ملفات نجح فيها محافظ البنك المركزي خلال سنوات ولايته قبل التجديد

• توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء من أهم نجاحات البنك المركزي. • تحول العجز الصافي في الأصول الأجنبية إلى فائض بنحو 15 مليار دولار. • ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي بنحو 13.5 مليار دولار خلال عام ونصف، لتصل إلى مستوى قياسي تجاوز 49 مليار دولار. • رفع القيود على بطاقات الائتمان وتسهيل إجراءات الحصول على النقد
نجح محافظ البنك المركزي، حسن عبد الله، الذي مُددت ولايته لولاية رابعة على التوالي بموجب مرسوم رئاسي، في حل العديد من المشكلات، لا سيما توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء. وعقب إعلان تحرير سعر الصرف في 6 مارس/آذار، كان الهدف هو سد فجوة سعر الصرف وإنهاء الدولرة.
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري. وركز اللقاء على عدة مواضيع، منها الأداء الحالي للاقتصاد المصري، وجهود الحفاظ على معدل تضخم منخفض، ومؤشرات تعزيز احتياطيات النقد الأجنبي. كما ناقش اللقاء الوضع الاقتصادي العالمي، وتأثير التحديات التي تواجه مختلف دول العالم، وانعكاساتها على الاقتصاد الكلي.
وساهم ذلك في استعادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، والسيطرة على أسعار السلع الأساسية، وجعل الدولار متاحاً لجميع المستوردين، وجعل قيمة الجنيه المصري تعتمد على العرض والطلب على العملات الأجنبية.
بلغ إجمالي العجز الصافي في الأصول الأجنبية للبنوك، بما في ذلك البنك المركزي المصري، 29 مليار دولار في يناير 2024، قبل اتفاقية الحكمة والإصلاحات الأخيرة.
وتحول صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي المصري، بما في ذلك البنك المركزي، إلى فائض بلغ 14.94 مليار دولار بنهاية يونيو/حزيران الماضي، مقابل نحو 14.71 مليار دولار بنهاية مايو/أيار الماضي.
تم اليوم خلال اجتماع عقده الرئيس مع المحافظ المركزي توزيع المهام الرئيسية عليه قبل صدور المرسوم الرئاسي بتمديد فترة ولايته وهي:
1- إن توفير الموارد الدولارية الكافية له أثر إيجابي على توفير مخزون آمن من السلع المختلفة والمنتجات البترولية ومستلزمات الإنتاج للمصنع.
2. ضرورة مواصلة الجهود لزيادة إيرادات الدولار وخاصة من الموارد المحلية ومواصلة التنسيق بين الحكومة والبنك المركزي لضمان الحفاظ على سعر صرف مرن وموحد للعملات الأجنبية.
3- توفير الفرص والتمويل للقطاع الخاص لتعزيز النمو الاقتصادي، مما يساعد على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية وتعظيم دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.
في 17 أغسطس 2022، تم تعيين حسن عبد الله، المصرفي الخبير، قائماً بأعمال محافظ البنك المركزي المصري بموجب قرار رئاسي، خلفاً لطارق عامر.
بموجب القانون، يتطلب تعيين محافظ البنك المركزي لمدة أربع سنوات موافقة مجلس النواب، وهو أمرٌ لا يُمكن تحقيقه حاليًا إلا بعد انتخاب وتشكيل البرلمان الجديد. لذا، من المُرجّح أن يقتصر القرار المُتوقع على تعيين المحافظ الجديد قائمًا بأعمال المحافظ لمدة عام واحد.
يتمتع حسن عبد الله بخبرة تزيد عن 40 عامًا في مجال الخدمات المصرفية، معظمها في البنك العربي الأفريقي الدولي، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي لمدة 16 عامًا تقريبًا حتى عام 2018. وفي عام 2021، تولى أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة شركة يونايتد ميديا سيرفيسز.
لقد جاء تعيينه محافظا للبنك المركزي في وقت صعب للغاية، تزامنا مع أزمة حادة في النقد الأجنبي، وسوق سوداء مزدهرة، ومعدلات تضخم ترتفع بسرعة – وهي التحديات التي تطلبت تدخلا حاسما في السياسة النقدية.
إن سياسة البنك المركزي المتمثلة في إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أربع سنوات ونصف السنة تهدف إلى احتواء التضخم وامتصاص السيولة الزائدة قبل أن يعكس مساره ويخفض أسعار الفائدة بعد أن أصبح مقتنعا بأن التضخم يتراجع بشكل مستدام.
وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 2.25 في المائة في أبريل/نيسان للمرة الأولى منذ أربع سنوات ونصف، وبنسبة 1 في المائة في مايو/أيار، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة على الودائع إلى 24 في المائة وسعر الفائدة على الإقراض إلى 25 في المائة.
وساهمت القرارات التي اتخذت تحت قيادة عبد الله في إجراء المزيد من الإصلاحات بعد تحرير سعر الصرف ورفع القيود المفروضة على الاستيراد لتلبية احتياجات السوق، مما جعل البنوك المصدر الوحيد للدولارات.
كما تم تحقيق تقدم ملحوظ لعملاء بطاقات الائتمان من خلال الرفع التدريجي للقيود على المعاملات الدولية عند السفر خارج مصر أو التسوق عبر المواقع الإلكترونية الأجنبية.
ونتيجة لأزمة النقد الأجنبي واكتشاف ممارسات خاطئة من قبل بعض العملاء الذين استخدموا بطاقاتهم الائتمانية لأغراض غير المخصصة لها، فرض البنك المركزي قيودا على استخدام بطاقات الائتمان في المعاملات.
وارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي بنحو 13.5 مليار دولار خلال عام ونصف، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند أكثر من 49 مليار دولار في نهاية يوليو/تموز، وهو الرقم المنسوب إلى عبد الله.