حي ارميضة في خانيونس يتعرض لاستهداف جنوني: مجازر ودهس للجثامين بعيدا عن الكاميرات

منذ 3 أيام
حي ارميضة في خانيونس يتعرض لاستهداف جنوني: مجازر ودهس للجثامين بعيدا عن الكاميرات

جثثٌ ملقاةٌ على الأرض، بعضها متحلل، وأخرى سحقتها الدبابات، لا يصل إليها إلا من انضم إليهم. حدث كل هذا في منطقة “أرميدة”، أحد أحياء بلدة بني سهيلة بخان يونس، جنوب قطاع غزة.

من بين الضحايا الذين عُثر عليهم في هذه الجثث الشهيد أحمد المدني وزوجته. ما كان ليتم التعرف عليهما لولا أن شابًا صوّرهما فور دهسهما بدبابة إسرائيلية، وحولهما إلى كومة أشلاء.

تعرضت قرية أرميدة، الواقعة شرق بلدة بني سهيلا، لهجمات مكثفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في الأيام الأخيرة. وحاول بعض الأهالي النازحين منذ منتصف مايو/أيار العودة إلى المنطقة للاطمئنان على منازلهم، إن كانت لا تزال موجودة.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء صفا: “لقد ثاروا. كانت المنطقة مهجورة تمامًا، وظن الناس أنهم انسحبوا. لكن المجازر كانت تحدث في المنطقة بعيدًا عن أعين الناس”.

وأضافوا: “قبل يومين، قتلوا شابًا يُدعى أحمد المدني وزوجته. أطلقوا عليهما النار، ثم دهسوهما عمدًا بدبابة. وتم تصوير المجزرة”.

وأفاد مواطنون بوجود عدد كبير من الجثث في المنطقة.

محمد أبو ريدة، أحد سكان المنطقة، صرّح لوكالة صفا الإخبارية بأن هذه مجزرة لن تمر مرور الكرام. وأشار إلى أن السكان تفقدوا منازلهم، لكن الكثيرين لم يعودوا.

ويقول أبو ريدة: “أخبروني بوجود جثث متحللة قرب منزلي، وأنهم انتشلوا شهداء من هناك قبل أيام، لكن الوضع أصعب والأعداد في ازدياد”.

قال خالد المدني لوكالة صفا الإخبارية: “قبل يومين، عثرت السلطات على قريبنا من بني سهيلة، بعد اختفائه بفترة وجيزة. توسلنا إليهم وقلنا إن اليهود خونة، لكن التهجير استمر طويلاً، والناس متلهفون للعودة إلى ديارهم، حتى لو كانت خرابًا”.

ووصف الجريمة التي راح ضحيتها مواطن وزوجته، قائلاً: “فقدنا أحمد المدني، وتفاجأنا بعد يومين بوجود أشخاص يصورون جثتين سحقتهما دبابة”.

وصف مشهد القبر، مليئًا بالألم: “لولا حذاؤه، لما تعرّف عليه أحد. يبدو أنهم قتلوه ثم دهسوه. هذا تشويه للجثث، والعالم صامت، دون أن يحرك ضميره أو يطلق مدافعه”.

منذ أيام يطالب مواطنون فقدوا أبنائهم في الحي وفي مدينة بني سهيلة عامة بتدخل الجهات المختصة لتوضيح مصيرهم وانتشال الشهداء والجثث المتحللة بداخلهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق سراحهم.

وتبلغ مساحة أراضي بني سهيلة 7750 دونماً، وكانت مباني ومنازل البلدة تشغل 1450 دونماً من هذه المساحة الإجمالية قبل أن يحولها الاحتلال إلى كومة رماد بعد تدمير جميع المنازل.

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع أسفرت عن استشهاد أكثر من 64 ألف شخص، وإصابة أكثر من 161 ألف شخص، وفقدان أكثر من 14 ألف شخص تحت الأنقاض.


شارك