مصطفى زمزم: الاستثمار في العمل الأهلي يضمن الاستدامة ويخدم 40 مليون مواطن

منذ 18 ساعات
مصطفى زمزم: الاستثمار في العمل الأهلي يضمن الاستدامة ويخدم 40 مليون مواطن

أكد مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهلية وعضو مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل التنموي المدني، أن العمل المجتمعي في مصر لم يعد يقتصر على تقديم الدعم العيني والمالي التقليدي، بل دخل مرحلة جديدة تعتمد على الفكر الاستثماري والتنمية المستدامة.

وأوضح أن هذا التحول ساهم في التمكين الاقتصادي والاجتماعي لملايين الأسر، وجعل المجتمع المدني شريكًا أساسيًا في خطط الدولة التنموية. وأضاف أن التحالف الوطني للعمل المدني يضم 36 مؤسسة رئيسية تعمل برؤية استثمارية متكاملة، وتنفذ مشاريع كبرى في مختلف المحافظات. وأكد أن هذه الجهود تعود بالنفع المباشر وغير المباشر على نحو 40 مليون مواطن.

أدلى زمزم بهذه التصريحات خلال لقاء مع الإعلامي أحمد العصار في برنامج “حوار عن قرب” المذاع على قناة TeN الفضائية. واستعرض زمزم أهم جوانب تجربة المجتمع المدني في مصر ودوره في دعم خطط التنمية الحكومية. وأشار إلى أن المرحلة الحالية تشهد تنسيقًا عاليًا بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، وأن مشاركة القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ المشاريع آخذة في التزايد.

مشاريع إنتاجية وزراعية لدعم الأسر المحتاجة

أوضحت زمزم أن التعديلات الأخيرة على القانون أتاحت للجمعيات الخيرية تأسيس أعمال تجارية بإدارة احترافية. ويمكن تحويل التبرعات والزكاة إلى صناديق استثمارية تُدرّ أرباحًا منتظمة. وتُستخدم هذه الأموال مباشرةً لدعم الأسر الأكثر احتياجًا من خلال مشاريع إنتاجية وزراعية تضمن لهم مصدر دخل منتظم.

وأشار إلى أن العديد من منظمات المجتمع المدني لديها مشاريع قائمة تدر دخلاً مستمراً، ما يعكس نجاح فكرة الجمع بين العمل الخيري والاستثماري.

الشراكة المتكاملة مع الدولة

وأكد زمزم أن دور الدولة تجاه المجتمع المدني لم يعد يقتصر على الرقابة، بل تطور إلى شراكة استراتيجية تشمل التخطيط والتنفيذ. وأكد أن مبادرة “حياة كريمة” تُعدّ أبرز مثال على هذا التعاون، إذ تُمثّل نموذجًا متكاملًا تعمل فيه الحكومة ومنظمات المجتمع المدني معًا على مسار مشترك يهدف إلى تحسين جودة حياة المواطنين في القرى والمناطق الأكثر فقرًا.

وأضاف أن استمرار التعاون بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني يعكس نقلة نوعية في فلسفة التنمية، حيث يتم العمل بشكل متكامل لضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، مع التركيز على بناء القدرات الفردية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

دور المبادرات الوطنية في دعم المجتمع المدني

أكد زمزم أن المبادرات الوطنية المهمة، مثل مبادرة القضاء على التهاب الكبد الوبائي “سي” وبرنامج الحياة الكريمة، ساهمت بشكل كبير في توحيد جهود الحكومة ومنظمات المجتمع المدني. وأوضح أن هذه المبادرات ساهمت في الاستثمار في البنية التحتية للقرى وتنفيذ مشاريع صغيرة، بالإضافة إلى تعزيز التعليم والتدريب المهني للشباب، مما فتح أمامهم آفاقًا جديدة للعمل والإنتاج.

دور القطاع الخاص والبنوك والرؤية المستقبلية لعمل المجتمع المدني

وأكد زمزم أن الشراكات مع القطاع الخاص والبنوك أصبحت عنصراً أساسياً في تمويل المشاريع التنموية، مشيراً إلى أن المؤسسات الاقتصادية أدركت أهمية المشاركة في المبادرات المجتمعية كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية.

وأشار إلى أن التحالف الوطني للعمل المدني وضع آليات تنسيق واضحة بين مختلف الجمعيات والمؤسسات لتجنب ازدواجية الجهود وضمان وصول المساعدات إلى الفئات والقرى الأكثر احتياجاً.

وأكد أيضاً أن هذا النظام عزز ثقة كل من المانحين والمستفيدين، وأدى إلى مرحلة جديدة من المشاركة المدنية القائمة على الشفافية والاستدامة.

واختتم زمزم حديثه مؤكدًا أن العمل المجتمعي في مصر يدخل مرحلةً غير مسبوقة، قائمة على الاستثمار في الإنسان وتنميته، بدلًا من تقديم المساعدات المؤقتة. وأوضح أن الاستمرار في هذا النهج سيعزز شبكة الأمان الاجتماعي، ويُمكّن من تحقيق تنمية مستدامة، يستفيد منها آلاف الأسر المحتاجة في مختلف المحافظات.


شارك