ارحموا لبنان.. برلمانيون ينتقدون خطاب قاسم ويحذرون من حرب أهلية

وأكد الأمين العام لحزب الله رفضه تسليم السلاح، وحمّل الحكومة مسؤولية أي صراعات داخلية. وزير العدل اللبناني يحذر من خطر تدمير لبنان. النائب أشرف ريفي: حزب الله يدعي الضحية ويخون معظم اللبنانيين. النائب غياث يزبك: ارحموا لبنان.
انتقد وزير العدل اللبناني عادل نصار وعدد من النواب خطاب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الجمعة، والذي رفض فيه تسليم سلاحه وحذر من اندلاع حرب أهلية في البلاد.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن قاسم في كلمة بثتها قناة المنار: “المقاومة لن تتخلى عن سلاحها طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي، وسنخوض معركة كربلاء إذا لزم الأمر لمواجهة المشروع الإسرائيلي الأميركي مهما كلفنا ذلك”.
وأضاف في كلمة له بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين في مدينة بعلبك شرقي لبنان: “إن الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل الاضطرابات الداخلية وعن تقصيرها في واجبها في الدفاع عن الوطن”.
خطر الحرب الأهلية
وقال وزير العدل نصار في بيان: “إن تهديدات البعض بتدمير لبنان دفاعاً عن سلاحه تضع حداً لفكرة أن السلاح يخدم الدفاع عن لبنان”.
ورد النائب أشرف ريفي (سني مستقل) على قاسم بالقول: “نحذر حزب الله من تكرار التهديد بالحرب الأهلية”.
وأضاف ريفي في بيان: “حزب الشيخ نعيم قاسم ترك لبنان محتلاً وكارثة إنسانية واقتصادية. واليوم، بعد هزيمته، يهدد الدولة واللبنانيين، ويدّعي الضحية، ويخون غالبية الشعب اللبناني”.
من جهته، قال النائب الياس حنكش (مسيحي من كتلة حزب الكتائب) في بيان إن “كلام نعيم قاسم يهدد حياة الناس وشرعية لبنان والوطن بأكمله”.
وقال النائب وضاح الصادق (سني مستقل) في بيان: “السلم الأهلي ليس موضوع ابتزاز أو توترات طائفية، وحياة اللبنانيين ليست بيد أي جهة أو فصيل أو طائفة”.
وأضاف: “من الآن فصاعدا حياتنا وأمننا ورفاهيتنا وازدهارنا هي بيد الدولة اللبنانية، والسلم الأهلي إرادة وطنية يحميها الشعب والجيش والدولة”.
ارحم لبنان
وفي هذا السياق، قال النائب غياث يزبك (مسيحي في كتلة القوات اللبنانية): “الشيخ نعيم قاسم يحارب إسرائيل بالكلام ويدمر لبنان بالفعل”.
وأضاف يزبك في تصريح: “الحرب الأخيرة شلت حزب الله وأعجزته”.
وتابع مخاطباً قاسم: “لا تهددنا يا شيخ، نحن الآن في مجزرة شاملة، ارحم لبنان”.
وقال قاسم مخاطباً الحكومة: “أوقفوا العدوان وأخرجوا إسرائيل من لبنان. سنعرض عليكم كل الخيارات في مناقشة الأمن القومي والاستراتيجي”، في إشارة إلى قرار الحكومة تقييد حيازة السلاح للدولة.
وحذر الأمين العام لحزب الله من أن الاحتجاجات في الشوارع ضد نقل الأسلحة قد تصل “حتى السفارة الأميركية” في بيروت.
وقال على وجه الخصوص: “كنا نفكر في الاحتجاج في الشارع، لكن قيادة حزب الله وحركة أمل (كلاهما شيعي) وافقت على تأجيل ذلك لإيجاد مساحة للنقاش قبل أن يؤدي إلى مواجهة لا يريدها أحد”.
وأضاف: “بعد ذلك ستكون هناك تظاهرات في الشوارع في كل لبنان وصولا إلى السفارة الأميركية للمطالبة بالعدالة وإثبات وجودها”.
في الخامس من أغسطس/آب، أقر مجلس الوزراء اللبناني احتكار الدولة لكل الأسلحة، بما في ذلك أسلحة حزب الله، وأصدر تعليماته للجيش بوضع خطة لاستكمالها هذا الشهر وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.
في هذه الأثناء، حذر النائب عن حزب الله علي فياض في مؤتمر صحافي في اليوم نفسه من إمكانية تطور القضية اللبنانية الإسرائيلية إلى قضية لبنانية داخلية، داعياً إلى الحذر من مثل هذا السيناريو.
وجاء ذلك بعدما زار الموفد الأميركي توماس باراك لبنان في يوليو/تموز الماضي وتلقى رداً من الرئيس جوزيف عون على طرح واشنطن بشأن سلاح حزب الله وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
وبحسب بيان للرئيس اللبناني آنذاك، ركز رد بيروت على “الحاجة الملحة لإنقاذ لبنان من خلال بسط سلطة الدولة على كامل أراضيه، بقواتها المسلحة فقط، وبقوات أي جهة أخرى، وبحصر حيازة الأسلحة للقوات المسلحة (الجيش) حصراً، وبالتأكيد على أن قرار الحرب والسلم يعود للمؤسسات الدستورية”، دون الكشف عن المحتوى الكامل للرد.
في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص وإصابة حوالي 17 ألفاً آخرين.
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، لكن تل أبيب انتهكته أكثر من 3000 مرة، ما أسفر عن 281 قتيلاً و591 جريحاً، بحسب أرقام رسمية.
وفي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا من جنوب لبنان، لكنه واصل احتلال خمسة تلال كان قد استولى عليها في الحرب الأخيرة.