بعد انتقاده لدور مصر.. ما دلالات زيارة خليل الحية للقاهرة؟

منذ 17 ساعات
بعد انتقاده لدور مصر.. ما دلالات زيارة خليل الحية للقاهرة؟

ورغم التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها خليل الحية، زعيم حركة حماس في قطاع غزة، بشأن دور مصر في معالجة قضية غزة، والتي أدت إلى توتر بين الجانبين، إلا أن زيارته الحالية للقاهرة على رأس وفد التفاوض لها أهمية كبيرة.

أثارت تصريحات الحية في الأسابيع الأخيرة جدلاً واسع النطاق وغضباً واسع النطاق. ودعا في خطاباته إلى الضغط على الحكومة المصرية لفتح معبر رفح والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة. واعتبرت القاهرة هذه التصريحات اتهاماً غير مسؤول لمصر بمسؤولية إغلاق المعبر. كان المعبر مفتوحاً من جانبها، بينما كانت إسرائيل تعرقل تدفق المساعدات من الجانب الفلسطيني.

1000359212

رغم هذا الخلاف الكلامي، تُعدّ زيارة الحية جزءًا من التزام حماس بالحفاظ على علاقات استراتيجية وثيقة مع مصر. وأكدت الحركة على أهمية دور مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جهود إنهاء الحرب وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. ولهذا الغرض، ستسمح مصر بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، مع استمرار التنسيق للوصول إلى حلول تضمن الاستقرار في قطاع غزة.

عبارات غير لائقة تتطلب اعتذارًا

في هذا السياق، يرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب أن وجود الحية على رأس الوفد المفاوض، رغم تصريحاته الأخيرة، يحمل دلالة رمزية. ويشير إلى أن تصريحات الحية بشأن مصر كانت غير لائقة إطلاقًا، وأنه ما كان ينبغي له أن يرتكب مثل هذا الخطأ. ويشير أيضًا إلى أن الاعتذار، وإن كان غير مقبول في الظروف العادية، إلا أنه واجب في هذه الحالة.

وأضاف الرقب في تصريحات لموقع ايجي برس أن القاهرة كانت ذات منظور أوسع، ورحبت بالوفد من أجل الشعب الفلسطيني، وليس من أجل حماس أو خليل الحية. وقال: “الموقف المصري محل تقدير كبير لدى الشعب الفلسطيني، وقد انتقدنا بشدة تصريحات خليل الحية، لأن هذا السلوك يعكس توجهات جماعة الإخوان المسلمين، التي تسعى إلى تحويل الانتباه عن الاحتلال الإسرائيلي وتركيز الاهتمام على مصر، التي كانت ولا تزال أكبر داعم للشعب الفلسطيني خلال هذه الحرب”.

وأشار الرقب إلى أن زيارة الحية كانت تهدف إلى الاعتذار عن تصريحاته، وأن الزيارة جاءت لتحقيق هدف أسمى وهو التوصل إلى اتفاق يمنع توسع الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، والذي قد يؤدي إلى سقوط آلاف الشهداء.

1000359211

أشاد الخبير الدولي الدكتور محمد مهران بدور مصر التاريخي والحكيم في الحوار مع جميع الأطراف الفلسطينية. وأكد أن سنوات من استضافة مصر لوفود حماس، بما في ذلك زيارات خليل الأخيرة، تعكس موقف مصر الثابت في تغليب المصلحة الفلسطينية على كل اعتبار. وهذا يؤكد أيضًا قوة الدبلوماسية المصرية التي تتجاوز الخلافات التافهة لتحقيق الهدف الأسمى، وهو تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

مصر تواجه محاولات لتقويض دورها

في تصريحاته لايجي برس، أكد الدكتور مهران أن مصر أثبتت مرارًا وتكرارًا قدرتها على صد كل محاولات النيل من دورها أو التقليل من جهودها الجبارة في خدمة القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن الاتهامات التي وُجهت لمصر في الأيام الأخيرة، والتي رفضها الشعب المصري بأكمله، لم تثنِ الدولة عن مواصلة دورها في تحقيق السلام والاستقرار للشعب الفلسطيني الشقيق.

وأشار مهران إلى أن الزيارات المتكررة لقيادات حماس للقاهرة تؤكد الثقة اللامشروطة التي تحظى بها مصر لدى كافة الفصائل الفلسطينية، وتعكس الوعي الفلسطيني العميق بأهمية دور مصر في تحقيق الوحدة الفلسطينية والحل العادل للقضية الفلسطينية.

وأكد أن موقف مصر الثابت في فتح أبوابها لكل الأشقاء العرب والفلسطينيين حتى في مواجهة الخلافات أو سوء الفهم العابر يعكس عمق الحكمة المصرية وإدراك القيادة المصرية بأن المصلحة العليا للقضية الفلسطينية تتطلب تجاوز الخلافات الثانوية والتركيز على الهدف الاستراتيجي المشترك وهو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وتجري حاليا مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار.

وحول آخر مستجدات المفاوضات، صرّح الدكتور مهران بأن الجهود المصرية الحالية في القاهرة تُركّز على وقف إطلاق نار دائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمعتقلين. وأشار إلى أن هذه الجهود تستند إلى قواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقيات جنيف، التي تُلزم جميع الأطراف بحماية المدنيين وتوفير الإمدادات الطبية والغذائية لهم في مناطق النزاع.

1000359213

وأشار أيضاً إلى أن المفاوضات الجارية أحرزت تقدماً كبيراً بفضل الجهود المصرية المكثفة والتنسيق الوثيق مع الوسطاء القطريين والأمريكيين، وأكد على التنسيق القائم لقيادة القوات الدولية بقيادة الجيش المصري.

وأكد الدكتور مهران أن مصر تسعى إلى التوصل إلى اتفاق شامل يضمن وقف العدوان على غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين، وفتح المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع، وبدء عملية إعادة الإعمار الشاملة لقطاع غزة المدمر.


شارك