بعد التجديد له.. 5 ملفات رئيسية على مكتب حسن عبد الله محافظ البنك المركزي

منذ 3 شهور
بعد التجديد له.. 5 ملفات رئيسية على مكتب حسن عبد الله محافظ البنك المركزي

مدد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس تعيين حسن عبد الله قائمًا بأعمال محافظ البنك المركزي المصري لمدة عام آخر بقرار جمهوري. تبدأ فترة عبد الله اليوم الثلاثاء، وتدخل عامه الرابع. تولى منصبه في 17 أغسطس/آب 2022، خلفًا لطارق عامر.

جاء تعيين عبد الله في وقتٍ كانت البلاد تواجه فيه إحدى أشد أزماتها الاقتصادية، والتي اتسمت بنقصٍ في العملات الأجنبية، وازدهارٍ في السوق السوداء للدولار، وتفشي التضخم. إلا أنه في غضون ثلاث سنوات، تمكن من إطلاق إصلاحاتٍ جذرية، أبرزها تحرير سعر الصرف في مارس/آذار 2024.

إصلاحات مارس: بداية التحول

في 6 مارس 2024، أعلن البنك المركزي المصري عن حزمة من الإجراءات الإصلاحية الحاسمة، بما في ذلك تحرير سعر الصرف بالكامل، ورفع أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية، وكبح موجة التضخم.

وقد حققت هذه الإجراءات نتائج ملموسة، بما في ذلك القضاء على السوق السوداء، وتوحيد سعر صرف الدولار، وعودة الدولار إلى النظام المصرفي، وانخفاض التضخم.

كما وصلت احتياطيات النقد الأجنبي إلى مستويات قياسية، وتحول صافي الأصول الأجنبية لدى البنوك من عجز إلى فائض.

مع استقرار المؤشرات، أدخل البنك المركزي سياسة نقدية مرنة تهدف إلى دعم القطاع الخاص من خلال خفض أسعار الفائدة تدريجيا.

من هو حسن عبدالله؟

يتمتع حسن عبد الله بخبرة مصرفية تزيد عن 40 عامًا، قضاها معظمها في البنك العربي الأفريقي الدولي، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي لمدة 16 عامًا تقريبًا حتى عام 2018. وفي عام 2021، تولى أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة شركة الخدمات الإعلامية المتحدة قبل تعيينه رئيسًا للبنك المركزي المصري.

5 مواضيع ساخنة تنتظر المحافظ

استمرار مرونة سعر الصرف

ووعد البنك المركزي بعدم التدخل في تحديد سعر صرف الجنيه مقابل الدولار والاعتماد فقط على آلية العرض والطلب.

ويأتي هذا الالتزام استجابة لشروط صندوق النقد الدولي الذي يدعم برنامج الإصلاح في مصر بقرض قيمته 8 مليارات دولار.

ساعد تحرير سعر الصرف على استعادة ثقة المستثمرين، وإنهاء الدولرة، وجعل الدولار متاحا للمستوردين.

وشهد الجنيه المصري تقلبات بعد التعويم، حيث وصل إلى أدنى مستوى له في أبريل/نيسان قبل أن يتعافى تدريجيا، ليصل مؤخرا إلى سعر شراء 48.28 جنيها وسعر بيع 48.38 جنيها.

وأكد صندوق النقد الدولي في تقاريره على أهمية استمرار مصر في تطبيق نظام سعر الصرف المرن بالكامل دون تدخل حكومي مباشر.

المفاوضات مع صندوق النقد الدولي

ومن المتوقع أن يستأنف حسن عبد الله المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لاستكمال المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج الإقراض.

وكان الصندوق قد أرجأ صرف الشريحة التالية من القرض، ودعا إلى التنفيذ السريع للإصلاحات الهيكلية المتفق عليها، وخاصة بيع عدد من الأصول من قبل الدولة وتقليص دور الدولة بشكل سريع لصالح القطاع الخاص.

رفع الصندوق قيمة القرض من ثلاثة مليارات دولار إلى ثمانية مليارات دولار. وقد صُرف منه حتى الآن 3.3 مليار دولار. ومن المتوقع صرف 1.2 مليار دولار إضافية بعد المراجعة القادمة.

مكافحة التضخم وخفضه إلى المستوى المستهدف

ويهدف البنك المركزي إلى خفض معدل التضخم إلى 7% ± 2% بحلول نهاية الربع الرابع من عام 2026 وإلى 5% ± 2% بحلول نهاية الربع الرابع من عام 2028.

انخفض معدل التضخم الحضري السنوي إلى 13.9% في يوليو/تموز 2025، من 14.9% في يونيو/حزيران، بعد أن بلغ ذروته عند 38% في سبتمبر/أيلول 2023.

ساعدت السياسة النقدية المتشددة على احتواء التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة على مدى فترة زمنية مستدامة وإزالة السيولة من السوق.

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض العوامل التي قد تمارس ضغوطاً على الأسعار، مثل ارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة الأجور وأثرها على زيادة السيولة في السوق، والخفض التدريجي للدعم.

سعر الفائدة ودعم النمو الاقتصادي

بعد سنوات من التشديد النقدي، بدأ البنك المركزي مؤخرا في خفض أسعار الفائدة تدريجيا.

وفي الشهرين الأخيرين نيسان/أبريل وأيار/مايو، انخفضت أسعار الفائدة بنسبة إجمالية بلغت 3.25%، لتصل إلى 24% للودائع و25% للقروض.

تترقب الأسواق بفارغ الصبر اجتماع لجنة السياسة النقدية الخميس المقبل، حيث من المتوقع تحديد سعر فائدة جديد. ويدعو المستثمرون والحكومة إلى خفض إضافي لخفض تكاليف التمويل وعبء الدين العام وتحفيز الاستثمار.

التعزيز المستمر للاحتياطيات النقدية

وصلت احتياطيات النقد الأجنبي في مصر إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة 49 مليار دولار في نهاية يوليو 2025. ويمثل هذا زيادة قدرها 13.5 مليار دولار منذ تعويم سعر الصرف في مارس 2024.

ويرجع هذا الارتفاع في المقام الأول إلى اتفاقية رأس الحكمة مع الإمارات العربية المتحدة بقيمة 35 مليار دولار، منها 15 مليار دولار مخصصة لدعم الاحتياطيات.

وأدى ذلك أيضاً إلى تسوية العجز في صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي، والذي بلغ 29 مليار دولار في يناير/كانون الثاني 2024.

وبحسب البنك المركزي، بلغ فائض الأصول الأجنبية الصافية 14.94 مليار دولار بنهاية يونيو/حزيران الماضي.


شارك