الإيجار القديم تحت الحصر.. المحافظات تبدأ تشكيل لجان لتصنيف المناطق

منذ 11 ساعات
الإيجار القديم تحت الحصر.. المحافظات تبدأ تشكيل لجان لتصنيف المناطق

شريف حربي، علاء شبل، يونس درويش، فاطمة الديب، ومحمد راشد

مصدر حكومي: 20% فقط من المستأجرين في العقارات الإيجارية الحالية مؤهلون للحصول على سكن بديل.

لن تُخلي الحكومة مستأجرًا غير كفء دون توفير بديل مناسب له. وسيتم توفير محلات وورش عمل بديلة بنظام دعم وتقسيط مناسب.

استغلال الأراضي المتاحة لمشاريع الإسكان البديل بالغربية. تُشكّل محافظة أسيوط ١٣ لجنة فنية لحصر الوحدات السكنية في الأحياء والمدن.

 

بدأ المحافظون تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بتشكيل لجان متخصصة لحصر المساكن القديمة. وستدرس هذه اللجان الضوابط والمعايير والإجراءات الواردة في مشروع القرار الذي أقره مجلس الوزراء. وستقوم هذه اللجان بدراسة مختلف المناطق وتصنيفها إلى عالية الجودة، ومتوسطة الجودة، واقتصادية، لتحديد الحد الأدنى للإيجار لمدة سبع سنوات.

في الشرقية، صرّح المحافظ حازم الأشموني بتشكيل لجان لتصنيف المناطق ذات المساكن القديمة. وأضاف لصحيفة الشروق أن اللجنة المُشكّلة حديثًا بدأت في تصنيف المناطق ذات المساكن القديمة وفقًا للمعايير والمقاييس التي وضعها مجلس رئاسة الوزراء.

وأشار الأشموني إلى أن الجهات التنفيذية تبذل قصارى جهدها لحصر كافة الوحدات السكنية بالقانون القديم وتصنيف المناطق حسب نوعها وخصوصيتها، وفقاً لموافقات مجلس رئاسة الوزراء.

وفي الغربية، عقد المحافظ أشرف الجندي، عقب مشاركته في اجتماع مجلس المحافظة أول أمس، اجتماعًا موسعًا مع قيادات الأحياء والمدن والأحياء لبحث آليات التنفيذ الفوري لتوجيهات الحكومة.

أكد المحافظ أن الإسراع في تشكيل لجان متخصصة لحصر الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم يُعدّ أولوية قصوى لتطبيق أحكام القانون الجديد. وأشار إلى أن هذه اللجان ستضم كوادر فنية وقانونية من الجهات المعنية، وستعمل وفق آليات واضحة تضمن الدقة والشفافية والحيادية التامة. وفي الوقت نفسه، سيتحمل المواطنون مسؤولية توفير بيانات دقيقة عن الوحدات المراد حصرها، بما يحقق العدالة الاجتماعية ويعكس الواقع.

وأضاف الجندي أن المحافظة تعمل بالتزامن مع ذلك على تخصيص الأراضي المتاحة في المناطق الحضرية المحددة على مستوى الجمهورية لوزارة الإسكان، وإطلاق مشاريع سكنية بديلة للعقارات الإيجارية القائمة. وأوضح أن هذه الخطوة تعكس رؤية الدولة في إيجاد بدائل آمنة وعصرية تلبي احتياجات الأسر وتساهم في تحسين جودة الحياة.

في أسيوط، أعلن المحافظ هشام أبو النصر عن صدور تعليمات بتشكيل 13 لجنة فنية. ستتألف هذه اللجان من مهندسين وفنيين من إدارات الأحياء والإسكان والمحافظة والشؤون القانونية، برئاسة رؤساء الوحدات المحلية والمحافظة. وستقوم هذه اللجان بحصر العقارات المؤجرة في جميع مدن وأحياء وقرى المحافظة.

أوضح أبو النصر أنه سيتم تشكيل 13 لجنة، تشمل الأحياء والمراكز والمدن، لتحديد قيمة الزيادة الإيجارية المناسبة للحي أو موقع العقار المؤجر. وأكد أن اللجان ستبدأ عملها خلال 10 أيام، وتنتهي منه قبل نهاية سبتمبر.

في الأقصر، أعلن نائب المحافظ، هشام أبو زيد، يوم الاثنين، عن تشكيل لجنة فنية لحصر الوحدات السكنية والتجارية بالمحافظة الخاضعة لقانون الإيجار القديم. ويأتي القرار وفقًا للضوابط والمعايير والإجراءات الواردة في مشروع القرار الذي أقره مجلس الوزراء مؤخرًا.

وأضاف أبو زيد لـ«الشروق» أن اللجنة ستعمل على حصر المناطق المختلفة وتصنيفها إلى ثلاث فئات: راقية، ومتوسطة، واقتصادية، بهدف تحديد الحد الأدنى للقيمة الإيجارية خلال فترة انتقالية مدتها سبع سنوات.

وأشار إلى أن اللجنة سيرأسها مسؤول رفيع المستوى من المحافظة، وتضم خبراء فنيين وقانونيين، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الإسكان، وهيئة المساحة المصرية، ومصلحة الضرائب العقارية. ومن المتوقع أن تُنهي اللجنة أعمالها خلال ثلاثة أشهر من تاريخ نفاذ القانون.

وأشار إلى أن الحصر يشمل جميع الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم، بما في ذلك بعض العقارات المملوكة للدولة. وأضاف أن الدولة ستوفر للمستأجرين وحدات أو أراضٍ بديلة يمكنهم شراؤها بالتقسيط وفق الشروط الحالية.

وتابع نائب المحافظ، أن البيانات الأولية تشير إلى أن محافظة الأقصر تضم أكبر عدد من الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم بين الأحياء والمدن، تليها أرمنت والقرنة.

في هذا السياق، أوضح مصدر حكومي أن السكن البديل الذي توفره الدولة للمستأجرين خلال تطبيق قانون الإيجار الجديد ليس تعويضًا، بل هو شكل من أشكال التكافل الاجتماعي للمستأجرين المستحقين غير القادرين على تحمل تكاليف السكن، سواءً بالاستئجار أو التملك. وأكد المصدر أن الدولة لن تُخلي أي مستأجر دون توفير بديل طالما لم يكن قادرًا على ذلك.

وأضاف المصدر لـ”الشروق”: “المستأجرون الذين لا يحق لهم الحصول على وحدات بديلة لامتلاكهم وحداتهم الخاصة – وبعضهم يمتلك وحدات في التجمع الخامس والقاهرة الجديدة – لا يستحقون الحصول على وحدات بديلة مدعومة من الدولة. وأشار إلى وجود عدد من المستأجرين يمتلكون أكثر من وحدتين في مناطق مختلفة”.

وأشار إلى أن هناك مستأجرًا يسكن في شقة بنظام الإيجار القديم، ويملك في الوقت نفسه شقته الخاصة في منطقة أخرى، يؤجرها بأسعار السوق العقاري الحر في مصر. وبالتالي، لا ينبغي للدولة أن توفر له مسكنًا مدعومًا طالما أنه يملك شقته الخاصة.

وقدر المصدر أن يصل إجمالي عدد المؤهلين المتقدمين بعد فرز المنصة إلى 20% من إجمالي الوحدات السكنية الخاضعة لقانون الإيجار القديم، والتي تبلغ نحو 1.6 مليون وحدة سكنية، إضافة إلى 500 ألف وحدة سكنية مغلقة.

وأوضح أن المحافظين يقومون حاليا بتشكيل لجان إحصاء للمناطق سواء العليا والمتوسطة والاقتصادية لتحديد قيمة الإيجارات الشهرية خلال الفترة الانتقالية التي حددها القانون.

وأضاف أن الحكومة، في إطار تطبيق القانون الجديد، حددت ثلاثة أنظمة سكنية بديلة للمستأجرين المؤهلين: الأول هو الإيجار الشهري المدعوم، والثاني هو الإيجار المنتهي بالتملك أو الإيجار المنتهي بالتملك. وستدعم الدولة جميع هذه الأنظمة من خلال صندوق يُنشأ لتمويل فرق السعر، سواءً كانت الشقق مستأجرة أو مملوكة.

وحول ما تردد عن خلافات بين المؤجرين والمستأجرين خلال تطبيق القانون الجديد، أكد المصدر عدم وجود أي خلافات بين الطرفين خلال فترة التطبيق، مشيرًا إلى أنه مع انتهاء الفترة الانتقالية، لن تكون هناك أي قضايا في الوحدات السكنية الخاضعة لقانون الإيجار القديم.

وتابع: “لا يستفيد أحد من الوحدات السكنية المغلقة، لا المالك ولا المستأجر. ولذلك، بدأ إخلاؤها في اليوم الثاني لتصديق رئيس الجمهورية على قانون الإيجارات القديم الجديد ونشره في الجريدة الرسمية”. وأوضح أنه في حال عدم رغبة المستأجر في إخلاء الوحدة السكنية المغلقة، يحق للمالك تقديم شكوى إلى قاضي الأمور المستعجلة، الذي يصدر قرارًا بالإخلاء فورًا.

وأشار إلى أن الوثائق المطلوبة للتسجيل في المنصة الإلكترونية في هذا الشأن تشمل صورة عقد الإيجار القديم، وصورة بطاقة الهوية، ووثائق تثبت الدخل الشهري للأسرة، وكذلك وثائق تثبت حصول الشخص على دعم من الدولة سواء غذائي أو تكافل وتأمينات اجتماعية، وإقرار إخلاء الوحدة السكنية التي يسكن فيها حال حصوله على سكن بديل، ووثائق أخرى تثبت استحقاقه للدعم.

وفيما يتعلق بمستأجري المحلات التجارية الخاضعة لقانون الإيجار القديم، أكد أن الحكومة ستوفر للمستأجرين المؤهلين محلات وورش عمل بديلة مدعومة أيضاً، إما من خلال أسعار شهرية أو من خلال حقوق التملك الحر، ولكن بسعر مدعوم منفصل عن الأسعار المجانية.


شارك