ما هي تفاصيل المقترح الأمريكي الجديد للهدنة في غزة؟

بقلم : أسماء البطكوشي
وفي إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة لوقف التصعيد العسكري في قطاع غزة، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن إعداد مسودة اقتراح أميركي جديد، نتيجة محادثات جرت هذا الأسبوع في مصر بين وفد حركة حماس ووسطاء دوليين.
يركز المقترح على حل دائم متعدد المراحل، يبدأ بخطة ويتكوف المنقحة وينتهي باتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد. ويهدف إلى كسر الجمود الحالي، رغم تصريحات سابقة لكبار مسؤولي حماس رفضوا فيها شروط إنهاء الحرب.
وقالت مصادر أميركية وعربية نقلت عنها الصحيفة إن المسودة أعدت بعد سلسلة من المحادثات مع وفد حماس، تم خلالها توفير البنية التحتية السياسية واللوجستية اللازمة لتمكين إجراء مفاوضات أكثر جدية.
وبحسب هذه المصادر فإن حماس أبدت في هذه الجولة من المحادثات استعدادها للقبول ببعض شروط خطة ويتكوف التي سبق أن رفضتها في جولة الدوحة.
ولم تستبعد المصادر تناول مسألة إنهاء الحرب في محادثات وقف إطلاق النار المقبلة. كما أبدت استعدادها لتلبية بعض المطالب المتعلقة بالأسرى، والتي تطالب إسرائيل بمعلومات دقيقة عنها منذ بداية الحرب. كما سيتم ضمان توفير الغذاء والدواء والرعاية الطبية، بالإضافة إلى زيارات الصليب الأحمر.
ورغم أن المصادر لم تكشف عن كافة التفاصيل الدقيقة للمشروع، إلا أنها أشارت إلى أن نبرة حماس تبدو مختلفة حاليا، وتعكس رغبة واضحة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومنع احتلال كامل لقطاع غزة.
جرى ذلك في سياق اتصالات مكثفة، شملت وصول ممثلين قطريين إلى القاهرة، واتصالات غير مباشرة مع إسرائيل. كل ذلك مهد الطريق لصياغة مسودة مقترح أمريكي، قيد المراجعة حاليًا من قبل جميع الأطراف المعنية.
وتقول صحيفة “إسرائيل اليوم” إن الهدف الرئيسي من الاقتراح هو تجنب الصراع مع النهج الإسرائيلي الحالي، الذي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل وليس جزئيا، والسماح بالإفراج عن بعض الرهائن في سياق وقف إطلاق النار.
تشير الصحيفة إلى أن المرحلة الأولى من المقترح تُشير إلى “خطة ويتكوف”، مع تعديلات طفيفة، وهي خطة سبق أن وافقت عليها إسرائيل ورفضتها حماس. وتنص الخطة على إطلاق سراح نصف الرهائن – الأحياء والأموات – كخطوة أولى نحو تهدئة الوضع.
وتتضمن المفاوضات، التي تبدأ خلال وقف إطلاق النار، مناقشات شاملة حول شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حماس، ونفي قادتها المتبقين إلى قطاع غزة، ونقل المسؤولية المدنية إلى هيئة دولية، وهو ما يمثل تغييرا كبيرا في دور حماس في قطاع غزة.
من أهم التطورات أنه، وفقًا للخطة الدولية، سيبدأ التعامل مع السكان المدنيين في قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار، أي قبل التوصل إلى أي اتفاقات نهائية. وهذا يعني أن حماس تنقل إدارة الشؤون المدنية إلى هيئات دولية بهدف إبعاد السكان عن الصراع، وتقليل اعتمادهم على الحركة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار قطاع غزة.
أكد مسؤول أمريكي أن المفاوضات قد لا تُعقد في قطر كالمعتاد. قد يكون هذا العرض فرصة حماس الأخيرة لمنع الاحتلال الإسرائيلي الكامل لقطاع غزة وعواقبه الوخيمة. في حال رفضت إسرائيل العرض، ستحظى حماس بدعم الولايات المتحدة الكامل.
لكن المسؤول أوضح أن هذا الدعم الأمريكي ليس نهائيًا، وأن الرئيس ترامب عازم على إنهاء الحرب في غزة “خلال أسابيع، أو بضعة أشهر على الأكثر”. وهذا يُظهر الضغط الأمريكي الحقيقي لإنهاء الصراع بسرعة وبشكل منظم.