إدانات لاقتحام بن غفير زنزانته وتهديده.. قلق على حياة البرغوثي

منذ 3 ساعات
إدانات لاقتحام بن غفير زنزانته وتهديده.. قلق على حياة البرغوثي

أثار الهجوم الموثق الذي شنه وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن جفير على زنزانة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي وتهديداته له انتقادات واسعة النطاق وهناك مخاوف على حياته.

وجاءت خطوة بن جفير بعد يوم من موافقة رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على “الفكرة المركزية” لخطة لإعادة احتلال قطاع غزة بأكمله، والتي تضمنت هجوما على منطقة الزيتون جنوب شرق مدينة غزة وبدأ يوم الثلاثاء.

ظهر البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمعتقل منذ عام ٢٠٠٢، في فيديو بثته وسائل إعلام عبرية يوم الخميس. بدا نحيلاً وفي حالة صحية سيئة. وكان الوزير المتطرف قد اقتحم زنزانته جنوب إسرائيل وهدده، وفقًا للفيديو. أثار هذا ردود فعل واسعة في الأوساط الفلسطينية.

وذكرت قناة السابعة العبرية الخاصة مساء الخميس أن بن جفير دخل إلى زنزانة البرغوثي الانفرادية وقال له: “كل من يمس إسرائيل أو يقتل أطفالنا أو نساءنا سنبيده. لن تهزمنا”.

ونشرت القناة مقطع فيديو يظهر فيه بن جفير وهو يقتحم زنزانة البرغوثي، حيث يبدو هزيلاً وفي حالة صحية سيئة.

وقالت الإذاعة إن زيارة بن جفير للسجن جاءت لمتابعة تشديد الظروف في السجون للأسرى الفلسطينيين.

ويعتبر البرغوثي أحد أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات.

حركة فتح

وفي بيان صدر الجمعة عن هيئة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية لحركة فتح، حملت حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس “حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي”، وأكدت أن “تهديدات الاحتلال لن تثنيه عن عزمه وصموده وإرادته”.

وأضافت أن “تهديد بن جفير للبرغوثي يشكل انتهاكا صارخا لجميع المواثيق والقوانين الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة”، مؤكدة أن هذا التهديد “يأتي في إطار الإجراءات القمعية الممنهجة التي ينفذها نظام الاحتلال الاستعماري ضد أسرانا وأسيراتنا في معتقلات الاعتقال بقيادة وزير متطرف موصوم دوليا بالفاشي والمجرم”.

ودعت الحركة “المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ذات الصلة إلى وقف الانتهاكات التي يمارسها نظام الاحتلال الاستعماري بحق أسرانا وأسيراتنا في مراكز التوقيف، ومن بينهم البرغوثي”.

مكتب معلومات السجناء ووزارة الخارجية

وعلق مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين على الحادثة في بيان له: “إن اعتداء بن غفير على البرغوثي في زنزانته يكشف عن عقلية الانتقام والتحريض التي تدير نظام السجون الإسرائيلي”.

كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام بن جفير لسجن البرغوثي، ووصفت تهديده بأنه “استفزاز غير مسبوق وإرهاب دولة منظم يندرج في إطار ما يتعرض له الأسرى”.

وفي بيان لها، حملت وزارة الخارجية “الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير مروان البرغوثي وجميع الأسرى”.

وقالت إنها “ستتابع هذا التهديد بجدية مع الصليب الأحمر الدولي والمجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المتخصصة”، ودعت إلى “تدخل دولي عاجل وجاد لحمايتهم من وحشية الاحتلال وإطلاق سراحهم فورا”.

نائب الرئيس الفلسطيني

ووصف نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ تهديدات بن جفير ضد البرغوثي في السجن بأنها “قمة الإرهاب النفسي والأخلاقي والجسدي”.

وفي منشور لشركة إكس الأميركية، قال الشيخ: “إن تهديدات بن غفير للقائد مروان البرغوثي في سجنه هي قمة الإرهاب النفسي والأخلاقي والجسدي ضد الأسرى، وانتهاك للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية”.

وأضاف: “هذا يمثل خطأ غير مسبوق في سياسة دولة الاحتلال تجاه الأسرى الفلسطينيين، ما يستدعي تدخلا فوريا من المنظمات والمؤسسات الدولية لحمايتهم”.

عائلة البرغوثي

وأصدرت عائلة البرغوثي بيانا أعربت فيه عن “مخاوفها” من إمكانية إعدامه في السجن بأوامر من بن جفير بعد تلقيه تهديدات في السجن.

وأضافت “لقد صدمنا من التغيرات التي طرأت على ملامح وجهه والإرهاق والجوع الذي يشعر به”.

كما أعرب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية رائد أبو الحمص عن “قلقه على حياة مروان البرغوثي”، واعتبر مداهمة زنزانته والتهديدات الموجهة إليه تجاوزا لكل الخطوط الحمراء.

وقال أبو الحمص في بيان: “إن ظهور المتطرف بن غفير في خلية القائد أبو القسام (البرغوثي) يمثل تهديدا علنيا، وأقواله ونقاشاته مضمونا وأسلوبا مؤشر خطير على نوايا هذا العنصري الإشكالي”.

وأضاف: “بن غفير عذّب سجناء أمام الكاميرات. لديه تاريخ من الكراهية والعنصرية. إن الجرأة على فعل هذا بقائد بمكانة أبو القسام هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، ونحن نخشى على حياته”.

من جانبه، قال مركز الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في بيان إن البرغوثي “يعاني ظروفاً إنسانية قاسية للغاية في زنزانته الانفرادية، حيث فقد أكثر من نصف وزنه بسبب الإهمال الطبي المتعمد والتعذيب”.

وأضاف: “في الوقت نفسه يواصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير تهديده بشكل مباشر ويحاول كسر إرادته وصموده”.

المجلس الوطني الفلسطيني

وفي بيان له، حمّل المتحدث باسم المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، “حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة المتطرف بن غفير المسؤولية الكاملة عن حياة القائد مروان البرغوثي”.

وقال فتوح: “إن هذه الانتهاكات بحق البرغوثي تأتي في إطار الحرب الدموية الشاملة ضد شعبنا الفلسطيني وقيادته، واستمرار عدوان التطهير العرقي الذي تشنه حكومة اليمين الإرهابية على الأراضي الفلسطينية”.

ودعا فتوح منظمات حقوق الإنسان الدولية والصليب الأحمر إلى “التدخل الفوري لحماية الأسرى والقائد الأسير مروان البرغوثي، وإجبار دولة الاحتلال العنصرية على الالتزام بأحكام اتفاقية جنيف بشأن معاملة وحماية السجناء. كما دعا شعبنا إلى التظاهر ضد هذه الانتهاكات”.

حركة حماس

من جانبها، وصفت حماس اقتحام بن غفير لخلية البرغوثي وتهديداته له بأنه “عرض جبان يكشف عن فاشية الاحتلال وعدائه لكل القيم الإنسانية”.

وأكدت المنظمة في بيان لها أن “هذه الجريمة الخطيرة لن تنال من عزيمة وصمود المناضل مروان البرغوثي، بل ستعزز إصراره على مواصلة نضاله المشروع من أجل حرية شعبه وكرامته. كما ستعزز وحدة الحركة الأسيرة في مواجهة سياسات القمع والتنكيل الممنهجة التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال”.

ودعت إلى إظهار أقصى قدر ممكن من التضامن والدعم للأسرى، ومعارضة جرائم إسرائيل، وزيادة الضغط الشعبي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان حتى إطلاق سراح الأسرى.

كما طالبت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية وأحرار العالم بالتحرك العاجل لحماية الأسرى ووقف القمع الممنهج ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم. اعتقلت إسرائيل البرغوثي في أبريل/نيسان 2002، وحكمت عليه بالسجن المؤبد خمس مرات، بالإضافة إلى أربعين عامًا. وُجهت إليه تهمة المسؤولية عن عمليات نفذتها جماعات مسلحة تابعة لحركة فتح، وأسفرت عن مقتل أو إصابة إسرائيليين.

السجن المؤبد في إسرائيل هو سجنٌ غير محدد المدة، مع أنه يُفهم عمومًا على أنه حكمٌ مؤبد. مع ذلك، انتهجت تل أبيب في السنوات الأخيرة سياسةً تقضي بعدم نشر جثث السجناء، حتى بعد وفاتهم في السجن.

البرغوثي أحد أبرز قادة حركة فتح وعضو لجنتها المركزية، وهو معتقل في سجن رامون الإسرائيلي.

منذ تولي بن غفير منصب وزير الأمن الوطني أواخر عام ٢٠٢٢، تدهورت أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بشكل ملحوظ. ونتيجةً للسياسات التي فرضها في السجون، لوحظ انخفاض ملحوظ في وزنهم.

في 17 يوليو/تموز، تفاخر بن غفير بأن السجناء الفلسطينيين يتضورون جوعًا. وفي منشور لشركة “إكس” الأمريكية، صرّح صراحةً بأن مهمته هي “ضمان حصول الإرهابيين على الحد الأدنى من الطعام”، في إشارة إلى السجناء.

وبحسب معطيات سابقة أصدرها نادي الأسير، فإن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ مع بداية شهر أغسطس/آب الماضي 10800 أسير، بينهم 49 أسيرة، و450 طفلاً، و2378 أسيراً يصنفون على أنهم “مقاتلون غير شرعيين”.

وأوضح النادي أن العدد الإجمالي لا يشمل الأسرى المعتقلين في المعسكرات العسكرية الإسرائيلية، بمن فيهم الأسرى من لبنان وسوريا.

وبدعم أميركي، تواصل إسرائيل حربها الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتمارس القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

أودت الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحياة 61,722 شخصًا وجرحت 154,525 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. واختفى أكثر من 9,000 شخص، ونزح مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة 235 شخصًا، من بينهم 106 أطفال.

وبالتوازي مع تدمير قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1014 فلسطينياً، وأصابت نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلت أكثر من 18500 آخرين، بحسب مصادر فلسطينية.


شارك