صحة غزة: نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات 300%

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، أن نسبة إشغال المستشفيات وصلت إلى 300%، ما يسلط الضوء على حجم “الكارثة الصحية والإنسانية” التي تسببت بها إسرائيل.
وذلك بحسب منشور نشره مدير عام الوزارة، منير البرش، على منصة شركة «إكس» الأمريكية، حيث ذكر أن «نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات وصلت إلى 300 بالمئة».
وأضاف أن هذا “الرقم غير المسبوق (منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023) يعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي نعيشها اليوم”.
وقال البرش في منشور على تليجرام: “المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب أعداد المصابين والمرضى وسوء التغذية”.
ووصف البراش الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة بأنه “الأسوأ” منذ بداية الحرب الإبادة.
وأوضح أن حاضنات الأطفال في المستشفيات تعاني من الاكتظاظ الشديد، ما يضطر الطاقم الطبي إلى وضع أربعة أطفال في حاضنة واحدة. وفي الثاني من أغسطس/آب، حذرت الوزارة في بيان لها من أن إشغال الأسرة وصل إلى مستويات قياسية.
وأوضحت أن الفرق الطبية اضطرت الآن إلى تغطية الممرات والأرضيات لاستيعاب المصابين بسبب النقص الشديد في الأسرة والمرافق الطبية.
إضافة إلى ذلك يعاني القطاع الصحي من نقص خطير وكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية، يصل بحسب البراش إلى 60%.
وأشار إلى أن مخزون الأدوية “لا يكفي إلا لبضعة أيام”، وأكد أن هناك زيادة كبيرة في “التهابات الجروح والبتر” بسبب وجود بكتيريا مقاومة لجميع المضادات الحيوية.
وأضاف: “تصل يوميا عشرات الجثث الهامدة لمرضى يعانون من أمراض مزمنة إلى الخيام لأنهم لا يحصلون على الغذاء والدواء”.
وأكد أن مخازن المستشفيات ومراكز الرعاية الطبية وحتى الصيدليات الخاصة تعاني من نقص حاد في أدوية الأمراض المزمنة، كما أن هناك نقصاً خطيراً في إمدادات الدم والمعدات المخبرية.
وحذر من عواقب احتلال مدينة غزة والهجوم عليها، قائلاً: “إذا نفذ هذا التهديد، فسنشهد أكبر مجزرة شهدتها البشرية في العصر الحديث. أوقفوا حرب الإبادة ضد غزة”.
وفي الثامن من أغسطس/آب، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
يشهد قطاع غزة حاليًا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه. فعلى مدار 22 شهرًا، مارست إسرائيل تجويعًا ممنهجًا وإبادة جماعية.
رغم سماح إسرائيل بدخول عدد محدود من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإمدادات إلى غزة قبل نحو ثلاثة أسابيع، إلا أن المجاعة لا تزال مستمرة. وتُسرق معظم هذه الشاحنات من قبل عصابات تزعم حكومة غزة أنها تحت حماية إسرائيلية.
منذ الثاني من مارس/آذار، أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول المساعدات الإنسانية. ونتيجةً لذلك، ورغم تراكم شاحنات المساعدات على الحدود، تتفاقم المجاعة في قطاع غزة. ولا تسمح إسرائيل إلا بدخول كميات محدودة، وهي أقل بكثير من احتياجات الفلسطينيين.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، مجزرة إبادة جماعية في قطاع غزة. قتلت 62,064 فلسطينيًا، وأصابت 156,573، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 9,000 مفقود، وشردت مئات الآلاف، وتسببت في مجاعة أودت بحياة 266 شخصًا، بينهم 112 طفلًا.