دول آسيوية تدشن مسيرات الصمود تنديدا بجرائم الحرب الإسرائيلية

انطلقت مظاهرات متزامنة ومنسقة في عدة دول في جنوب وشرق آسيا، في إطار حركة شعبية عالمية مناهضة لحرب الإبادة، مطالبةً برفع الحصار عن قطاع غزة. وقد أُطلق على هذه المظاهرة اسم “قافلة الصمود العالمية”.
شاركت نيبال وسريلانكا وجزر المالديف والفلبين وإندونيسيا يوم الجمعة في مسيرات الصمود. ويتوقع النوري، الناشط الماليزي الذي عاش في غزة لسنوات، استمرار مسيرات الصمود في مختلف المدن الآسيوية. ومن المقرر أن تُقام أكبرها، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية “معًا”، السبت المقبل في العاصمة الماليزية كوالالمبور. ومن المتوقع أن يشارك رئيس الوزراء أنور إبراهيم.
نيبال: تحدي النفوذ الصهيوني
في نيبال، تجمع مئات الأشخاص في العاصمة كاتماندو للتنديد بجرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين. وأعلن المتحدثون في التجمع أن “النفوذ الصهيوني” في بلادهم قد طمس القضية الفلسطينية لعقود، لا سيما في ظل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تشهده البلاد.
صرح الكاتب شاكتي بانسكار للجزيرة نت أن حرب الإبادة على غزة كشفت زيف الادعاءات الإسرائيلية لدى العديد من المثقفين النيباليين، مما دفع السفارة الإسرائيلية إلى تكثيف أنشطتها وإطلاق حملة دعائية واسعة تستهدف الفلسطينيين تحديدًا، مستغلةً وجود أسير نيبالي ضمن أسرى المقاومة الإسرائيلية.
وذكر أن دعم القضية الفلسطينية أضرّ بمصالح العمال النيباليين في إسرائيل، وأكد أن شريحة واسعة من المثقفين الليبراليين واليساريين ساهمت في رفع مستوى الوعي العام بجرائم الإبادة الجماعية وعدالة القضية الفلسطينية، ومن بينهم أطباء ونشطاء حقوق إنسان شاركوا في المسيرات واستندوا في ندواتهم إلى تقارير دولية تكشف ممارسات الاحتلال.
من جهة أخرى، كشف بانسكار أن الحركات الهندوسية التابعة للهند تعارض أي تحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذه الحركة الهندوسية المتطرفة تتمتع بنفوذ كبير في دوائر صنع القرار.
تلتزم الحكومة النيبالية موقفًا محايدًا في النزاعات الدولية، مُعطيةً الأولوية لمصالحها السياسية والاقتصادية تجاه الهند والقوى الغربية، وخاصةً الولايات المتحدة. ولذلك، ترفض الاستجابة لمطلب وقف تصدير العمالة إلى إسرائيل.
سريلانكا: الهروب من الاحتلال الصهيوني
وفي العاصمة السريلانكية كولومبو، رفعت المسيرة شعار “سريلانكا موحدة من أجل فلسطين”، وحمل آلاف المتظاهرين لافتات تدعو إلى إنهاء الجوع والإبادة الجماعية.
كما رددوا هتافات منددة بجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل بالسلاح والمال.
وتوقفت المظاهرة في ساحة كان بيل التاريخية في وسط كولومبو، حيث كان يقام مهرجان التضامن مع فلسطين، بحضور زعماء سياسيين وكتاب من مختلف الطيف السياسي، بما في ذلك رضوي صليح، نائب رئيس البرلمان.
ويحذر مثقفون وسياسيون من تدفق غير مسبوق للمستوطنين الإسرائيليين إلى سريلانكا، ويعربون عن مخاوفهم من احتلال إسرائيلي جديد، ويتذكرون الطموحات الصهيونية السابقة في سريلانكا.
في الأشهر الأخيرة، شهدت سريلانكا احتجاجات واسعة النطاق ضد الأنشطة غير القانونية التي يقوم بها أشخاص ينتحلون صفة سياح إسرائيليين. إلا أن السلطات السريلانكية وقادة المجتمع ينظرون بعين الريبة إلى هذه الأنشطة، التجارية والدينية على حد سواء.
وألقت السلطات القبض على عدد منهم بتهمة انتهاك قوانين الهجرة والعمل دون ترخيص، بما في ذلك أربعة حاخامات تم ترحيلهم.
جزر المالديف: لا لمجرمي الحرب
في العاصمة المالديفية ماليه، تجمع آلاف المتظاهرين في ملعب رياضي تضامنًا مع فلسطين. وشاركت جميع شرائح المجتمع المالديفي والأحزاب السياسية. وأعلن منظمو مسيرة الصمود أن فلسطين ساعدت السياسيين على نسيان تناقضاتهم والوقوف صفًا واحدًا في وجه الجرائم الصهيونية.
أدان المتظاهرون جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحصار قطاع غزة. كما أدان النواب الحكوميون والبرلمانيون المشاركون في المظاهرة ما اعتبروه تصريحات متطرفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المستوطنات في الضفة الغربية.
وقال أحد منظمي الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني في المالديف إن تحركهم يأتي في إطار الحراك الشعبي العالمي لرفع الحصار عن قطاع غزة، وأن المالديف ستشارك بشكل فعال في إطلاق أسطول الحرية العالمي لرفع الحصار عن قطاع غزة.
واستذكر المسؤولون الحكوميون إجراءات الحكومة لمنع المواطنين الإسرائيليين من دخول البلاد والتزاماتها المستمرة بدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال الحرية والاستقلال.