مروان البرغوثي مانديلا فلسطين .. تاريخ نضال الأسير القائد في سجون الاحتلال

منذ 20 ساعات
مروان البرغوثي مانديلا فلسطين .. تاريخ نضال الأسير القائد في سجون الاحتلال

أثار مشهد اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن جفير زنزانة الحبس الانفرادي للزعيم الفلسطيني البارز مروان البرغوثي في سجن رامون يوم الخميس غضبا وإدانة واسعة النطاق.

ويظهر في الفيديو الذي بثته وسائل إعلام عبرية البرغوثي وقد بدا عليه الهزال وتدهورت صحته، بينما وجه بن جفير تهديدا صريحا: “كل من يقتل أطفالنا أو نساءنا سنبيده. لن تهزمونا”.

يُذكر أن البرغوثي معتقل منذ أبريل/نيسان 2002، وحُكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات، بالإضافة إلى 40 عامًا أخرى. وهو أيضًا أول عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، وأول برلماني فلسطيني تعتقله سلطات الاحتلال ويُحكم عليه بالسجن المؤبد.

تعتقد منظمات الأسرى الفلسطينيين وممثلوها أن سلطة الاحتلال تستهدف البرغوثي بسياسة انتقام ممنهجة، وتسعى لإذلال الأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية عبر فرض ظروف سجن قاسية وعزل انفرادي لفترات طويلة.

حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية رسميًا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استشهاد الأسير مروان البرغوثي، مؤكدةً أن هذا الاعتداء يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الأسرى. ودعت إلى تدخل فوري من المؤسسات الدولية لوضع حدّ لهذه الانتهاكات، وحثّت على اتخاذ إجراءات فورية لحماية الأسرى والإفراج عنهم.

* شباب فتح

اعتُقل البرغوثي على يد قوات الاحتلال للمرة الأولى عام ١٩٧٦، والثانية عام ١٩٧٨، والثالثة عام ١٩٨٣. بعد إطلاق سراحه عام ١٩٨٣، درس في جامعة بيرزيت، وانتُخب رئيسًا لمجلس الطلبة لثلاث سنوات متتالية. ساهم في بناء حركة الشبيبة الفتحاوية حتى اعتقلته قوات الاحتلال لفترة وجيزة عام ١٩٨٤. اعتُقل لمدة ٥٠ يومًا عام ١٩٨٥، وخضع لتحقيقات قاسية، ووُضع تحت الإقامة الجبرية، ثم أُلقي القبض عليه إداريًا في وقت لاحق من ذلك العام، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

* مانديلا فلسطين وطوفان الأقصى

واستضافت الجامعة الأميركية في القاهرة فعالية في مايو/أيار 2024 لإحياء الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، ولعبت قضية البرغوثي دوراً بارزاً؛ حيث كانت زوجته فدوى البرغوثي ضيفة في إحدى الندوات.

قالت زوجة البرغوثي إنه اعتُقل وهو في الثامنة عشرة من عمره، واعتدى عليه جنود الاحتلال، تاركًا ندبة بارزة على جبينه. وبعد أكثر من أربعة عقود، وتحديدًا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تعرض للاعتداء مجددًا على الجانب الآخر من جبينه. لذا، تُعتبر المسافة بين الندبتين رمزًا لنضاله الذي لم ينقطع يومًا.

وأشارت إلى أن مروان البرغوثي دافع عن أطروحته للدكتوراه في إحدى الجامعات المصرية من داخل زنزانته في السجن ـ وهي سابقة عالمية ـ وحصل على جائزة عنها.

وأوضحت أن رفض إسرائيل الإفراج عن مروان كان له مشروع سياسي مفتوح وصيغة تتوافق مع رؤية المجتمع الدولي، مما يزعزع مبررات وحجج الاحتلال.

وأكدت أن العالم يُقدّر نضال مروان ويعتبره مانديلا فلسطين. زارت أكثر من 50 دولة حول العالم، ومنحت 15 مدينة أوروبية زوجها الجنسية الفخرية.

أُقيمت مهرجانات واحتفالات تكريمًا له في مختلف المدن الفرنسية، مُبرزةً صورته ومُعبّرةً عن التضامن مع السجناء. كما سُمّيت شوارع باسمه في مدن مُختلفة حول العالم.

* زعيم سياسي خلف القضبان

خلال فترة سجنه، شارك البرغوثي في صياغة “وثيقة المصالحة الوطنية” التي أصدرها قادة الفصائل الفلسطينية المختلفة المعتقلين في سجون الاحتلال.

وتضمنت الوثيقة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية في قمة بيروت والدعوة لمؤتمر دولي وحصر عمليات المقاومة في حدود عام 1967.

كما دعت الوثيقة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم على مشاركة كل الكتل البرلمانية، وخاصة فتح وحماس.

في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٦، ترأس القائمة الموحدة لحركة فتح، وانتُخب لعضوية المجلس. وفي المؤتمر السادس ببيت لحم عام ٢٠٠٩، انتُخب أيضًا لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح.

* فلسفة المقاتل الأسير

عبّر البرغوثي عن فلسفته النضالية في سجون الاحتلال في كتابه “ألف يوم من الحبس الانفرادي”: “على المناضل الأسير أن يشعر بالفخر والكرامة، وأن يتغلب على المشاعر والانفعالات التي تنجم عن فراق أهله، أمه وأبيه وزوجته وأبنائه وإخوانه وأصدقائه ورفاقه. عليه أن يقاوم محاولات الإذلال والظلم والإهانات بكل فخر، وأن يدرك أن العدو أمامه قاتل أطفال ونساء. عليه ألا يشعر بالضعف أو الخوف من هذه الإهانات، حتى لو بصق عليه المحقق. عليه ألا يخشى الضرب والتعذيب والحرمان من النوم والطعام والتدخين، بل عليه أن يواجه كل هذه الإهانات بفخر كبير وشعور بالكرامة الوطنية، يشعر بأنه سفير لشعبه وأمته، ممثلاً بكل ما يحمله من كرامة وكبرياء وغرور”.


شارك