بعد كسر مستويات تاريخية.. هل يدخل السوق المصري في موجة صاعدة جديدة؟

تشهد البورصة المصرية (EGX) حالة من التذبذب بين الصعود والهبوط. فبعد أن كسرت أعلى مستوياتها التاريخية الأسبوع الماضي ومطلع هذا الأسبوع، انعكس مسارها وتراجعت إلى مستوى 36,000 نقطة. ويرى الخبراء الذين تحدثوا إلى ايجي برس أنه لكسر مستوياتها التاريخية، يجب أن يتجاوز المؤشر الرئيسي مستوى 36,100 نقطة، إذ يمثل ذلك مقاومة قوية. كما أن قوة شرائية قوية ضرورية للحفاظ على هذا الصعود.
انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “إيجي إكس 30” بنسبة 0.41 بالمئة ليصل إلى 35855 نقطة عند ختام تعاملات اليوم الأربعاء.
يذكر أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية حطم الأرقام القياسية في أسبوع واحد فقط، حيث بدأ من أعلى مستوى تاريخي له عند 34500 نقطة في مارس 2024، وتجاوزه ليصل إلى 36218 نقطة، وهو أعلى مستوى له حتى الآن.
قالت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس، إن مستوى 36100 نقطة يمثل حاليا مقاومة تاريخية قوية للبورصة المصرية، موضحة أن السوق تكافح من أجل تجاوز هذا المستوى والاستقرار فوقه.
وأضافت أن كسر مستوى 36500 نقطة قد يفتح الطريق أمام الوصول إلى مستوى 40 ألف نقطة، في حال تحسن زخم الشراء واستمرار تدفق السيولة.
وأضافت أن الاحتفاظ بمستويات مرتفعة تاريخياً لعدة أيام تداول غالباً ما يصاحبه جني أرباح من قبل بعض المتداولين، وخاصة من ذوي الخبرة الذين يفضلون بيع جزء من محفظتهم الاستثمارية عند ذروة الأسعار لتثبيت أرباحهم، خوفاً من تراجع السوق بسبب ضغوط البيع من المؤسسات.
أشار رمسيس إلى أن المؤسسات المحلية لا تزال تمثل القوة الشرائية الأكبر في السوق، مستحوذةً على أكثر من 80% من إجمالي التداولات. إلا أن جلسة اليوم شهدت بعض عمليات البيع على الأسهم القيادية من قبل المؤسسات العربية والأجنبية، ولم تتجاوز قيمة التداولات في المتوسط ثلاثة مليارات جنيه مصري.
وأوضحت أن الوصول إلى مستوى مقاومة تاريخي يتطلب من المستثمرين إعادة موازنة مراكزهم، خاصة وأن السوق قد تشهد هبوطاً مؤقتاً قبل استئناف زخمها الصعودي، وشبهته بتوقف مؤقت عند “قمة الجبل” قبل مواصلة الصعود.
وكما أشار رمسيس، يركز بعض المتداولين على الصفقات قصيرة الأجل لتحقيق أرباح سريعة، في حين تسعى المؤسسات وصناديق الاستثمار الكبيرة إلى اتباع استراتيجيات طويلة الأجل.
قال محمد رضا الرئيس التنفيذي لشركة سوليد كابيتال أفريقيا والخليج العربي، إن منطقة 36 ألف نقطة لا يمكن اعتبارها منطقة دعم قوية حالياً، مرجحاً أن يتراجع المؤشر إلى 34 ألف نقطة إذا لم تتطور قوى شرائية قوية.
وأضاف أن بناء مراكز شراء كبيرة عند هذا المستوى قد يحوله لاحقاً إلى دعم قوي يستهدف منه مستوى 40 ألف نقطة.
وأوضح أن السوق حقق اختراقاً كبيراً بعد اختراق مستوى 33 ألف نقطة الذي كان يشكل مقاومة قوية لفترة طويلة، ثم استهداف مستوى 40 ألف نقطة.
وأضاف أن الارتفاع الأخير جاء مدعوما بعدة عوامل أبرزها بدء خفض أسعار الفائدة وتوقع المزيد من التخفيضات، فضلا عن تحسن السيولة.
وأشار إلى أن الانخفاض الأخير يعود إلى عدة عوامل رئيسية، منها جني الأرباح بعد بلوغ الأسعار ذروتها، لا سيما وأن هذا الارتفاع مدفوع بعدد محدود من الأسهم التي دفعت مؤشرات الثلاثينيات والسبعينيات إلى الارتفاع. كما ساهم قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة في الحد من احتمالية تسارع وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة محليًا، إلى جانب بعض المخاطر الجيوسياسية الأخيرة التي أضرت بطلب المستثمرين.
وأشار إلى أن انخفاض قيمة الدولار مقابل الجنيه كان عاملاً مؤثراً أيضاً. ففي السابق، كان ارتفاع الدولار يدفع السوق نحو الارتفاع من خلال إعادة تقييم الأصول إلى قيمتها الجديدة، بينما ضغط الانخفاض الأخير في قيمة الدولار على الأسعار لتقترب من قيمتها الفعلية.
اقرأ أيضاً:
بعد أسبوع من ارتفاع الأسعار، تراجعت سوق الأسهم عن أعلى مستوى لها في تداولات اليوم. ما الأسباب؟
موجة من التخفيضات على الأجهزة الكهربائية بالقاهرة تتراوح بين 5 إلى 20 بالمئة.