كيف وقع ترامب في فخ الحملة الأوروبية لكسب وده تجاه أوكرانيا؟

منذ 3 شهور
كيف وقع ترامب في فخ الحملة الأوروبية لكسب وده تجاه أوكرانيا؟

نشرت مجلة تايم الأمريكية مقالا عن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من الحلفاء الأوروبيين، مشيرة إلى أن “ترامب فشل في مساعيه لكسب ودّهم”.

ذكر المقال، الذي كتبه مراسل المجلة، فيليب إليوت، أن الأوروبيين زاروا واشنطن وأشادوا بمضيفهم، ترامب، لنجاحه في عقد قمة سلام عفوية مع نظيره الأوكراني. وبدوره، عدّل ترامب ملابسه بما يتماشى مع توقعات مسؤولي البيت الأبيض من الزوار.

وبحسب المقال المنشور في مجلة تايم، فقد نجحوا في جعل ترامب يشعر بأنه الرجل الأقوى في العالم، والأمر الأكثر من ذلك أن ترامب “ابتلع الطُعم”.

ومنذ أعلن ترامب الأسبوع الماضي أنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتن في ألاسكا، وقف رؤساء الدول والحكومات الأوروبية متحدين خلف زيلينسكي، الذي تخوض روسيا حربا ضد بلاده.

وأشارت مجلة تايم إلى أن زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا، إلى جانب رؤساء المفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي، شاركوا في حملة محادثات ودية تهدف إلى إعادة ترامب إلى واجهة حليف الولايات المتحدة في مواجهة ما وصفته المجلة بـ”العدوان الروسي”.

وبحسب المقال، أشادوا بترامب بشدة. ولا يمكن وصف ذلك إلا بأنه طلب دبلوماسي لوقف إطلاق النار، بعد أن انسحب ترامب من المسألة قبل أيام قليلة. في المقابل، لم يستبعد ترامب إرسال قوات أمريكية للدفاع عن أوكرانيا.

على عكس زيارة زيلينسكي الأولى للبيت الأبيض في عهد ترامب، لم تكن هناك مناوشات مُدبّرة على مرأى من العالم. في فبراير، فاجأ ترامب ونائبه جيه. دي. فانس زيلينسكي في المكتب البيضاوي على مرأى من العالم، ثم طرداه هو والوفد المرافق له.

ورغم أن هذا الإجراء خدم أغراضًا دراماتيكية، إلا أن زيلينسكي ظل غير واضح بشأن ما إذا كانت واشنطن ستواصل دعم كييف، وفقًا لمجلة تايم.

وفي وقت لاحق، خفف ترامب من معاملته لزيلينسكي مع تنامي إحباطه لأن جاذبيته وحدها لم تكن كافية لإيجاد مخرج من معركة وحشية استمرت دون هوادة على الرغم من اجتماعات ترامب مع بوتن وزيلينسكي.

بعد أن تعلّم درسه، عاد زيلينسكي يوم الاثنين، ممتلئًا بالامتنان، وفقًا لمجلة تايم. كما استبدل الزي العسكري الذي كان يرتديه منذ بداية الحرب الروسية عام ٢٠٢٢ بزي جديد يتكون من سترة ميدانية سوداء بالكامل وقميص بأزرار.

وقد مهد هذا الطريق لاستقبال أكثر حرارة من جانب ترامب، الذي كان سعيدًا منذ البداية بإجبار زيلينسكي على تغيير مظهره ليناسب ذوقه.

وفقًا لمجلة تايم، لا ينبغي للولايات المتحدة – وأي حكومة عاقلة أخرى – أن تتخذ قراراتها الاستراتيجية بهذه الطريقة. من الواضح أن من مصلحة الولايات المتحدة الأمنية الوقوف إلى جانب الدول الأوروبية التي تدعم حليفتها أوكرانيا ضد روسيا، التي تسيطر الآن على حوالي خُمس أراضي جارتها.

يخشى الأوروبيون أن تُشكّل روسيا المتوسعة، التي تتجاهل حدودها السيادية، تهديدًا لمعايير ما بعد الحرب الباردة. ويظلّ وجود تحالف قويّ لحلف شمال الأطلسي، يضمّ الولايات المتحدة، أمرًا بالغ الأهمية لمنع روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي من التوسع وتشكيل تهديد متنامٍ.


شارك