بين السلام والتنازلات.. أبرز مخاوف أوكرانيا وأوروبا قبيل قمة ألاسكا

بقلم سحر عبد الرحيم :
مع غياب أوكرانيا عن القمة المقررة في ألاسكا خلال ساعات قليلة، يخشى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن من شأنه أن يجمد الصراع ويمنح موسكو اعترافا “دائما”، وإن كان غير رسمي، بسيادتها على الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها.
يسعى كلٌّ من ترامب وبوتين إلى الاستفادة من أول محادثات مباشرة بينهما منذ عودة الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض. ووفقًا لرويترز، يعتقد ترامب أن إنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات قد يعزز مصداقيته كـ”صانع سلام عالمي” يستحق جائزة نوبل للسلام .
وبالنسبة لبوتين فإن القمة تمثل انتصارا دبلوماسيا كبيرا، لأنها تسمح له بالتأكيد على أن سنوات من المحاولات الغربية لعزل روسيا باءت بالفشل، وأن موسكو استعادت مكانتها في صدارة المشهد الدبلوماسي الدولي، حسب الوكالة .
ومن المرجح أن يحاول بوتن خلال القمة التي ستعقد في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الجوية في ألاسكا التوصل إلى اتفاق مع ترامب يتم تقديمه لاحقا لأوكرانيا باعتباره أمرا واقعا .
وفقاً لألكسندر غابويف من مركز كارنيغي روسيا أوراسيا، فإن مثل هذا الاتفاق سيترك أوكرانيا “عاجزة عن الدفاع عن نفسها، بلا استثمارات، وعلى شفا الانهيار”. وإذا رفضت كييف، يأمل الروس أن تنهي الولايات المتحدة دعمها، وفقاً لصحيفة فاينانشال تايمز .
وبحسب الصحيفة فإن البيانات السياسية الحالية تشير إلى أن إمكانية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد تستبعد مؤقتا إذا سُمح لأوكرانيا بمواصلة مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إذ تبدو عضوية كييف في الحلف غير واقعية في المستقبل القريب .
ووصفت صحيفة التلغراف البريطانية القمة في ألاسكا بأنها “لحظة حاسمة” في مسار الحرب في أوكرانيا، إذ سيقرر بوتن وترامب مصير أوكرانيا في اجتماع لم تتم دعوة كييف أو رئيسها إليه .
أعرب زيلينسكي وقادة أوروبيون عن قلقهم من أن تُهمّش القمة الثنائية بين واشنطن وموسكو دورهم وتُتجاهل مصالحهم. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن هذه النتيجة ستُعزز موقف روسيا وتُعرّض أمن أوكرانيا وأوروبا للخطر .
علق رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على القمة يوم الأربعاء، قائلاً إنها قد تُمهّد الطريق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. كما أشار إلى مخاوف أوروبية من إمكانية توصل ترامب إلى اتفاق يُجبر كييف على التنازل عن أراضٍ لروسيا .
وخلال مكالمة هاتفية بين الزعماء الأوروبيين، أكد ستارمر أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يحمي “وحدة أراضي” أوكرانيا وأن “الحدود الدولية لا يمكن ولا ينبغي تغييرها بالقوة “.
قبل القمة، التقى القادة الأوروبيون افتراضيًا بالرئيس الأمريكي، وأعربوا عن تفاؤلهم الأولي. وأعربوا عن اعتقادهم بأن ترامب متجاوب مع دعواتهم لوقف إطلاق النار الفوري، وحثوا أوكرانيا على المشاركة في المفاوضات المستقبلية، وفقًا لشبكة CNN .
قال زيلينسكي إن المشاركين في المكالمة الهاتفية اتفقوا على خمسة مبادئ أساسية : أولًا، لا ينبغي مناقشة أي قضية تخص أوكرانيا دون مشاركتها . ثانيًا ، يجب البدء بالتحضيرات لقمة مشتركة بين كييف وواشنطن وموسكو . ثالثًا ، يجب على الكرملين الموافقة على وقف إطلاق النار قبل بدء محادثات سلام جادة .
رابعًا، يجب أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية، وقد أشار زيلينسكي إلى أن ترامب يدعم هذا المطلب. خامسًا، يجب ألا يكون لروسيا حق النقض (الفيتو) على مستقبل أوكرانيا في أوروبا وحلف شمال الأطلسي، ويجب أن تتوقع موسكو عقوبات جديدة إذا لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار .