حي الزيتون تحت النار لليوم الـ10 بالتزامن مع إقرار خطة احتلال غزة

منذ 2 ساعات
حي الزيتون تحت النار لليوم الـ10 بالتزامن مع إقرار خطة احتلال غزة

منذ 11 آب/أغسطس، يتعرض حي الزيتون في مدينة غزة لقصف جوي ومدفعي كثيف، يرافقه قصف بري إسرائيلي، وتدمير ممنهج للمنازل والمنشآت.

نزوح مئات العائلات وتفاقم الكارثة الإنسانية

مدينة غزة: يواصل الاحتلال سياسة الأرض المحروقة ضد حي الزيتون وأطراف حي الصبرة المجاور.

لليوم العاشر على التوالي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته المكثفة على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وفي الوقت نفسه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موافقته على خطة لإعادة احتلال قطاع غزة، أُطلق عليها اسم “جدعون 2”. وتنذر هذه الخطة بتصعيد دموي واسع النطاق يستهدف المدنيين.

وقال شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول، إن دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية توغلت في عدة محاور بالحي، واستهدفت المنازل والمباني السكنية وسط قصف جوي ومدفعي كثيف، ما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية وممتلكات المدنيين.

منذ 11 أغسطس/آب، يشهد حي الزيتون عمليات عسكرية وحشية. نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات قتل وتهجير قسري، ودمر منازل ومنشآت بشكل ممنهج. هجّرت مئات العائلات، وتفاقمت الكارثة الإنسانية. كل هذا جزء من خطة لإعادة احتلال قطاع غزة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية في مختلف أنحاء قطاع غزة، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى، في حين أن الوضع الإنساني كارثي وهناك نقص حاد في الخدمات الأساسية.

وفي الثامن من أغسطس/آب، وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا من مدينة غزة.

يوم الأربعاء، وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على عملية عسكرية أُطلق عليها اسم “جدعون 2”. وفي الوقت نفسه، بدأ الجيش بإرسال أوامر استدعاء إلى 60 ألف جندي احتياطي استعدادًا لتنفيذ الخطة، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة الإسرائيلية.

أكبر حي في غزة

حي الزيتون هو أكبر أحياء مدينة غزة، وتبلغ مساحته أكثر من 9000 دونم (الدونم الواحد يعادل 1000 متر مربع)، ويقطنه حوالي 110 آلاف نسمة، وفقًا للمتحدث باسم مدينة غزة، حسني مهنا.

صرح مهنا لمراسل وكالة الأناضول أن “سياسة الأرض المحروقة” تُمارس في الحي وأطراف حي الصبرة المجاور، مع قصف متواصل وتدمير مبانٍ ومنشآت مهمة. وأكد أن ما يحدث “يُعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي”.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت، بأن إسرائيل هدمت نحو 400 منزل في حي الزيتون على مدار ستة أيام، باستخدام روبوتات مفخخة وطائرات مقاتلة.

أفاد المرصد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم طائرات مسيرة صغيرة رباعية المراوح لمحاصرة المناطق السكنية وإجبار السكان على مغادرتها تحت تهديد السلاح. في الوقت نفسه، تتقدم آلياته العسكرية تحت نيران كثيفة، وتتمركز خلف الطريق السريع رقم 8، قرب مفترق دولا، وفي منطقتي البرعصي وعليين.

وأكد أن “ما حدث في حي الزيتون هو جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى استكمال جريمة الإبادة الجماعية ومحو البلدات الفلسطينية من خلال التدمير الكامل للمنازل والبنية التحتية والقضاء على مقومات الحياة الأساسية”.

عربة جدعون

في 17 مايو/أيار، شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أُطلق عليها اسم “مدرعات جدعون”. ورغم اعتراف سياسيين وعسكريين سابقين في إسرائيل بفشل العملية، زعم الجيش أنه سيطر على “75% من قطاع غزة”.

وتتزايد المخاوف الدولية من تجدد الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة بعد أن تحدث نتنياهو عن “هجوم على دريسدن” قبل أيام قليلة، ملمحا إلى أن الجيش قد يقصف غزة بنفس الطريقة التي قصف بها الحلفاء مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن “المجلس الوزاري الأمني المصغر سيجتمع يوم الخميس للمصادقة على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، والتي سبق أن وافق عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس”.

وأضافت الصحيفة: “في الوقت نفسه، تتواصل المفاوضات خلف الكواليس بشأن صفقة بشأن الجنود المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة)، حيث إن نتنياهو، في حين أنه أقل استعدادا لقبول صفقة جزئية وافقت عليها حماس، لم يغلق ذهنه عنها تماما بعد”.

وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي ينشط بالفعل على مشارف غزة، في منطقة الزيتون، ومنذ مساء الثلاثاء، في جباليا (مدينة في محافظة الشمال) في إطار العمليات التحضيرية لهجوم كبير.

وأضافت الإذاعة: “سيعيد الجيش الفرقة 98 إلى قطاع غزة وينشر ما مجموعه خمس فرق عسكرية كجزء من العملية التي أطلق عليها اسم “مركبات جدعون 2”.

وأشارت إلى أن اجتماع الحكومة يوم الخميس سيقرر ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم شن عملية عسكرية واسعة النطاق لاحتلال مدينة غزة.

وتأتي تصريحات نتنياهو واستعدادات الجيش لاحتلال مدينة غزة في الوقت الذي يواصل فيه الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) جهودهم لتأمين وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، بعد أن تلقت إسرائيل اقتراحا جديدا وافقت عليه حماس الاثنين.

وتتضمن الخطة، التي ينتظر الوسطاء ردا إسرائيليا عليها منذ أكثر من 48 ساعة، “مسارا للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، يسبقه وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما (للعمليات العسكرية)، بما في ذلك تبادل الأسرى، وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة، وزيادة المساعدات”.

لكن نتنياهو قال يوم الثلاثاء: “سياسة إسرائيل لم تتغير. إنها تطالب بالإفراج عن جميع الجنود الخمسين المختطفين”.

تُقدّر تل أبيب وجود 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في الوقت نفسه، يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان.

وأعلنت حماس مراراً وتكراراً استعدادها لإطلاق سراح السجناء “بأعداد كبيرة” إذا انتهت حرب الإبادة، وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وأطلق سراح السجناء الفلسطينيين.

ولكن نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، يتملص من هذا العرض من خلال اقتراح شروط جديدة، بما في ذلك نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال قطاع غزة.

بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

لقد أدت المجزرة الإسرائيلية إلى مقتل 62,122 فلسطينياً، وإصابة 156,758 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9,000 شخص في عداد المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين، والمجاعة التي أودت بحياة 269 شخصاً، من بينهم 112 طفلاً.


شارك