تحركات برلمانية بسبب إجبار الطلاب على اختيار البكالوريا
أمين: شكاوى من نقص معلمي المرحلة الثانوية. الديب: لديّ شكاوى كثيرة إذا أرادت الحكومة إجراء تحقيق جدي. نعارض تطبيق النظام الجديد. الوزارة تنفي الإكراه. الطلاب: من حق الطالب الشرعي أن يقرر ما يناسبه.
كثّف أعضاء مجلس النواب مطالباتهم للحكومة بتوضيح حقيقة إجبار بعض مديري المدارس أولياء الأمور على اختيار نظام البكالوريا بدلاً من نظام الثانوية العامة. وأشاروا إلى تلقيهم شكاوى متعددة، منها نقص المعلمين في نظام الثانوية العامة، وإهمال النظام في العام الدراسي الجديد، ونقل الطلاب إلى مدارس أبعد.
صرح أشرف أمين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، بأنه تلقى عدة شكاوى من أولياء أمور تزعم أن بعض المدارس تتعمد إجبار أبنائهم على اختيار شهادة البكالوريا. وأشار إلى أن مديري المدارس برروا ذلك بإهمال نظام التعليم الثانوي العام مع بدء العام الدراسي الجديد، وقلة المعلمين.
صرح أمين لصحيفة الشروق أن أولياء الأمور أبدوا استياءهم من هذه التعليمات، مضيفًا: “تواصلنا مع هذه المدارس وأبلغناها أن القانون ينص على الاختيار بين نظام الثانوية العامة ونظام البكالوريا، وإلا ستكون هناك إجراءات برلمانية لتوفير آليات ضبط هذه الظواهر”.
أكد أمين على أهمية توعية أولياء الأمور وإجراء بحث إلكتروني شامل حول كلا النظامين. وقال: “سيُوسّع هذا البحث معارفهم ويُعزز قدرتهم على مقاومة محاولات الضغط عليهم لاختيار نظام مُعين”.
وانتقد الوزير التطبيق الحالي لامتحان الثانوية العامة، قائلاً: “إن النظام يحرم الطلاب من القدرة على إتقان جميع المجالات العلمية لأنه يعتمد على التخصص منذ البداية، وبالتالي يحرمهم من المعرفة الأساسية في مواد مثل الجغرافيا والفلسفة وعلم النفس”.
من جانبها أكدت النائبة نشوى الديب تلقيها شكاوى مماثلة، مؤكدة أن القانون يكفل بشكل واضح للطلاب حرية الاختيار بين النظامين.
قال الديب لصحيفة الشروق: “رغم تأكيدات رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم بأن النظام اختياري، إلا أن بعض المدارس حاولت جعله إلزاميًا. لديّ شكاوى كثيرة إذا أرادت الحكومة إجراء تحقيق جدي. نحن ندعم نظام البكالوريا، لكننا نرفض فرضه على الطلاب”.
قبل يومين تقدم النائب إيهاب منصور، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال برلماني لوزير التربية والتعليم بشأن تزايد شكاوى أولياء الأمور من إدارة امتحانات الثانوية العامة.
وأوضح منصور أن مئات أولياء الأمور توافدوا على مركز خدمة المواطن احتجاجاً على إجبارهم على التسجيل في امتحان البكالوريا بدلاً من امتحان الثانوية العامة، رغم أن القانون ينص على أنه اختياري ومجاني: “نظام البكالوريا اختياري ومجاني لكل من يحمل شهادة الدراسة الابتدائية”.
وأشار إلى أن بعض أولياء الأمور تلقوا تهديدات من مديري المدارس، ومن بينهم من هدد بإرسال أبنائهم إلى مدارس بعيدة إذا رفضوا التقدم لامتحان الثانوية العامة. وتساءل: “هل سيُعاقب من يختار امتحان الثانوية العامة بدلًا من الثانوية العامة؟”
أشار منصور إلى أن المتحدث الرسمي باسم الوزارة، شادي زلتة، كان قد صرّح قبل أيام بأن النظام اختياري، نافيًا بذلك ما تردد عن وجود مدارس للبكالوريا وأخرى للتعليم الثانوي العام. وأوضح أن لجنة التعليم بمجلس النواب عقدت ثلاثة اجتماعات في يوليو 2025، بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف. وصرح الوزير حينها بأن المدارس ستدمج النظامين في كل مدرسة. وأكد هذا التصريح أيضًا محمود فوزي، وزير البرلمان والقانون والإعلام السياسي.
وتساءل منصور عن أسباب التناقض بين نص القانون والإعلانات الرسمية من جهة، والتطبيق الفعلي في بعض الإدارات التعليمية من جهة أخرى، مؤكداً أن تطبيق النظام بالمخالفة للقانون يعد اعتداءً على حق دستوري يكفل حرية ومجانية التعليم، ويخالف مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص المنصوص عليه في المادة (19) من الدستور المصري.
من جانبه، أكد شادي زلتة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، في تصريحات سابقة لـ”الشروق”، أن القانون يمنح أولياء الأمور حق اختيار النظام التعليمي المناسب لأبنائهم، ولا إكراه في ذلك. وأشار إلى أن الطلاب يحصلون على نموذج رسمي يتيح لهم حرية اختيار نظامهم التعليمي.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم أيضًا بيانًا في الأيام الأخيرة أكدت فيه أن الطلبة ليسوا مجبرين على اختيار نظام معين، بل لهم الحق في اختيار النظام الأنسب لهم.
وأكدت مديرية التربية والتعليم بالجيزة في بيان لها، أن القانون يكفل للطلاب حرية الاختيار بين النظامين في المرحلة الثانوية.