هل يفقد الادخار جاذبيته بالبنوك بعد خفض سعر الفائدة؟.. خبراء يوضحون

منذ 2 ساعات
هل يفقد الادخار جاذبيته بالبنوك بعد خفض سعر الفائدة؟.. خبراء يوضحون

وأكد مصرفيون ومحللون التقاهم ايجي برس أن الادخار المصرفي لا يزال جذابا لشريحة كبيرة من المصريين، خاصة في ظل استمرار توافر أدوات منخفضة المخاطر ومتنوعة العائد.

خفض البنك المركزي، الخميس، أسعار الفائدة بنسبة 2% إلى 22% للودائع و23% للقروض للمرة الثالثة منذ عام 2025. وكان قد خفض أسعار الفائدة في أبريل ومايو، ما يمثل انخفاضا إجماليا بنسبة 5.25% منذ بداية العام.

ودائع التوفير لن تفقد مكانها في البنوك

أكد الخبير المصرفي محمد عبد العال أن الادخار يبقى ركيزة أساسية للاقتصاد والنظام المصرفي، ولن يفقد جاذبيته لمجرد انخفاض أسعار الفائدة. وأشار إلى أن قرار الادخار أو الاستثمار يعتمد على عدة عوامل، وليس فقط على مستوى العائد.

وأوضح عبد العال أن أهم هذه العوامل هي احتياجات الفرد من السيولة وقدرته على تحمل المخاطر وتنوع أدوات الادخار المتاحة.

وأضاف أن البنوك الحكومية، مثل الأهلي ومصر، تلعب دورًا استراتيجيًا من خلال طرح شهادات عالية العائد عند الحاجة، مما يحافظ على استقرار السيولة وثقة العملاء في القطاع المصرفي. وأكد أن “الثقة في البنوك كملاذ آمن للأموال تبقى العامل الحاسم”.

الأدوات المصرفية التي تحتفظ بجاذبيتها

من جانبه، أكد الخبير المصرفي محمد بدرة أن انخفاض أسعار الفائدة لا يعني بالضرورة تراجع جاذبية الادخار، مؤكدًا أن البنوك تقدم باقة واسعة من المنتجات لجميع شرائح العملاء.

وأشار إلى أنه على الرغم من انخفاض عوائدها، تظل شهادات الادخار خيارًا مفضلًا للباحثين عن دخل ثابت ومنخفض المخاطر. كما أشار إلى توافر صناديق استثمارية مشتركة متخصصة، بما في ذلك صناديق الأسهم (للمستثمرين الذين يتحملون المخاطر)، والصناديق المتوازنة، وأدوات الدين مثل أذون وسندات الخزانة.

وأشار بدرة إلى أن بعض العملاء قد يتجهون إلى الذهب أو العقارات أو سوق الأسهم، لكن هذه الأدوات تحتاج إلى رأس مال وخبرة أكبر، وبالتالي فهي غير مناسبة للغالبية الذين يفضلون الاستقرار والعوائد الثابتة.

وأكد أن النظام المصرفي قادر على التخفيف من تأثير خفض أسعار الفائدة من خلال تنويع منتجاته وتقديم حلول مبتكرة.

تدفق سيولة محدود

يعتقد مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في “عربية أونلاين”، أن خفض أسعار الفائدة سيُقلل حتمًا من جاذبية الادخار. ويتوقع أن يسحب بعض العملاء جزءًا من مدخراتهم للاستثمار في الذهب أو الأسهم أو العقارات أو صناديق الاستثمار المشتركة.

وأوضح شافي أن من يقدرون العوائد الثابتة أكثر من غيرهم، مثل المتقاعدين وأصحاب المعاشات، سيستمرون في التمسك بالأدوات المصرفية، في حين قد يلجأ الشباب أو أولئك الذين ليس لديهم التزامات عائلية إلى خيارات أكثر خطورة.

وأشار إلى أن البنوك تظل الخيار الأمثل لمن يملكون مبالغ صغيرة من المال، إذ يمكنهم البدء بالادخار بمبلغ صغير (مثلا ألف جنيه)، على عكس الذهب أو العقارات التي تتطلب رأس مال أكبر.

وأكد أنه على الرغم من أنه سيكون هناك بعض تدفق السيولة إلى خارج البنوك، إلا أنها لن تكون كبيرة وسيتم توزيعها وفقا لتفضيلات شرائح المدخرين المختلفة.


شارك