بينما يبقى العالم صامتا.. نحن نُبحر: ما الذي نعرفه عن أسطول الصمود المتجه إلى غزة؟

استأنفت قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة رحلتها من ميناء برشلونة الإسباني يوم الاثنين بعد أن اضطرت للعودة مؤقتًا بسبب سوء الأحوال الجوية. تتألف القافلة من عشرات السفن والقوارب، ويرافقها نشطاء ومتضامنون من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ.
هذه المبادرة جزء من “أسطول الصمود العالمي” الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007. وتؤكد المبادرة، التي تحمل شعار “بينما يصمت العالم، نبحر”، على التضامن الدولي مع الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية.
* تحركات متوازية من إيطاليا وتونس
وبحسب العديد من وسائل الإعلام الأجنبية، تزامنت هذه الخطوة مع انطلاق قافلة أخرى محملة بالمساعدات الإنسانية من ميناء جنوة شمال غرب إيطاليا. وكان من المقرر أن تلتقي القافلة بسفن قادمة من برشلونة في صقلية قبل توجهها إلى غزة.
تستعد تونس أيضًا لإطلاق أسطول بحري آخر في الرابع من سبتمبر. سينضم هذا الأسطول إلى بقية الأسطول لفتح ممر إنساني مشترك، ووقف ما يصفه المنظمون بـ”الإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني”. ومن المتوقع أن يصل الأسطول إلى ساحل قطاع غزة في الثامن من سبتمبر.
* التهديد بالإضراب الدولي والتضامن عبر الحدود
قبل أن تغادر السفن ميناء جنوة الإيطالي، أصدر أحد زعماء عمال الموانئ تحذيراً صارخاً: إذا انقطع الاتصال بالسفن لمدة عشرين دقيقة فقط، فإن إضراباً دولياً واسع النطاق من شأنه أن يؤدي إلى “شل حركة أوروبا بأكملها”.
ودعا أيضا إلى إغلاق الطرق والمدارس في حال وقوع هجمات على المشاركين، في إشارة مباشرة إلى الهجمات الإسرائيلية السابقة على السفن التي كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار.
أعلنت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، عضو اللجنة التوجيهية لأسطول المرونة العالمية، على حسابها على إنستغرام أن عشرات السفن الأخرى ستنضم إلى الأسطول في الرابع من سبتمبر. وسوف تبحر من دول البحر الأبيض المتوسط، تزامنًا مع مظاهرات وأنشطة في 44 دولة.
* المشاركين البارزين
ويضم الأسطول آلاف الناشطين من 44 دولة بخلفيات مهنية وحقوقية وصحفية وطبية متنوعة، بالإضافة إلى شخصيات عامة بارزة، بما في ذلك الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، والممثلة الأمريكية الحائزة على جائزة الأوسكار سوزان ساراندون، والممثل السويدي جوستاف سكارسجارد، والممثل الأيرلندي ليام كانينجهام، وأستاذ القانون الدولي في جامعة السوربون فرانكو رومانو، والمؤثرة الأمريكية هانا كلير سميث، مسؤولة الاتصالات في الأسطول.
* التنظيم والتحالفات
يصف أسطول الحرية نفسه على موقعه الإلكتروني الرسمي بأنه حركة شعبية عالمية غير حزبية تسعى إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا. يُسبب هذا الحصار أزمة إنسانية خانقة وحرمانًا للفلسطينيين من حقوقهم الأساسية.
يؤكد منظمو الأسطول أن الحصار ليس قدرًا طبيعيًا، بل هو نتيجة قرارات سياسية وعسكرية. وتهدف الحركة إلى رفع مستوى الوعي العالمي وكشف تواطؤ بعض الحكومات. وفي الوقت نفسه، يسعون إلى تلبية نداء الفلسطينيين في غزة والتضامن معهم من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.
يتألف الأسطول من عدة مبادرات وتحالفات دولية، أبرزها اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وأسطول الصمود المغاربي، ومبادرة صمود نوسانتارا الآسيوية.
* تاريخ طويل من محاولات كسر الحصار
على مدى 17 عاماً من الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، حاولت أكثر من 37 سفينة الوصول إلى شواطئ القطاع، لكن خمس سفن فقط نجحت.
في 27 أغسطس/آب، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة “حنظلة”، التي كانت تقل 21 ناشطًا من صقلية، واقتادتها إلى ميناء أشدود. وقبل شهرين، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة “مادلين” التابعة لتحالف أسطول الحرية، والتي كانت تقل 12 ناشطًا من دول أوروبية وأمريكا اللاتينية.
وفي حين أن أسطول الصمود يرفع هذه المرة راية التضامن الإنساني، فإن مصير رحلته يظل معتمدا على ردود فعل إسرائيل والضغوط الدولية.