ماذا قال بوتين عن قمة ألاسكا وفرص السلام في أوكرانيا؟

منذ 9 ساعات
ماذا قال بوتين عن قمة ألاسكا وفرص السلام في أوكرانيا؟

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، السبت، إن بلاده تريد حل الأزمة في أوكرانيا “سلميا”، مشيرا إلى أن زيارته إلى ألاسكا كانت “مفيدة للغاية وفي الوقت المناسب”.

وأبلغ بوتين قيادة الإدارة الرئاسية والحكومة ومجلس الدوما والوزارات والهيئات المعنية بنتائج اجتماعه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في أنكوريج بولاية ألاسكا، حسب الكرملين.

وأضاف بوتين خلال الاجتماع: “روسيا تحترم موقف الإدارة الأمريكية، التي تؤمن بضرورة وقف سريع للأعمال العدائية. ونتمنى ذلك أيضًا، ونرغب في إحراز تقدم في حل جميع المشاكل بالطرق السلمية”، حسبما نقل موقع “الشرق الأوسط” الإخباري.

وأشار إلى أنه وترامب ناقشا إمكانية التوصل إلى حل عادل للأزمة الأوكرانية، وقال: “ناقشنا تقريبا كل جوانب تعاوننا، ولكن الأهم بالطبع هو أننا تحدثنا عن إمكانية التوصل إلى حل عادل للأزمة الأوكرانية”.

وتابع: “لم نشهد مفاوضات مباشرة من هذا النوع على هذا المستوى منذ فترة طويلة. أكرر: أتيحت لنا الفرصة لتوضيح موقفنا مجددًا بهدوء وتفصيل”.

وأكد الرئيس الروسي أن “القضاء على أسباب الأزمة في أوكرانيا ينبغي أن يكون أساس الحل”.

وأضاف: “روسيا والولايات المتحدة تدركان أن حوارهما سيواجه مقاومة من قوى كثيرة، لكن الإرادة موجودة”.

وتابع “الحوار كان مفتوحا وموضوعيا للغاية، وفي رأيي أنه يقربنا من القرارات اللازمة”.

قمة بلا نتائج ملموسة

انتهت القمة الروسية الأميركية في ألاسكا، الجمعة، دون التوصل إلى نتائج ملموسة، حيث بقيت الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين مخفية عن أعين الرأي العام.

ورغم أن اللقاء بين ترامب وبوتين لم يسفر عن اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنه عزز اعتقاد ترامب بأن السلام الشامل أهم من وقف إطلاق النار المؤقت.

وهذه هي الرؤية التي نقلها ترامب بسرعة إلى الزعماء الأوروبيين عندما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن نيته السفر إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي.

من جانبه، أعلن الكرملين عدم وجود اتفاق على عقد لقاء ثلاثي، فيما أعرب نائب أمين عام مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف عن اعتقاده بأن قمة بوتن-ترامب تمثل عودة إلى اللقاءات على مستوى كبار المسؤولين الروس والأمريكيين دون شروط مسبقة أو تهديدات أو إنذارات نهائية. ‎ لا شك أن القمة تركت انطباعًا في روسيا بأنها حققت “نجاحًا باهرًا”، كما ذكرت وسائل الإعلام الروسية. في غضون ذلك، تتزايد الانتقادات الموجهة للرئيس دونالد ترامب في أوروبا وأمريكا. فقد عاد من القمة “خالي الوفاض” دون اتخاذ أي قرارات ملموسة.

كانت ردود فعل قادة الاتحاد الأوروبي على قمة ترامب-بوتين إيجابية إلى حد كبير فيما يتعلق بجهود الرئيس الأمريكي. ومع ذلك، أكدوا على دعمهم لأوكرانيا وضرورة تقديم ضمانات أمنية لمنع تجدد الغزو الروسي بعد وقف إطلاق النار. في المقابل، أبدت النرويج وبولندا وجمهورية التشيك حذرًا أكبر تجاه نوايا الرئيس الروسي.

انتهت القمة الروسية الأميركية في ألاسكا، الجمعة، دون التوصل إلى نتائج ملموسة، حيث بقيت الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين مخفية عن أعين الرأي العام. ‎ ورغم أن اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتن لم يسفر عن اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنه عزز اعتقاد ترامب بأن السلام الشامل أهم من وقف إطلاق النار المؤقت. ‎ وهذه هي الرؤية التي نقلها ترامب بسرعة إلى الزعماء الأوروبيين عندما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن نيته السفر إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي. ‎ من جانبه، أعلن الكرملين عدم وجود اتفاق على عقد لقاء ثلاثي، فيما أعرب نائب أمين عام مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف عن اعتقاده بأن قمة بوتن-ترامب تمثل عودة إلى اللقاءات على مستوى كبار المسؤولين الروس والأمريكيين دون شروط مسبقة أو تهديدات أو إنذارات نهائية. ‎ لا شك أن القمة تركت انطباعًا لدى روسيا بأنها حققت “نجاحًا باهرًا”، كما ذكرت وسائل الإعلام الروسية. في غضون ذلك، تتزايد الانتقادات الموجهة للرئيس دونالد ترامب في أوروبا وأمريكا. فقد عاد من القمة “خالي الوفاض” دون اتخاذ أي قرارات ملموسة.

أفكار مختلفة حول حل النزاعات ‎

وقال مدير مركز موسكو للإعلام السياسي أليكسي موخين لـ«الشرق الأوسط» إن هذه القمة هي الخطوة الأولى في سلسلة لقاءات تهدف إلى بدء عملية التفاوض. ‎ توقع موخين أن تُعقد القمة القادمة في موسكو، وأن تُفضي إلى قرارات عديدة. وأشار إلى أن الرئيس ترامب صرّح منذ البداية بأن هذا الاجتماع سيكون استكشافيًا.

واعتبر أن الجانبين “أظهرا المودة خلال القمة، وهو ما كان بداية جيدة ومصدر أمل للمستقبل”.

وقال موخين إن “تحالف الراغبين”، الذي يدعم أوكرانيا، يعارض بشدة التسوية السلمية للصراع، في حين تعمل واشنطن وموسكو على التوصل إلى نهاية جذرية للصراع في أوكرانيا.

وأضاف أن موسكو وواشنطن لديهما رؤى مختلفة لإنهاء الصراع، لكنهما توحدهما الرغبة المشتركة في العمل نحو حل للحرب في أوكرانيا.

واعتبر موتشين ذلك نتيجة إيجابية لقمة ترامب وبوتين في ألاسكا، والتي شكلت مرحلة جديدة من التقارب بين مواقف الحكومتين الروسية والأميركية.

فيما يتعلق بمستقبل التهديد الأمريكي بالعقوبات، أعرب موتشين عن اعتقاده بأن ترامب لن يتخلى عن التهديد بالعقوبات، كونه أداةً من أدوات الدبلوماسية التفاوضية الأمريكية والغربية عمومًا. والتخلي عن هذه الأدوات يعني الاعتراف بأنها تُشكل انتهاكًا للقانون الدولي، وهو ما يستوجب المحاسبة لاحقًا.

وأوضح أن الجانب الروسي لا يملك أي أوهام بشأن إمكانية رفع هذه العقوبات، إذ يفترض أنها رغم تجميدها في نهاية المطاف، إلا أنها ستبقى سارية المفعول ويتم التهديد بها من جديد.

موقف أوروبا

 

وصف موخين موقف الاتحاد الأوروبي من القمة الروسية الأمريكية بأنه “غير بنّاء”. وقال إن الأوروبيين سعوا إلى تأليب ترامب على بوتين لتخريب القمة. وكانوا يدركون أنهم سيضطرون هم أيضًا إلى الرضوخ لهذا الواقع إذا توقفت الحكومة الأمريكية عن تقديم المساعدات والدعم لأوكرانيا. ‎ توقع الخبير الروسي تصعيدًا خطيرًا على جبهات القتال في الفترة المقبلة، إذ تُصرّ روسيا على مواصلة العملية العسكرية حتى النهاية لتحقيق أهدافها المعلنة. في الوقت نفسه، تُحاول أوكرانيا إثبات قدرتها على مواصلة القتال بمواصلة عملياتها ضد المدنيين الروس.

وأضاف أن هذا النهج ضروري لأوكرانيا في سعيها للحصول على المزيد من المساعدات المالية والعسكرية.

وفيما يتعلق بآفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين روسيا والولايات المتحدة، أعرب موخين عن ثقته في أن ترامب سيعطي الأولوية للتعاون الاقتصادي والتجاري على القضايا الأخرى، مشيرا إلى أن موسكو درست بعناية هذا الجانب من عقلية ترامب التجارية. ‎ صرح بافل كوشكين، الباحث البارز في المعهد الأمريكي الكندي في موسكو، لصحيفة الشرق الأوسط، بأنه لا ينبغي المبالغة في نتائج القمة الروسية الأمريكية. وأضاف أنه على الرغم من أن القمة كانت خطوة إيجابية، إلا أنه لا ينبغي المبالغة في تقييمها لأن نتائجها غير واضحة، و”لا نعرف ما هو التقدم الذي كان الجانبان الروسي والأمريكي يسعيان إليه”.

وأكد أن روسيا والولايات المتحدة تريدان تقديم القمة على أنها ناجحة في حد ذاتها، مشيرا إلى أن نجاحها الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا إذا مهدت الطريق للقاء مباشر بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي بمشاركة الزعماء الأوروبيين.

وتوقع كوشكين أنه في حال نجاح القمة، فإنها ستؤدي إلى تطوير العلاقات الثنائية في مجالات التعاون الاستراتيجي، ونزع السلاح، والفضاء، واستئناف الحركة الجوية، وإحياء العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتخفيف العقوبات.

وأشار إلى أن هذه القمة ستكون لها عواقب وخيمة في حال لجوء الجانب الروسي إلى تضخيم نتائجها إعلاميًا دون تحقيق أي تقدم عملي. ومن شأن هذه الخطوة أن تُغضب الجانب الأمريكي، الذي قد يُصعّد لهجته ضد روسيا.

وأكد أن العلاقات الروسية الأميركية لا تزال قائمة على أسس هشة، وبالتالي فهي تتأثر بالعديد من العوامل، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وأشار إلى أنه في ظل انعدام الثقة بين الجانبين الروسي والأوكراني، تولى ترامب مهمةً صعبةً تتمثل في حل النزاع الروسي الأوكراني. وإذا حقق ترامب هذا الهدف، فسيكون نجاحًا باهرًا، ويمهد الطريق لنيله جائزة نوبل للسلام.

توقع كوشكين إحراز تقدم في استئناف التعاون الاقتصادي والتجاري بين موسكو وواشنطن، بما يتماشى مع أهداف الرئيس ترامب. وأشار إلى أن التجارة بين البلدين تدهورت بسبب النزاع في أوكرانيا.

وأشار إلى أن تشكيلة الوفد الروسي المشارك في القمة، والتي ضمت رئيس محفظة الاستثمار ووزير المالية الروسي، مؤشر على الاهتمام بتطوير العلاقات التجارية بين البلدين. ‎ وأعرب الباحث الروسي عن اعتقاده أنه بالإضافة إلى قضايا نزع السلاح والسيطرة على الأسلحة، وخاصة مصير معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية التي ينتهي العمل بها العام المقبل، فإن المناقشات في قمة ألاسكا تناولت أيضا قضية الممتلكات الدبلوماسية الروسية التي صادرتها الحكومة الأميركية خلال رئاسة باراك أوباما. ‎ قال إن روسيا تُولي أهمية بالغة لقضية الممتلكات الروسية في الولايات المتحدة، وتعمل على استعادتها منذ سنوات طويلة. كما أشار إلى تخفيف القيود المفروضة على عمل وحركة الموظفين الدبلوماسيين في كلا البلدين. ‎ أكد كوشكين اهتمام موسكو وواشنطن بنزع السلاح والحد من التسلح، كونهما أكبر قوتين نوويتين في العالم. وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاستراتيجي في قضايا نزع السلاح يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالصراع في أوكرانيا. ‎ قال إن تطور العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن يعتمد على حل النزاع مع أوكرانيا. وأشار إلى أن الحوار الاستراتيجي بين البلدين لن يتوقف في حال استمرار النزاع الأوكراني. ومع ذلك، فإن هذا العامل سيُسهم في إبطاء وتيرة تحسن العلاقات الثنائية.


شارك