محافظة القدس: مشاريع التهويد التوسعية تبتلع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية

حذّرت محافظة القدس، يوم الخميس، من قرار حكومة الاحتلال إعادة تفعيل مخطط E1 الاستيطاني، المُعلّق منذ أربع سنوات، وإطلاق مشاريع تهويدية توسعية تهدف إلى خنق مدينة القدس وضمّ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحيطة بها. ويهدف المخطط، الذي ينصّ على بناء 3412 وحدة استيطانية جديدة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، إلى خنق المدينة وضمّ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحيطة بها.
في بيانٍ نُشر اليوم على صفحتها على فيسبوك، وصفت محافظة القدس هذه الخطوة بأنها “خطوة عدوانية تهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وعزل القدس عن حاضرها العربي، وقطع شريان الحياة عن الدولة الفلسطينية قبل قيامها”. وأكدت المحافظة أن الإعلان عن هذه الخطط في هذا التوقيت يُعد “إعلان حرب شاملة على الأرض والهوية الفلسطينية”.
وأضافت المحافظ: “ما تفعله حكومة الاحتلال يُعدّ جريمة حرب، ويضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 2334 الذي يُجرّم الاستيطان”. وأكدت: “هذه الخطة الاستعمارية تفتح الباب أمام التهجير القسري لسكان خان الأحمر والتجمعات البدوية المحيطة بها، وتنتهج سياسة الأرض المحروقة من هدم ومصادرة وتجريف لجعل المستوطنات أمرًا واقعًا لا رجعة فيه”.
وقالت المحافظة: “إن الإعلان عن مشروع ما يسمى “طريق نسيج الحياة” يأتي ضمن هذه المنظومة الاستعمارية لفصل الحركة الفلسطينية وعزلها عن منطقة E1، بموازاة مخطط إقامة “حديقة وطنية” على جبل المشارف (التلة الفرنسية) لربط مستوطنات القدس بالمخطط الاستيطاني، في محاولة لخنق حيي الطور والعيساوية وحرمانهما من توسعهما الطبيعي”.
وذكرت المحافظة أن المخططات الاستيطانية لمستوطنة “معاليه أدوميم” التي صادقت عليها سلطات الاحتلال، تعكس حجم التوسع العدواني.
وأضافت: “بدأت قوات الاحتلال خلال الأيام الأخيرة بتوزيع عشرات أوامر الهدم في العيزرية والتجمعات البدوية. وهذه خطوة أولى نحو ضم آلاف الدونمات وتطبيق مخطط القدس الكبرى، الذي يمتد بحدود ما يسمى “التجمعات الاحتلالية” إلى أريحا شرقًا وبيت لحم جنوبًا. وهذه أكبر عملية ضم واحتجاز للأراضي منذ احتلالها عام ١٩٦٧”.
وأكدت محافظة القدس أن “هذه المخططات تهدف إلى تغيير الهوية الوطنية للقدس ومحو معالمها العربية والإسلامية والمسيحية، وتقوض بشكل كامل أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا، وتفرض السيادة على القدس ومحيطها بالقوة على إسرائيل، وتشكل مشروع تطهير عرقي ضد الفلسطينيين في القدس ومحيطها”.
وحذرت المحافظة من أن “الصمت الدولي على هذه الجريمة سيجعل المجتمع الدولي متواطئاً في هذه الجريمة”، ودعت إلى “تحرك فوري وحاسم من الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وكافة منظمات حقوق الإنسان لوقف توسيع المستوطنات الاستعمارية وفرض العقوبات على دولة الاحتلال ودعم صمود المقدسيين في وجه هذه الخطة التي تستهدف وجودهم ومستقبلهم وحقهم التاريخي في أرضهم وعاصمتهم الأبدية القدس”.