بعد إقراره رسميا من إسرائيل.. ماهو مشروع E1 الاستيطاني في الضفة الغربية؟
صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، على مشروع استيطاني شرق القدس، يُعرف باسم “E1”. وحذّر المجتمع الدولي مرارًا من أن هذا المشروع سيقوض فرص إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.
وقال رئيس بلدية معاليه أدوميم جاي يفراح في بيان: “يسعدني أن أعلن أن الإدارة المدنية وافقت مؤخرا على خطة البناء في الحي المثير للجدل E1″، مؤكدا أن المشروع يمضي قدما على الرغم من الانتقادات الدولية.
أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأسبوع الماضي عن إطلاق خطة E1 بعد أكثر من عقدين من التأخير. وصرح سموتريتش بأن الخطة تهدف إلى ربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، معتبرًا ذلك وسيلةً “لتقويض حلم الدولة الفلسطينية”. وأكد سموتريتش أن المشروع يحظى بدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تهدف الخطة إلى فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية، مما يُقوّض حل الدولتين. وتقترح ربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس الشرقية. ويعتبر المجتمع الدولي هذه الخطوة انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، الذي يُصنّف المستوطنات في الأراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧ بأنها غير قانونية.
وأكد سموتريتش في مؤتمره الصحفي أن “الدولة الفلسطينية تشكل تهديدا لإسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم”، مضيفا أن “الضفة الغربية هي جزء من إسرائيل بوعد إلهي”، وأن الحكومة ستصادر آلاف الدونمات وتستثمر مليارات الشواقل لزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى نحو مليون.
تفاصيل حول مخطط E1
تمت الموافقة على مشروع E1 لأول مرة في عام 1999 ويتضمن السيطرة على 12 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية كجزء من ما يسمى خطة “القدس الكبرى”، والتي تهدف إلى توسيع حدود المدينة وربطها بثلاث كتل استيطانية رئيسية: معاليه أدوميم في الشرق، وجفعات زئيف في الشمال، وغوش عتصيون في الجنوب.
تهدف الخطة إلى عزل التجمعات الفلسطينية خارج القدس، وبالتالي حرمانها من القرب الجغرافي من الضفة الغربية. يركز المشروع على مستوطنة معاليه أدوميم. وتشمل الخطط بناء مستوطنة جديدة تُسمى مفسيرت أدوميم تضم أكثر من 3000 وحدة سكنية، بالإضافة إلى مشاريع ترفيهية مثل مدينة ملاهي بمساحة 800 دونم تضم بحيرة اصطناعية، بالإضافة إلى مرافق سياحية ورياضية.
وتحاول إسرائيل أيضاً ربط مستوطنة كيدار بمستوطنة معاليه أدوميم، وبناء طريق استيطاني يعرف باسم “نسيج الحياة”، والذي من شأنه أن يفصل الحركة الفلسطينية عن المستوطنين، ويربط المستوطنات بالقدس.
طرد البدو
لتنفيذ هذا المشروع، تواصل إسرائيل سياستها في التهجير القسري للتجمعات البدوية. ويتضرر من هذا المشروع ستة وأربعون تجمعًا بدويًا شرق القدس وفي غور الأردن، بعضها هُجّر بالفعل بعد حرب غزة. وتُقدّر هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن حوالي 7000 فلسطيني في هذه المنطقة مُعرّضون لخطر التهجير القسري.
الجذور التاريخية
تعود أصول المشروع إلى فترة ما بعد حرب عام ١٩٦٧، عندما سارعت إسرائيل إلى استيطان القدس والمناطق المحيطة بها. أسس رئيس الوزراء آنذاك إسحاق رابين مستوطنة معاليه أدوميم عام ١٩٧٥، والتي نمت بسرعة لتصبح واحدة من أكبر المستوطنات وأكثرها اتساعًا.
في تسعينيات القرن الماضي، اقترح وزير الإسكان آنذاك، أرييل شارون، بناء 2500 وحدة سكنية وفنادق ومجمعات صناعية كجزء من التوسع الاستيطاني. إلا أن حكومة رابين جمّدت الخطة بسبب مفاوضات أوسلو. إلا أن المشروع أُعيد إحياؤه عام 1997 بموافقة وزير الدفاع إسحاق مردخاي، وتمت الموافقة على الخطة الرئيسية عام 1999.
مقاومة دولية واسعة النطاق
قوبل المشروع بمعارضة واسعة من الاتحاد الأوروبي، وكذلك من الدول العربية والإسلامية، التي اعتبرته يقوض حل الدولتين. كما أعربت الولايات المتحدة مرارًا عن تحفظاتها على المشروع، بينما وصفت السلطة الفلسطينية الخطة بأنها “إعلان حرب على حل الدولتين وتدمير ممنهج لفرص السلام”. وزعمت أنها تتجاهل القرارات والاتفاقيات الدولية التي تعتبر المستوطنات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.