فلسطين: هجوم نتنياهو على فرنسا وأستراليا غير مبرر ومعاد للسلام

أدانت فلسطين هجمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فرنسا وأستراليا يوم الأربعاء، واصفةً إياها بـ”غير المبررة والمعادية للسلام”. وقد استُخدمت هذه الهجمات لتبرير الإبادة الجماعية والتهجير ومصادرة الأراضي.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان اطلعت عليه وكالة الأناضول: “ندين بشدة هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز”.
وأكدت أن “ربط الاعتراف بدولة فلسطين بمعاداة السامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدولتين أمر غير مبرر ومعادٍ للسلام والإجماع الدولي على مبدأ حل الدولتين”.
وتابعت: “لقد تم كسر وكشف التقليد القديم المتمثل في الخلط بين انتقاد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه أو دعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ومعاداة السامية أو كراهية اليهود، ولم ينخدع أحد”.
وأوضحت الوزارة أن هذه الرواية “يستخدمها اليمين الإسرائيلي الحاكم لحماية الاحتلال وتبرير جرائم الإبادة والتهجير والضم وتبييض تمرده على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية “كافة الدول إلى الوقوف في وجه هذه الغطرسة الإسرائيلية المعادية للسلام والحلول السياسية للصراع”.
ودعت إلى “الاعتراف الدولي السريع بدولة فلسطين، سواء بشكل جماعي أو فردي، من أجل حماية حل الدولتين والدفاع عن القانون الدولي ومصداقية الشرعية الدولية ومؤسساتها”.
وذكرت قناة i24 العبرية، مساء الثلاثاء، أن نتنياهو بعث برسالة إلى ماكرون زعم فيها أن مطالبته بالاعتراف بدولة فلسطين من شأنها تأجيج نيران معاداة السامية، دون تقديم تفاصيل أخرى حول طبيعة الرسالة.
وبحسب الإذاعة، قال نتنياهو لماكرون: “إن الهجمات على إسرائيل ودعوتكم للاعتراف بدولة فلسطينية زادت من معاداة السامية… هذه ليست دبلوماسية، بل استرضاء. هذه التصريحات دفعت حماس إلى الإصرار على عدم إطلاق سراح الرهائن”.
وفي يوم الثلاثاء، هاجم نتنياهو أيضًا نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيز، واصفًا إياه بأنه “سياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلى عن اليهود الأستراليين”.
جاء ذلك في بيان مقتضب صادر عن مكتب نتنياهو، مكتوب باللغة الإنجليزية، ونشر على منصة شركة “إكس” الأميركية، بعد أن أعلنت أستراليا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين ومنع عضو إسرائيلي في الكنيست (البرلمان) من دخول البلاد.
في أبريل/نيسان من العام الماضي، أعلن ماكرون أن باريس قد تعترف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي المقبل حول حل الدولتين. وفي يوليو/تموز، أكد أنه سيعلن قراره بالاعتراف بفلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.
انعقد في نيويورك خلال الفترة من 28 إلى 30 يوليو/تموز مؤتمر حل الدولتين برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، بمشاركة رفيعة المستوى وبحضور فلسطين، ولكن دون مشاركة الولايات المتحدة، لدعم عملية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
اعتمد المؤتمر “إعلان نيويورك” بشأن الحل السلمي للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين. ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، لتحل محل صفة “دولة مراقبة غير عضو” التي كانت قائمة منذ عام ٢٠١٢.
ومنذ أعلن ماكرون للمرة الأولى عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين وانتقاده للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واجه انتقادات متكررة من نتنياهو ووزراء حكومته، فضلا عن دعوات لإلغاء خطوته.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، مجزرة إبادة جماعية في قطاع غزة. قتلت 62,064 فلسطينيًا، وأصابت 156,573، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 9,000 مفقود، وشردت مئات الآلاف، وتسببت في مجاعة أودت بحياة 266 شخصًا، بينهم 112 طفلًا.