إسرائيل.. جنود مُحبطون من الاستدعاءات المتكررة إلى غزة
الجندي الاحتياطي: ينظر صناع القرار إلى الجنود الاحتياطيين باعتبارهم قطع شطرنج يمكنهم تحريكها كما يشاؤون.
جندي آخر: هناك أوقات تشعر فيها بالإحباط… يواصل الآخرون حياتهم وأذهب إلى الميدان.
أعرب جنود الاحتياط الإسرائيليون عن إحباطهم من الاستدعاءات المتكررة للخدمة العسكرية في قطاع غزة وحذروا من الإرهاق في ظل محاولات تل أبيب مهاجمة واحتلال مدينة غزة خلال الأشهر الـ22 الماضية كجزء من الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
وتأتي تحذيرات الجنود بعد يوم من موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خطة لمهاجمة واحتلال مدينة غزة في عملية عسكرية أطلق عليها اسم “جدعون 2”.
ويعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصديق على الخطة اليوم، على الرغم من جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق وقبول حماس بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” اليوم الخميس أن الجنود الاحتياطيين الذين تم استدعاؤهم للخدمة “أعربوا عن وجهات نظر مختلفة بشأن الواقع القاسي الذي واجهوه”.
وبحسب الصحيفة، يأتي هذا في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة للمرحلة الثانية من عملية “عربة جدعون” واحتلال مدينة غزة. وتشير إلى أن عشرات الآلاف من جنود الاحتياط يواجهون “واقعًا جديدًا” منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضحت أن “مئات الأيام من الخدمة العسكرية تعطل الحياة المهنية والشخصية للجنود”.
وقالت الصحيفة إن بعضهم “في مناصبهم منذ ما يقرب من 400 يوم، والبعض الآخر يقضون بالفعل فترة ولايتهم الرابعة، ويواجهون جميعا السؤال الصعب: إلى متى يمكنهم تحمل هذا العبء الثقيل؟”
يشار إلى أن لجنة في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، صادقت، اليوم الاثنين، على تمديد أمر الطوارئ لقوات الاحتياط، المعروف باسم “أمر 8″، استعدادا لاحتلال قطاع غزة.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن جندي احتياطي في المدفعية ومدير السياسة الأكاديمية قوله يوم الخميس: “أحيانًا أشعر أن صناع القرار ينظرون إلى جنود الاحتياط على أنهم قطع شطرنج يمكنهم تحريكها كما يشاؤون”.
وتابع: “لكن جنود الاحتياط ليسوا موردًا لا ينضب. لديهم حياة شخصية تشمل الأسرة والعلاقات والوظائف والدراسة والصحة – الجسدية والعقلية”.
وأوضح: “بعد ثلاثة أشهر (من عملية عربات جدعون التي بدأت في مايو/أيار)، عدنا تقريبا إلى نقطة البداية، ولكن في هذه الأثناء استنفدنا جنود الاحتياط لدينا لعشرات الأيام الأخرى”.
وأضاف الجندي “يجب على قيادة الدولة والجيش أن تفهم: لا يمكننا الاعتماد بشكل روتيني على مئات الأيام من جنود الاحتياط لسنوات – ليس لأنهم لا يريدون ذلك، ولكن لأن قدراتهم سوف تستنفد في نهاية المطاف”.
لحظات تُحبطك
وقال جندي آخر، لم يُذكر اسمه في الصحيفة: “أنا جندي احتياطي في وحدة ماجلان، وأعيش في كيبوتس غزة. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خدمت أكثر من 380 يومًا في الاحتياط”.
وأضاف: “كل استدعاء جديد أتلقاه يعيدني إلى نفس النقطة: ترك منزلي، دراستي، وظيفتي، ترك عائلتي”.
وأضاف “هناك لحظات تشعر فيها بالإحباط عندما ترى الآخرين يواصلون حياتهم بينما أقوم بحزم حقائبي وأعود إلى الميدان”.
وقال جندي احتياطي ثالث لم تكشف الصحيفة عن اسمه: “بعد ثلاث جولات من الخدمة الاحتياطية بلغ مجموعها 250 يوما، جميعها في قطاع غزة وحوله، كان من المفترض أن نبدأ جولة أخرى في يوم رأس السنة الجديدة، ولكن… من المرجح أن يتم تقديم فترة تجنيدنا وتمديدها”.
وتابع: “ما أشعر به؟ إرهاق وتعب، وصعوبة الانتقال بين فترات طويلة من الخدمة الاحتياطية وروتين ليس روتينًا حقيقيًا، ثم العودة مجددًا”.
وأضاف: “يجب على الحكومة أن تسن قانون تجنيد حقيقي، ويجب على الجيش أن يستعد لقبول أعداد كبيرة من الحريديم – وبالطبع المقاتلين من قطاعات أخرى”.
يرفض اليهود المتدينون الخدمة العسكرية، ويقولون إن مهمتهم هي دراسة التوراة.
وفي الثامن من أغسطس/آب، وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا من مدينة غزة.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يواصل فيه الوسطاء (مصر وقطر) جهودهم للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة. وكانت حماس قد طرحت سابقًا مقترحًا جديدًا، لم ترد عليه إسرائيل بعد.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، مجزرة إبادة جماعية في قطاع غزة. قتلت 62,122 فلسطينيًا، وأصابت 156,758، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 9,000 مفقود، وشردت مئات الآلاف، وتسببت في مجاعة أودت بحياة 271 شخصًا، بينهم 112 طفلًا.