ماذا يعني قرار إدارة ترامب إلغاء عمليات رصد التلوث عبر الأقمار الصناعية؟
قررت إدارة ترامب إيقاف مراقبة الأرض عبر الأقمار الصناعية. ويقول المسؤولون إن هذا يتجاوز الهدف الأساسي للتنبؤ بالطقس. ويعتقد العلماء أن هذا الإجراء سيزيد من صعوبة التنبؤ بالطقس.
– إلغاء مهام المراقبة والرصد
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن اثنين من الأقمار الصناعية التي تراقب مستويات ثاني أكسيد الكربون على الأرض ستتوقف عن العمل قريبًا لأنها “لم تعد قادرة على تحقيق غرضها الأصلي”.
وقالت الصحيفة إن جهازين آخرين يستخدمان لمراقبة تلوث المياه والهواء، بما في ذلك الغازات المسببة للاحتباس الحراري، سيتم إزالتهما من مهمة قمر صناعي مستقبلية بناء على تعليمات “لتوفير قائمة بالأجهزة المستخدمة حصريا للأرصاد الجوية”.
وذكرت الصحيفة أن إدارة ترامب تعمل على إيقاف عمليات مراقبة الأرض عبر الأقمار الصناعية التي يقول المسؤولون إنها تتجاوز المهمة الأساسية للتنبؤ بالطقس، وفقًا لوثائق الميزانية التي تحدد خطط إعادة تشكيل البحث الحكومي.
– فقدان البيانات المناخية يؤثر على توقعات الطقس.
ويعتقد خبراء الأرصاد الجوية وباحثو المناخ، بدورهم، أن الحكومة الأميركية، من خلال هذه الإجراءات، ترسم خطاً فاصلاً بين ما هو الطقس ــ وبالتالي يستحق الاستثمار الحكومي ــ وما هو المناخ.
على سبيل المثال، تحافظ ميزانية الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي على تمويل هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، وتقطع كل التمويل المتعلق بتغير المناخ، وتحد من الاستثمار الفيدرالي في الأبحاث الأكثر ارتباطًا بشكل مباشر بمهمة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
ومع ذلك، قال العلماء إنه لا يوجد مثل هذا الفصل بين الطقس والمناخ، وأن فقدان البيانات المناخية من شأنه أن يؤثر فعليا على توقعات الطقس.
قال لارس بيتر رايشفيغارد، مدير مركز علوم واجهة نظام الأرض بجامعة ماريلاند: “هذا هراءٌ مُطلق. الطقس والمناخ هما الشيء نفسه”.
وأوضح أن نظام الأرض، بكل تعقيداته، مترابط بطريقة لا تتوافق مع أي أجندة سياسية معينة.
ولم تجب كيم دوستر، المتحدثة باسم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، على أسئلة حول حالة الأجهزة، لكنها قالت إن الوكالة “تعطي الأولوية للجيل القادم من قدرات مراقبة الطقس والأرض”.
وتشمل مسؤوليات الوزارة فهم وتوقع التغيرات في المناخ والطقس والمحيطات، فضلاً عن حماية النظم البيئية البحرية ومصايد الأسماك.
الفرق بين الطقس والمناخ
تجدر الإشارة إلى أن العلماء يميزون منذ فترة طويلة بين الطقس والمناخ عندما يتساءلون عما إذا كان من الممكن ربط بعض الأحداث الجوية المتطرفة بتغير المناخ.
الطقس هو ما يحدث خارج نافذتك، ويتغير يوميًا وساعة بساعة نتيجة تفاعل العوامل الجوية. أما المناخ، فيصف متوسط حالة الطقس على المدى الطويل، ويحدد نطاق الظروف الجوية المتوقعة في مكان معين في يوم معين.
ولكن مع تغير المناخ الناتج عن الانحباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري وتأثير الاحتباس الحراري، فإن نطاق احتمالات الأحداث الجوية المتطرفة يتغير أيضاً.
تم تصميم الأدوات الموجودة حاليًا في الفضاء والمخطط استخدامها في مهام مستقبلية لمساعدة العلماء على تتبع هذه التغيرات وفهم كيفية خلقها لمخاطر جوية جديدة يمكن أن تضر بصحة الإنسان ومناطق الصيد ذات القيمة الاقتصادية.
لقد كان ثاني أكسيد الكربون هو المحرك الرئيسي للاحتباس الحراري العالمي على مدى القرن ونصف القرن الماضيين، وقد زاد تركيزه بشكل أسرع من أي وقت مضى في تاريخ البشرية.
