تُجار سلع غذائية يتجاهلون مبادرة تخفيض الأسعار بعد شهر من إطلاقها

منذ 2 ساعات
تُجار سلع غذائية يتجاهلون مبادرة تخفيض الأسعار بعد شهر من إطلاقها

المنوفى: المنتجون يرفضون التنازل عن هوامش الربح المرتفعة شاهد: في منافذ الحكومة تباع السلع الأساسية بأسعار مخفضة بنحو 18%. العتابي: استقرار الأسعار في حد ذاته أمر جيد. الولي: ضبط الأسعار لا يتحقق بسياسة المبادرات، الحل يكمن في تشجيع الاستثمار وخفض التكاليف.

رغم مبادرة الحكومة لخفض الأسعار فورًا نهاية يوليو، لم يشهد المواطنون انخفاضًا حقيقيًا في أسعار المواد الغذائية لأكثر من 30 يومًا. وتجاهلت غالبية تجار التجزئة والمنتجين هذه المبادرة حتى الآن، وفقًا لصحيفة الشروق.

مبادرة الحكومة وتراجع الدولار

 

وفي نهاية يوليو/تموز من العام الماضي، أطلق رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بالتعاون مع التجار والمنتجين، مبادرة حكومية لخفض أسعار السلع بشكل فوري، استجابة للتحسن الإيجابي في المؤشرات الاقتصادية المصرية، وانخفاض سعر الدولار إلى أدنى مستوى له في نحو عام. في الشهر الماضي، وصل الدولار إلى أدنى مستوى له مقابل الجنيه المصري منذ بداية العام، حيث تم تداوله عند 48.30 جنيهًا مصريًا، منخفضًا من 50.90 جنيهًا في بداية العام. ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة 5%. ثم استعاد الدولار بعض خسائره، ليتداول اليوم عند 48.63 جنيهًا.

– الشركات ترفض التنازل عن هوامش الربح الخاصة بها.

 

ورغم انخفاض سعر الدولار وطرح مبادرة لخفض الأسعار، رفضت شركات الأغذية التنازل عن هوامش أرباحها المرتفعة وتجاهلت مطالب الحكومة بخفض الأسعار، بحسب حازم المنوفي، رئيس شعبة الأغذية بغرفة تجارة الإسكندرية. وأضاف المنوفي في تصريحات لـ”الشروق” أن على الشركات مراجعة قوائم أسعار منتجاتها، مشيرا إلى أن تكاليف الإنتاج انخفضت بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالفترة التي سبقت صفقة رأس الحكمة.

صفقة رأس الحكمة وأثرها على الأسعار

 

على سبيل المثال، وفقًا للمنوفي، انخفضت أسعار زيت الطهي الخام إلى 50 ألف جنيه مصري للطن، مقارنةً بـ 67 ألف جنيه مصري العام الماضي. ورغم ذلك، لم تنشر الشركات الكبرى أي قوائم جديدة، واستقر سعر اللتر للمستهلك النهائي عند 77 جنيهًا مصريًا. كما حافظت الحلويات ومنتجات الألبان على قيمتها هذا العام، رغم انخفاض أسعار السكر بنسبة تصل إلى 18%، حيث يبلغ سعر الطن الآن 26 ألف جنيه مصري، مقارنةً بـ 32 ألف جنيه مصري في بداية العام. وأشار إلى أن الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الغذائية أدى إلى ركود في حركة المبيعات، مما أثر سلبًا على قطاع التجزئة. وأوضح أن تجار التجزئة لديهم هامش ربح ثابت، ولا يستطيعون التحكم في أسعار المستهلكين.

– تخفيضات الأسعار في منافذ الحكومة

 

في غضون ذلك، قال أسامة الشاهد، رئيس غرفة تجارة الجيزة، إنه في إطار مبادرة من رئيس الوزراء، طرحت الحكومة سلعاً غذائية أساسية في منافذ البيع التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بخصومات تصل إلى 18%. وأضاف الشاهد في تصريحات لـ«الشروق» أن خفض أسعار السلع بالمنافذ الحكومية ساهم في زيادة المنافسة بين التجار في السوق المفتوحة، ما يصب في مصلحة المستهلكين. قدمت وزارة التموين، من خلال الشركة القابضة للصناعات الغذائية، خصومات تتراوح بين 5 و18% على المنتجات الغذائية التي تنتجها وتستوردها (640 سلعة) من خلال شبكة مراكز الاستهلاك ومنافذ البيع التابعة للشركة القابضة، والتي تضم أكثر من 1000 منفذ بيع في مختلف محافظات الجمهورية، بحسب بيان لمجلس الوزراء بتاريخ 18 أغسطس. وذكر البيان ذاته أن المصنعين والمستوردين، بالتعاون مع كافة سلاسل البيع بالتجزئة، قدموا خصومات تتراوح بين 5% وأكثر من 20% على العديد من السلع الغذائية والاستهلاكية.

– استقرار الأسعار في السوق المحلية

 

يقول إسلام متولي، صاحب سلسلة متاجر تجزئة في القاهرة والقليوبية، إن أسعار المواد الغذائية ظلت ثابتة منذ أكثر من شهر، باستثناء أسعار السكر التي شهدت انخفاضاً تدريجياً في الأسعار نتيجة زيادة الإنتاج وتراجع الطلب. وبحسب متولي، استقرت أسعار الأرز عند 22 ألف جنيه للطن (جملة) و24 و25 جنيها للكيلو (مستهلك)، فيما استقرت أسعار المعكرونة عند 25 ألف جنيه للطن (جملة) و28 جنيها للكيلو (مستهلك). وأضاف أن انخفاض أسعار المواد الغذائية في منافذ البيع الحكومية لم يؤثر على السوق المحلية، لأن المنتجات التي تقدمها الشركة القابضة للصناعات الغذائية تحمل علامات تجارية خاصة، ولم تشهد إقبالاً كبيراً من المستهلكين.

– توقع انخفاض الأسعار في المستقبل

 

وقال أحمد عتابي، رئيس شعبة المستوردين والمصدرين بغرفة تجارة الجيزة، إن “استقرار الأسعار في حد ذاته أمر جيد في الوقت الحالي”، متوقعا انخفاضا حقيقيا في الأسعار خلال الأشهر المقبلة. وأضاف العتابي، في تصريحات لـ”الشروق”، أن دورة التشغيل من استيراد المواد الخام إلى طرح المنتج النهائي تستغرق ثلاثة أشهر على الأقل. وأوضح أن احتياجات الإنتاج المستوردة، بعد انخفاض سعر صرف الدولار، ستنعكس تلقائيًا على السوق المحلية بنهاية العام. وأشار إلى أن العرض الكبير من المواد الخام والمنتجات الغذائية، إلى جانب الركود الحالي، سيجبر الشركات والمنتجين على خفض الأسعار، حتى لو ارتفعت تكاليف الإنتاج مرة أخرى لأي سبب كان.

المبادرات الحكومية وحدود فعاليتها

 

مع ذلك، يرى مجدي الوليلي، عضو مجلس إدارة غرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، أن المبادرات الحكومية لن تنجح في ضبط الأسواق. ويضيف: “نحن بحاجة إلى آليات أكثر استدامة لخفض الأسعار بفعالية”. وأضاف الوليلي في تصريحاته لصحيفة الشروق أن الحكومة تطالب المنتجين والتجار بتخفيض الأسعار بنحو ٢٠٪، في حين أن الدولار لم ينخفض إلا بنسبة ٣ إلى ٥٪. وأشار إلى أنه من المنطقي تجاهل عدد كبير من المنتجين لهذه المبادرة. وتابع: “بدلاً من مطالبة التجار والمصنعين بخفض الأسعار، كان ينبغي أولاً خفض تكاليف الاستثمار لزيادة المنافسة في السوق المحلية”. وأشار إلى ضرورة تشجيع المستثمرين المحليين والأجانب من خلال تبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم الحكومية لجذب استثمارات جديدة. وقال الوليلي إنه كلما كثفت الحكومة جهودها لتشجيع المستثمرين فإن الأسعار ستنخفض تلقائياً وفعالاً، دون مبادرات غير فعالة.


شارك