جورج عبد الله: التاريخ لم يعرف مقاومة مثل غزة.. وفلسطين أقرب للنصر

منذ 2 ساعات
جورج عبد الله: التاريخ لم يعرف مقاومة مثل غزة.. وفلسطين أقرب للنصر

ناشط سياسي لبناني أفرج عنه من السجن الفرنسي: الشعب الفلسطيني لم يتردد لحظة واحدة في معارضة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني كسائر النشطاء العرب. أعلن جورج عبد الله، الناشط السياسي اللبناني البالغ من العمر 74 عامًا، أن العالم لم يشهد مقاومةً كمقاومة غزة، وأن فلسطين أقرب إلى النصر من أي وقت مضى. وأعرب عن فخره بالتضامن التركي في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.

في 25 يوليو/تموز، وصل عبد الله إلى بيروت بعد إطلاق سراحه من سجن فرنسي قضى فيه 41 عاماً بتهمة اغتيال دبلوماسيين إسرائيليين وأميركيين وحيازة أسلحة.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال عبد الله المؤيد، أحد داعمي الشعب الفلسطيني، إن هذا الشعب “لم يتراجع لحظة واحدة عن التصدي للاستعمار الاستيطاني الصهيوني كسائر المناضلين العرب منذ مطلع القرن العشرين”.

لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في لبنان وسوريا لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.

واعتبر عبد الله أن “فلسطين هي الرافعة التاريخية والثورية لمسيرة الثورة العربية، ومن هذا المنطلق تمثل أحد واجبات ومبادئ المقاتلين في لبنان وسوريا والعراق والعديد من الدول العربية الأخرى”.

وأضاف أن فلسطين في مواجهتها للاستعمار الاستيطاني تواجه أيضا “النظام الإمبريالي الغربي”، وأن إسرائيل “ليست سوى استمرار أو امتداد عضوي لهذه الإمبريالية الغربية”، حسب تعبير عبد الله.

“فلسطين أقوى اليوم”

وقال عبد الله: “فيما تواجه فلسطين النظام الرأسمالي العالمي على هذه الأرض، يلتقي المناضل العربي مع المناضل التركي والأوروبي في النضال ضد الاستعمار الاستيطاني”.

وأكد: “فلسطين اليوم أقوى من أي وقت مضى، وإسرائيل تعيش الفصول الأخيرة من وجودها، على عكس ما يروج له الإمبرياليون”.

وأضاف أنه “لا يوجد بلد في العالم اليوم لا يعتبر فيه العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية رمزا للحرية”.

وتابع: “من أنقرة وإسطنبول إلى أستراليا واليابان وجميع المدن الأوروبية، إلى الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية وفي كل مكان آخر، الكوفية الفلسطينية هي رمز للحرية والكرامة والتحرر”.

وأكد الناشط السياسي اللبناني أن “الثورة الفلسطينية تسير بشكل جيد جداً”.

وأضاف: “الفصل الأخير من حياة هذا الكيان (إسرائيل) يفرض عليه أن يرمي علينا بكل كنزه التاريخي من الكراهية والدمار والهمجية، وسنواجه هذه الهمجية بكل ما أوتينا من عطايا وتضحيات”.

بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

أودت الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحياة 61,599 شخصًا وجرحت 154,088 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. واختفى أكثر من 9,000 شخص، ونزح مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة 227 شخصًا، من بينهم 103 أطفال.

وأضاف عبدالله: “لم يشهد التاريخ حركة مقاومة مثل التي شهدتها غزة خلال الأعوام الـ17 الماضية، والشعب الفلسطيني في غزة تحت الحصار”.

وتابع: “الآن تواجه العدو بشجاعة وعزيمة، غزة لن ترفع الراية البيضاء، بل راية التحرير، وستبقى صامدة”.

تحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاماً، مما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني تقريباً بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة.

“فخورون بالتضامن التركي”

وحول رؤيته لمستقبل الفلسطينيين، قال الملك عبدالله: “إن القضية الفلسطينية تمر الآن بمنعطف حرج، خاصة أننا أقرب من أي وقت مضى إلى تحرير كامل فلسطين”.

كان يعتقد أن “إسرائيل تعيش الفصول الأخيرة من وجودها” وأن “ليس هناك شعب على كوكب الأرض لا تكون أفضل قواه الحية إلى جانب فلسطين، التي أصبحت أقرب إلى النصر من أي وقت مضى”.

وأعلنت عدة دول غربية، بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا، نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.

ومن بين الدول الأعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة، اعترفت 149 دولة على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.

وتابع عبد الله: “نحن فخورون بالتضامن مع غزة الذي عبرت عنه تركيا. هذا شرف لتركيا، وشرف للعالم العربي، وشرف للقاء العربي التركي على طريق مكافحة الاستغلال العالمي”.

تبذل أنقرة جهودًا مكثفة في المحافل الدولية لإنهاء معاناة الفلسطينيين ومحاسبة القيادة الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، تُنظم تركيا فعاليات تضامنية مستمرة لدعم الشعب الفلسطيني وتنديدًا بحرب الإبادة الإسرائيلية.

ودعا عبدالله الشباب إلى “النضال بقوة”، وأكد أنه “في مواجهة الاحتلال هناك لغة واحدة لا بديل لها وهي: المقاومة، المقاومة، المقاومة”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “الثورات القادمة سيقودها الشباب الذين يسعون إلى مزيد من الحرية والتضامن الإنساني”.

سنوات عديدة من الخبرة في السجن

وعن معاناته في السجون الفرنسية، قال عبدالله إنه تم اعتقاله في العام 1984.

وتابع: “لم تكن هناك جريمة اسمها الإرهاب ولم أتهم بالإرهاب ولكنهم أحالوني إلى محكمة الإرهاب وهي مهزلة قانونية”.

وتابع: “عندما وقف المدعي العام الفرنسي وطالب بأقصى عقوبة ممكنة، قال: ‘ليكن الحكم أقل من تسع سنوات’، وهو أقصى حكم بناءً على اتهاماته لي بالذنب. لكنني قضيت بالفعل 41 عامًا في السجن”.

وأعرب عن فخره بقدرته على تحمل سنوات السجن الطويلة “كمقاتل من أجل شعبنا”، على الرغم من أن “السجن صعب للغاية”.

وأضاف: “حركة التضامن (معي)، سواء من الجماهير الفرنسية وأبطالها أو من الجماهير التركية وأبطالها، مكنتني من أن أكون أسيراً ومقاتلاً يؤدي واجبه”.

وتابع: “تضامن رفاقي في تركيا ولبنان… كانوا على تواصل معي، وكان ذلك كافيًا لي. مكّنني من التدخل (مع السجناء بشأن القضية الفلسطينية) في سياق الصراع الدائر، وهذا هو الشرط الأساسي لصمود المقاتل في الأسر”.

وتابع: “تعرضت للضغوط النفسية التي يتعرض لها أي سجين، ولكن لم أتعرض للتعذيب الجسدي بأي شكل من الأشكال”.

وتابع: “مثل كل الناشطين الآخرين، واجهت العزلة وتمكنت من التغلب عليها بفضل تضامن رفاقي في كل أنحاء العالم، في تركيا واليونان وفرنسا والعالم العربي وإيطاليا وأماكن أخرى”.

نظام عدالة “متحيز”

وعن موقفه من القضاء الفرنسي، قال عبدالله: “كما هو الحال مع كل الهيئات القضائية في العالم الرأسمالي، فإنه عندما يتعلق الأمر بالناشطين السياسيين فإنه يدوس على كل قوانينه الخاصة من أجل حماية مصالح الدولة”.

وأضاف أنه كان مؤهلاً للإفراج عنه منذ عام 1999، لكن السلطات الفرنسية رفضت ذلك، وألغت الحكومة أمراً قضائياً بالإفراج عنه في عام 2003.

وتابع: “في عام ٢٠١٣، أمر قاضٍ بالإفراج عني. اتصلت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، هيلاري كلينتون، بوزير الخارجية الفرنسي رولان فابيوس، وقالت له حرفيًا، كما هو موثق في ويكيليكس: أبقِ عبد الله في السجن. وافق على الفور”.

وسلط عبد الله الضوء على ما اعتبره أحد أبرز الأمثلة على تحيز السلطات الفرنسية ضد الناشطين العرب.

وقال إن الحكومة الفرنسية أعادت العمل بالمحاكم الخاصة التي أنشأها المارشال بيتان أثناء الاحتلال النازي، والتي كانت تصدر أحكاما ضد مقاتلي المقاومة الفرنسية.

واعتبر أن إعادة إدخال هذه المحاكم ليس مجرد خدعة قانونية فحسب، بل وعار.

وأضاف: “اليوم يُستخدم لمحاكمة ناشط عربي دافع عن فلسطين، كما استُخدم بالأمس لمحاكمة من قاوموا الاحتلال النازي. هذه الخطوة تكشف الوجه الحقيقي للعدالة الفرنسية”.

وأكد عبد الله أن موقف فرنسا التاريخي من القضايا العربية والفلسطينية “معروف” لأنه “عدائي ويتسم بالكذب والنفاق ولا يختلف جوهريا عن موقف إسرائيل والإمبريالية الأميركية”.

وتابع: “إنهم (فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة) من أشد المعارضين لمواقف تركيا وغيرها من القضايا الحساسة، وهم من ألد أعداء الثورة الفلسطينية في التاريخ”.

وأشار إلى مقتل أكثر من اثني عشر ممثلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس، دون أن يتم القبض على أي من عناصر المخابرات الإسرائيلية المتورطين أو تقديمهم للعدالة.

وأضاف: “لم تفرج فرنسا في تاريخها الحديث كله عن ناشط عربي إلا تحت ضغوط شديدة وصلت في بعض الأحيان إلى حد خطف مواطنين فرنسيين ومقايضتهم بفدية”.

وختم عبدالله قائلاً: “هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها القضاء الفرنسي، وهي جزء من النظام الإمبريالي المعادي لشعبنا”.

 


شارك