“السجن أفضل من الذهاب لغزة”.. تمرّد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب “عربات جدعون 2”

مع إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، بدء العملية البرية “جدعون 2” في مدينة غزة، يشهد جيش الاحتلال انقسامًا حادًا بين جنوده. يعارض الكثير منهم المشاركة في العملية، بل ويصرّون على أنهم “يفضلون السجن”.
رغم تحذيرات الحكومة الإسرائيلية من أن التهرب من الخدمة العسكرية قد يؤدي إلى أحكام بالسجن، يُفضل بعض الجنود قضاء فترة السجن على المشاركة في حرب غزة. ويعتقدون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُطيل أمد الحرب لضمان بقائه السياسي، وفقًا لما ذكرته قناة إن بي سي نيوز، نقلاً عن جنود احتياط إسرائيليين.
من بين الجنود الذين يفضلون السجن الطبيب العسكري الأمريكي الإسرائيلي ماكس كريش، الذي أنهى خدمته العسكرية عام ٢٠١٨ وخدم على الحدود الشمالية مع لبنان خلال الحرب الدائرة. إلا أنه يرفض العودة إلى القتال اليوم.
ويقول كريش البالغ من العمر 29 عاما: “أصبحت الحرب تهديدا مباشرا لمستقبل الإسرائيليين وقيمهم، واستمرارها يزيد من معاداة السامية في جميع أنحاء العالم”، مشيرا إلى أن المقاومة داخل جيش الاحتلال أصبحت أقوى منذ أن أعلن نتنياهو عن خطة عسكرية في أغسطس/آب الماضي.
وأكد الطبيب أن اتحاد قوات الاحتياط الجوية الإسرائيلية دعا إلى وقف الحرب وركز على تحرير الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
يسوق جنود الاحتياط أسبابًا متنوعة لمقاومتهم. يتهم البعض نتنياهو، الذي يواجه ثلاث تهم بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة، بإطالة أمد الحرب لضمان بقائه السياسي. ويجادلون بأن الحرب لم تعد تخدم غرضًا عسكريًا، وتعرض الأسرى المتبقين للخطر، وتسبب معاناة هائلة للفلسطينيين.
وقال جندي احتياطي آخر طلب عدم الكشف عن هويته إنه تم استدعاؤه للخدمة في غزة يوم الثلاثاء لكنه ما زال “يفكر في قراره، ممزقا بين التزامه ببلاده وقيمه”.
صرح الجندي زئيف بوغومولني (27 عامًا) بوضوح: “إذا كان عليّ الاختيار بين غزة والسجن، فسأختار السجن. الانضمام إلى الجيش الآن يعني تدمير إسرائيل بالكامل”.
كما دعا بوغومولني جنود الاحتياط الآخرين إلى إعادة النظر في اختيارهم للخدمة: “أعتقد أنه من الصواب الآن لكل جندي احتياط أن يسأل نفسه لماذا وبأي ثمن هم مستعدون للمشاركة في هذه الحرب؟ نحن ندمر حياة المدنيين في غزة. نحن نقتل الأسرى. نحن نعلم ذلك”.