خبير اقتصادي: الاحتفاظ بالدولار خسارة.. ومصر حققت استقرارًا نسبيًا واقتصادها في طريق التعافي

منذ 23 ساعات
خبير اقتصادي: الاحتفاظ بالدولار خسارة.. ومصر حققت استقرارًا نسبيًا واقتصادها في طريق التعافي

قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار، إن الاحتفاظ بالدولار حاليا يعد خسارة، لأن أسعار الفائدة على الجنيه المصري تصل إلى نحو 30%، بينما أسعار الفائدة على الدولار لا تتعدى 5%.

في مقابلة مع قناة الحياة مساء السبت، أوضح إبراهيم أن الفوارق الكبيرة في أسعار الفائدة غيّرت قرارات الاستثمار. وأشار إلى أن انخفاض أسعار الفائدة على الجنيه المصري سابقًا شجع المواطنين على الاستثمار في الدولار والذهب والعقارات. إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة الحالية على الجنيه المصري يوفر فرصة لتحقيق أرباح، وإن كان من المتوقع انخفاضها تدريجيًا مع تحسن الاقتصاد.

وأضاف أن مصر تواجه تحديات اقتصادية وجيوسياسية معقدة، منها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات في قطاع غزة، وتراجع عائدات قناة السويس، والضغوط الدولية الناجمة عن ثبات موقف مصر تجاه بعض القضايا الإقليمية. ومع ذلك، فقد تمكنت البلاد من تحقيق قدر من الاستقرار النسبي رغم هذه الظروف.

وأشار أستاذ المالية إلى أن انخفاض أسعار الفائدة ساعد البنوك على تأمين الدولار وفتح خطوط الائتمان لاستيراد السلع الأساسية مثل القمح والوقود.

وأكد أنه في أعقاب الأزمات الأخيرة، لم تعد الحكومة تعتمد على ما يُسمى بـ”الأموال الساخنة” كاستراتيجية رئيسية. فبينما ترحب الدولة بالاستثمارات قصيرة الأجل، كأدوات الدين، فإنها تُركز بشكل أكبر على الخطط طويلة الأجل التي تضمن الاستقرار الاقتصادي.

وأوضح أن الشعور العام تجاه انخفاض أسعار الفائدة لا يزال ضعيفًا. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها عدم انعكاس انخفاض تكاليف الإنتاج بشكل مباشر على المصنّعين وتجار التجزئة. إضافةً إلى ذلك، هناك ثقافةٌ سائدةٌ بين المستهلكين المترددين الذين يفضلون تخزين البضائع خوفًا من ارتفاع الأسعار.

وفي هذا السياق، نصح إبراهيم التجار بتقليص هوامش ربحهم لتجنب الركود والحفاظ على حصتهم السوقية، مؤكداً على ضرورة تغيير ثقافة الاستهلاك المبنية على الخوف.

وأشار إلى أن أسعار بعض السلع، ومنها السيارات، انخفضت بالفعل بعد التحول إلى الإنتاج المحلي وازدياد المنافسة بين مختلف العلامات التجارية. وأوضح أن هذا الانخفاض يعود أيضًا إلى انخفاض أسعار الصرف وانخفاض أسعار الفائدة على قروض التمويل.

وأضاف أن هذا الاتجاه من المرجح أن يستمر حتى يحقق البنك المركزي أهدافه، التي تدعو إلى خفض الأسعار بنسبة 2% بحلول نهاية العام الجاري و6% أخرى بحلول عام 2026، على افتراض الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

فيما يتعلق بسوق العقارات، أوضح إبراهيم أنه يشهد ركودًا بسبب إصرار المُلاك على رفع الأسعار ورفض المشترين دفعها. في الوقت نفسه، يستغل مطورو العقارات انخفاض أسعار الفائدة للبناء لفترات طويلة، مما يزيد الضغط على السوق.

أما القطاع الصناعي، فأكد أنه سيكون المستفيد الأكبر من خفض أسعار الفائدة، إذ سيُسهّل الحصول على تمويل جديد لزيادة الإنتاج. وهذا بدوره سيؤدي إلى انخفاض الأسعار والتضخم، وبالتالي استمرار دورة انخفاض أسعار الفائدة.


شارك