مستثمرون: زيادة أعداد السائحين بنسبة تتراوح بين 10 و15% العام الجارى

• حجوزات مبكرة لموسم الشتاء … والتركيز على السياحة الشاطئية في المعارض الدولية.
وأظهرت مؤشرات حركة السياحة والحجز في الربع الأخير من العام الجاري، ارتفاع أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، متجاوزة حجوزات الموسم الشتوي الأخير 2024/2025.
ويتوقع العديد من المستثمرين في القطاع زيادة أعداد السائحين هذا العام بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% مقارنة بالعام الماضي.
وتشير المؤشرات أيضاً إلى أن الموسم السياحي الشتوي المقبل سيكون غير مسبوق، خاصة أن مصر حالياً في وضع جيد لاستقبال ملايين السائحين الذين يفضلون مصر على الوجهات الأخرى نظراً لما تتمتع به من مميزات فريدة تميزها عن غيرها من الوجهات خلال هذه الفترة.
أكد الخبير السياحي سامح حويدق، نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر، أن السياحة الوافدة إلى مصر تشهد نموًا ملحوظًا في جميع المدن السياحية المصرية خلال موسم الصيف، حيث تجاوزت نسب الإشغال في معظم فنادق البحر الأحمر 80%، بل تجاوزت 90% في بعضها.
وأضاف حويدق أن جميع المؤشرات تُشير إلى توقعات إيجابية لموسم الشتاء القادم، والذي من المتوقع أن يكون أفضل من موسم شتاء العام الماضي 2024/2025. وأشار إلى أن المقصد المصري يتمتع بمزايا تنافسية كبيرة خلال موسم الشتاء، ما يُمكّنه من المنافسة بقوة لجذب المزيد من السياح الأجانب إلى مصر.
وتوقع الحويدق أن ترتفع أعداد السياح هذا العام بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأن تستقطب أكثر من 17 مليون سائح بحلول نهاية العام.
دعا نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر إلى تكثيف الحملات التسويقية والترويجية لمصر في الخارج، والتركيز على مواطن القوة التي تتمتع بها، كالجو والبحر، باعتبارها ثروات طبيعية للمقاصد السياحية المصرية، لا سيما وأن اسم مصر يرتبط حاليًا بالأهرامات والفراعنة والمتحف المصري الكبير. وأشار إلى ضرورة ذلك، وأن تسويق الأهرامات أمرٌ أساسي، مشيرًا إلى أن السياحة الثقافية تُمثل 15% من حركة السياحة الوافدة إلى مصر، بينما تُمثل السياحة الشاطئية 85%.
وتابع: “لسنا ضد السياحة الثقافية، ولكن يجب إدراج السياحة الشاطئية في الحملات التسويقية وإبرازها في المعارض والأسواق السياحية الدولية”. وأشار إلى أن السعودية، على سبيل المثال، التي تشارك في المعارض السياحية الدولية، كان من الأفضل لها أن تسوّق لمكة المكرمة والكعبة المشرفة، لا سيما وأن البلاد تجذب حوالي 15 مليون زائر سنويًا، منهم 10 ملايين للحج والعمرة و5 ملايين للمهرجانات. ومع ذلك، تُركز الدولة تسويقها على المعارض خارج البحر الأحمر.
أكد سامح حويدق أننا نناشد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن يحرص على ربط مصر بالسياحة الشاطئية في المعارض الدولية، بالإضافة إلى السياحة الثقافية، لما تشهده من إقبال كبير. وأكد أن المعارض الدولية تركز على السياحة الشاطئية، إلى جانب السياحة الثقافية. وأشار إلى أن السياحة الثقافية زيارة لمرة واحدة، بينما السياحة الشاطئية تتطلب زيارات متعددة. فعلى سبيل المثال، من يزور برج بيزا المائل في إيطاليا يزوره مرة واحدة فقط في حياته، بينما السياحة الشاطئية، التي يزور فيها السائح المدن الشاطئية عدة مرات، هي زيارة متكررة.
ودعا حويدق إلى تكثيف الحملات الترويجية لهيئة تنشيط السياحة، وافتتاح سوقين جديدين سنويًا، حتى وإن كانتا لا تجذبان سوى عدد قليل من الزوار. إلا أن هذه الأسواق ستنمو مع مرور الوقت، إلى جانب الأسواق التقليدية التي تجذب أعدادًا كبيرة من الزوار.
قال نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر، إن كافة المؤشرات تشير إلى تعافي تدريجي لقطاع السياحة بنهاية عام 2025، وأن الحركة السياحية إلى مصر ستزداد وأفضل من عام 2024، وهو ما تؤكده الحجوزات لموسم الصيف الحالي، التي تسجل إقبالاً قوياً على الوجهة المصرية، وكذلك الحجوزات لموسم الشتاء المقبل.
أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، أن موسم الشتاء المقبل سيكون غير مسبوق للسياحة، خاصة أن مصر حاليا مهيأة لاستقبال ملايين السائحين الذين يفضلون مصر على غيرها من الوجهات نظرا لما تتمتع به من مقومات فريدة تميزها عن غيرها خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أن السياحة الوافدة إلى مصر ستبلغ ذروتها في الربع الأخير من العام الجاري، بناءً على مؤشرات الحجوزات الحالية والمستقبلية. وأوضح أن العديد من شركات السياحة الأجنبية العاملة في السوق المصرية أعلنت عن رحلات إلى معظم الوجهات السياحية خلال هذه الفترة، لا سيما الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم والقاهرة والأقصر وأسوان.
وأضاف أن أعداد السائحين الوافدين إلى مصر في النصف الأول من العام الجاري كانت جيدة بشكل استثنائي، مشيرا إلى أن هناك زيادة في الحركة السياحية إلى مصر في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 بنسبة تتراوح بين 22 و26% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أشار عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء إلى ارتفاع حركة السياحة الوافدة إلى مصر من عدة أسواق أوروبية خلال النصف الثاني من العام، لا سيما من ألمانيا وإيطاليا وبولندا وتركيا وروسيا، بناءً على طلبات الحجز المؤكدة. وصرح عاطف عبد اللطيف بأن المؤسسات الدولية لديها رؤية إيجابية للغاية للسياحة المصرية. وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن تحتل مصر المرتبة الأولى عربيًا والثالثة إقليميًا من حيث عدد الزوار بحلول عام 2027. كما يتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15% خلال ثلاث سنوات، مقارنةً بـ 12.1% في عام 2024.