مسئول أممي: متوسط الأعمار بغزة تراجع جراء الحصار الإسرائيلي

منذ 2 ساعات
مسئول أممي: متوسط الأعمار بغزة تراجع جراء الحصار الإسرائيلي

يموت الأطفال بسبب سوء التغذية، ويحتاج قطاع غزة إلى 600 شاحنة من المساعدات يومياً.

ويعاني 3000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، مما يعرض صحتهم للخطر لسنوات عديدة.

يوجد في غزة أعلى معدل لبتر الأطراف لدى الأطفال في العالم؛ حيث تم بتر أطراف حوالي 4000 طفل.

حذّر جوناثان فاولر، مدير الاتصالات الأول في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، من أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات على قطاع غزة قد جعل الفلسطينيين هناك في حالة “هشاشة بالغة”. وأكد أن متوسط العمر المتوقع في قطاع غزة بدأ يتراجع.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، علق فاولر على الأوضاع الكارثية في قطاع غزة الذي يرزح تحت وطأة الحرب الإبادة والتجويع الممنهج من قبل تل أبيب، قائلا إن الحرب والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة يتسببان في وفاة الأطفال بسبب سوء التغذية.

وأشار إلى أن الوضع الكارثي في قطاع غزة مستمر منذ فترة طويلة، ووصفه بـ”أزمة إنسانية جسيمة”. وأضاف أن “القليل جدًا” يُبذل للتخفيف من حدتها.

وأوضح أن الأحداث الجارية هي نتيجة “قرارات سياسية تهدف إلى حرمان الفلسطينيين عمداً من الغذاء والخدمات الأساسية”.

وأشار إلى أن وفاة أكثر من 100 طفل بسبب سوء التغذية، ومعاناة 13 ألف طفل دون سن الخامسة “أرقام غير مفاجئة في ظل هذه الظروف”.

وتابع: “غزة اليوم تشهد أعلى معدل بتر أطراف للأطفال في العالم. يوجد حوالي 4000 طفل مبتوري الأطراف و17000 يتيم. إضافةً إلى ذلك، قُتل 18000 طفل وجُرح 20000 آخرين. مليون طفل محرومون من التعليم. كل هذه الأرقام توضح حجم المأساة، والأطفال هم أبرز رموزها”.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن السلطات الإسرائيلية فرضت حظرا كاملا على استيراد المساعدات في مارس/آذار الماضي، وأن بعض الشحنات سُمح لها بالمرور منذ مايو/أيار، “وإن كان ذلك في ظروف قاسية للغاية وبكميات غير كافية”.

وصرح بأن النتائج “واضحة: الأطفال يموتون من سوء التغذية، نتيجة مباشرة للقرارات السياسية المتخذة. وهذا أمر غير مقبول”.

مساعدة غير كافية

وأضاف فاولر أن الأمم المتحدة لا تزال تحاول إقناع إسرائيل بالسماح باستيراد كميات كبيرة من المساعدات، لكن التقدم المحرز لم يكن كافيا.

انتقد ممثل الأمم المتحدة أنشطة ما يُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تعمل تحت إشراف أمريكي إسرائيلي منذ مايو/أيار من العام الماضي. ووصفها بأنها “ليست مؤسسة محايدة” ولا تعمل بنفس فعالية منظومة الأمم المتحدة.

في 27 مايو/أيار، بدأت تل أبيب، تحت إشراف الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية، بتنفيذ خطة توزيع المساعدات من خلال ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة ولكن تعارضها الأمم المتحدة.

ومنذ تطبيق هذه الآلية وحتى الثلاثاء الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي نحو ألفي فلسطيني وأصاب نحو 15 ألف آخرين في قطاع غزة، معظمهم بالقرب من مراكز التوزيع الأميركية، بحسب الحكومة.

وأضاف فاولر “صحيح أنه كانت هناك زيادة طفيفة في المساعدات، لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية للوصول إلى المستوى المطلوب”.

وأضاف: “نحن نتحدث هنا عن احتياجات أساسية. يحتاج قطاع غزة إلى ما بين 500 و600 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميًا، ليس لحياة رغيدة، بل لمجرد البقاء على قيد الحياة. لكن هذا العدد لم يصل يومًا واحدًا منذ بدء الحرب. والعواقب واضحة على الأرض. الوضع الإنساني يتدهور مع استنفاد الناس جميع وسائل التكيف”.

وأشار فاولر إلى أن 3 آلاف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما لا يعرضهم لخطر المجاعة فحسب، بل يعرض صحتهم للخطر لسنوات قادمة.

وأضاف أن النظام الصحي في غزة “انهار تماما” لأن الهجمات الإسرائيلية دمرت المستشفيات والمراكز الطبية، مما جعل الوصول إلى الرعاية الطبية مستحيلا تقريبا.

أيام بدون طعام

وأشار فاولر إلى أن المعاناة في قطاع غزة لا تقتصر على الأطفال بل تؤثر على جميع الناس حيث يضطر السكان الفلسطينيون باستمرار إلى النزوح وحرمانهم من الرعاية الطبية اللازمة.

وأضاف: “سوء التغذية يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض الأخرى. كل هذه العوامل مترابطة وتؤدي إلى تفاقم الوضع. اليوم، واحد من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يحصلون على طعام لأيام، ويعاني واحد من كل خمسة أطفال في مدينة غزة من سوء التغذية”.

وأوضح أن الفلسطينيين في قطاع غزة “يعيشون في وضع هش للغاية بسبب سنوات الحصار، ونحن الآن ندخل مرحلة بدأ فيها متوسط العمر المتوقع بالانخفاض. كل المكاسب الصحية السابقة تُمحى. هذا هو الواقع المرير الذي نعيشه”.

واختتم فاولر حديثه بالتأكيد على أن غزة هي المكان الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني وأن 360 من موظفي الأونروا، بما في ذلك العاملين في الخدمة، قتلوا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

لقد أدت المجزرة الإسرائيلية إلى مقتل 62064 فلسطينياً، وإصابة 156573 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9000 شخص في عداد المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين، والمجاعة التي أودت بحياة 266 شخصاً، من بينهم 112 طفلاً.


شارك