بالرغم من خفض أسعار الفائدة .. لماذا لم ينتعش أداء البورصة المصرية؟

منذ 6 ساعات
بالرغم من خفض أسعار الفائدة .. لماذا لم ينتعش أداء البورصة المصرية؟

رغم خفض سعر الفائدة بنسبة 2% في اجتماع لجنة السياسة النقدية الخميس الماضي، إلا أن ذلك لم يُحسّن أداء سوق الأسهم، إذ يحتاج السوق إلى حوافز قوية لتعزيز ثقة المستثمرين. كما أن أداء سوق الأسهم يعتمد على عدة عوامل مترابطة، منها تقلبات أسعار الصرف، وفقًا لخبراء في أسواق المال لموقع ايجي برس.

سجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “إيجي إكس 30” مستوى قياسيا جديدا عند 36282 نقطة في مطلع أغسطس/آب قبل أن يتراجع إلى 35156 نقطة في نهاية جلسة اليوم.

صرّح حسام الغش، العضو المنتدب لشركة لإدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، بأنّ قرار البنك المركزي الأخير بخفض سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 2% لم يُؤثّر إيجابًا على أداء سوق الأسهم المصرية. وأشار إلى أنّ السوق بحاجة إلى حوافز قوية لتعزيز ثقة المستثمرين.

وأشار إلى أن بعض التطورات الجيوسياسية الأخيرة، وخاصة تلك المتعلقة بالأحداث التي شهدتها السفارات المصرية في الخارج والإجراءات الدبلوماسية اللاحقة، كان لها تأثير سلبي كبير على نشاط السوق هذا الأسبوع.

وأضاف أنه على الرغم من أهمية خفض أسعار الفائدة، إلا أنه لم يكن كافيًا لتغيير مسار سوق الأسهم في ظل هذه التوترات. وكان المستثمرون يتوقعون إجراءات أكثر حزمًا لتحفيز السوق.

وفيما يتعلق بأهم الحوافز المتوقعة، أكد الغييش أن الإصدار الحكومي القوي هو العامل الرئيسي في دعم سوق الأسهم واستعادة الزخم الإيجابي. كما أن الحوافز الضريبية والإدارية للشركات المدرجة قد تساعد في زيادة عدد الشركات المدرجة وجذب سيولة جديدة.

وأكد أن الاستقرار الجيوسياسي يظل عنصراً أساسياً في استعادة الثقة، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب إجراءات متوازنة لتعزيز دور البورصة كأداة تمويل واستثمار.

ويرى محمد رضا الرئيس التنفيذي لشركة سوليد كابيتال أفريقيا والخليج العربي، أن خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة لم يؤثر على أداء سوق الأسهم، لأنه يعتمد على عدة عوامل مترابطة، منها تقلبات أسعار الصرف.

وأوضح تصريحاته قائلاً: “ساهم ارتفاع الجنيه مقابل الدولار في مارس الماضي – والذي بلغ آنذاك 70 جنيهًا في السوق الموازية – في وصول سوق الأسهم إلى مستوى قياسي بلغ 34,500 نقطة. وبعد استقراره طوال العام، استعاد سعر الصرف زخمه مؤخرًا، مصحوبًا بتوقعات بارتفاعات أخرى في الأسعار، مما دفع مؤشر البورصة القياسي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 36,282 نقطة”.

وأشار إلى أن الاستقرار الحالي أدى إلى خفض تدفق السيولة إلى الأسهم بعد أن رأى ميزة واضحة في ضعف الجنيه.

وأضاف أن عوامل أخرى لعبت دورًا أيضًا، لا سيما التوترات في مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي. وأشار إلى أن الحديث عن تأجيل أو رفض صرف الشريحة الخامسة من القرض قد أثر على معنويات المستثمرين.

وتابع رضا، مشيرًا إلى أن السوق عادةً ما يحتاج إلى بعض الوقت قبل أن تظهر آثار خفض أسعار الفائدة. وأوضح أن تدفق السيولة من القطاع المصرفي إلى سوق الأسهم يستغرق وقتًا، وقد يستغرق ما بين عشرة أيام وأسبوعين.

وأكد أن السوق المصرية تمر بمرحلة إصلاحات نقدية ومالية، وأن نجاح الحكومة في الحفاظ على الاستقرار النقدي وتوضيح برنامجها الاقتصادي المقبل سيكون له دور حاسم في تعزيز ثقة المستثمرين وإعادة سوق الأسهم إلى مسارها الصعودي.

اتفق خبير الأسواق المالية، خالد ماجد، على أن السبب الرئيسي لعدم تأثير القرار الفوري هو توقع المستثمرين لخفض سعر الفائدة مسبقًا. وتشير التقديرات إلى أن الخفض سيتراوح بين 2 و3%.

وأضاف أن الأخبار المتوقعة لا تؤدي إلى تغيير فوري في السوق، حيث أن رد الفعل الفوري عادة ما يكون مرتبطا بمفاجآت أو قرارات غير متوقعة.

وأشار إلى أن آثار خفض سعر الفائدة ستظهر تدريجيًا وعلى المدى المتوسط. فقد اعتاد السوق على قاعدة “اشترِ بناءً على الشائعات وبع بناءً على الأخبار”. وهذا يعني أن سوق الأسهم يتحرك بناءً على التوقعات قبل اتخاذ القرارات، بينما غالبًا ما لا يكون للإعلان الرسمي تأثير يُذكر.

اقرأ أيضاً:

هل سوق الأسهم المصرية جاذبة لإصدارات السندات الحكومية المقبلة؟ خبراء يوضحون.


شارك