا دوليًا وتمكين المجتمعات المحلية، إلى جانب الابتكارات التكنولوجية والتغييرات في السلوك الفردي.
وأشار إلى أن حالة النظم البيئية لا تزال تتدهور بمعدلات مثيرة للقلق، وشدد على الحاجة الملحة لحماية نسبة أكبر من المناطق البرية والساحلية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال الشراكات الفعالة والمشاركة العامة في إدارة الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى دور المجتمعات في حماية الحياة البرية والبحرية.
ودعا محمد إلى رفع الوعي العام والتثقيف البيئي، وتعزيز السياحة البيئية المسؤولة، وتبني الممارسات المستدامة في الحياة اليومية، مثل تقليل استهلاك البلاستيك، وإعادة التدوير، وترشيد الاستهلاك، وشراء المنتجات المستدامة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يُعدّ رافعةً استراتيجيةً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في مجال الحياة البرية والبحرية. وتُتيح تقنياتٌ مثل الأقمار الصناعية والطائرات المُسيّرة جمع بياناتٍ عالية الدقة عن البيئات الطبيعية، مما يُحسّن قدرة الباحثين وصانعي القرار على اتخاذ قراراتٍ مبنية على حقائق لحماية الأرض وجميع الكائنات الحية عليها.