تكالة يعتبر إجراءات النواب الليبي بشأن الجيش خرقا للاتفاق السياسي

منذ 3 شهور
تكالة يعتبر إجراءات النواب الليبي بشأن الجيش خرقا للاتفاق السياسي

أبلغ رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي محمد تكالا البعثة الأممية برفضه “الإجراءات الأحادية” لمجلس النواب بشأن تعيين المناصب القيادية واتهم المجلس بـ”انتهاك الاتفاق السياسي الليبي”.

جاء ذلك في رسالة بعثها تكالا، الثلاثاء، إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حنا سروة تيته، ونشرها مجلس الدولة على حسابه الرسمي على فيسبوك. وجاءت الرسالة ردًا على تعيين خليفة حفتر نجله خالد رئيسًا لأركان القوات المسلحة الليبية الشرقية، خلفًا للفريق عبد الرازق الناظوري.

وقال تكالا: “إن المجلس الأعلى للدولة، حرصاً منه على الحفاظ على استقرار البلاد، يُبلغ بعثتكم بأن مجلس النواب اتخذ مؤخراً إجراءات منفردة بشأن التعيين أو التكليف بمناصب قيادية في الجيش، دون التشاور أو الاتفاق مع المجلس الأعلى للدولة”.

صوت مجلس النواب خلال جلسته الرسمية اليوم الاثنين على تعديل القانون رقم (1) لسنة 2015 بشأن تعديل صلاحيات المستويات القيادية في الجيش الليبي.

وأدخل التعديل منصب “نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة”، وهو المنصب الذي كان مخصصا في السابق لصدام، نجل خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الشرقية.

في الجلسة نفسها، عيّن مجلس النواب الناظوري مستشارًا للأمن القومي. وكان الناظوري، الذي شغل سابقًا منصب رئيس الأركان العامة، قد عُيّن رئيسًا يوم الثلاثاء من قِبل خالد، نجل حفتر الأب.

وقال تكالا في بيانه اليوم: “إن تصرفات مجلس النواب تشكل خرقا مباشرا وصريحا للاتفاق السياسي الليبي (بين أطراف الصراع الليبي آنذاك) الموقع بتاريخ 17 ديسمبر 2015 بمدينة الصخيرات المغربية”.

وأعرب تاكالا عن “رفضه التام لهذا الإجراء”، مؤكدا أن “هذه الخطوة الأحادية الجانب تقوض أسس الشرعية الدستورية ومدنية الدولة، وتهدد بتعميق الانقسامات داخل المؤسسات السيادية بما فيها العسكرية، وتضعف فرص إعادة توحيد هذه المؤسسات وفقا لخارطة الطريق والعملية السياسية التي تدعمها البعثة الأممية”.

منذ أكثر من ثلاث سنوات، تقود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية من خلال الحوارات التي تشرف عليها بين العسكريين في ما يسمى لجنة “5+5″، والتي تتكون من خمسة عسكريين يمثلون غرب البلاد وخمسة عسكريين يمثلون القوات في الشرق بقيادة خليفة حفتر.

ودعا رئيس مجلس الدولة في بيانه المبعوث الأممي إلى “توثيق هذا الانتهاك رسميا في تقارير البعثة وإبلاغه ودعوة كافة الأطراف السياسية بشكل صريح إلى احترام مقتضيات الاتفاق السياسي والالتزام الصارم ببنوده”.

ودعا الحكومة أيضًا إلى “القيام بدورها في ضمان التزام المؤسسات الليبية بعملية التوافق في جميع التعيينات أو الاتفاقيات الخاصة بالمناصب العليا”.

بالإضافة إلى الحوار العسكري، تقود بعثة الأمم المتحدة جهودًا أخرى تهدف إلى إجراء انتخابات في ليبيا لحل النزاع بين حكومتين. إحدى هاتين الحكومتين، التي عيّنها مجلس النواب مطلع عام ٢٠٢٢، يقودها أسامة حمد، ومقرها بنغازي (شرقًا)، حيث تحكم شرق البلاد بأكمله ومعظم مدن الجنوب.

أما الحكومة الأخرى فهي حكومة الوفاق الوطني برئاسة عبد الحميد دبيبة، ومقرها طرابلس (غرب)، حيث تدير من هناك كامل غرب البلاد.

ويأمل الليبيون أن تضع الانتخابات التي طال انتظارها نهاية للصراعات السياسية والمسلحة والمراحل الانتقالية المستمرة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969-2011).


شارك