المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يفند أكاذيب الاحتلال حول سياسة التجويع في القطاع

منذ 19 ساعات
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يفند أكاذيب الاحتلال حول سياسة التجويع في القطاع

أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن بيان منسق أعمال الحكومة في المناطق التابع لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، ليس سوى هراء ومحاولة بائسة للتغطية على جريمة موثقة دولياً، وهي التجويع الممنهج لسكان قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 2.4 مليون نسمة، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

في بيان نُشر صباح الثلاثاء على قناته الرسمية على تليغرام، صرّح المكتب بأن قوة الاحتلال شوّهت الحقائق من خلال تصريحات مضللة للرأي العام، واختارت حالات فردية “بطريقة غبية ومضللة” لإخفاء حجم الكارثة الإنسانية. وينفي المكتب هذه الادعاءات كما يلي:

1. الحقائق الميدانية الموثقة دوليا:

وثّقت جميع الوكالات الدولية والأممية، بما فيها برنامج الغذاء العالمي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، في تقارير رسمية أن الجوع وسوء التغذية في غزة قد وصلا إلى حد المجاعة، وأن مئات الشهداء، بينهم عشرات الأطفال، قضوا نتيجة الجوع ونقص الغذاء والدواء. ويرجع ذلك إلى إغلاق المعابر، وفرض حصار شامل، ومنع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية. وهذه شهادات دولية محايدة، وليست، كما تدّعي قوة الاحتلال، تصريحات أي حكومة أو حركة.

2. الأمراض المزمنة لا تعفي من المسؤولية:

لتبرئة نفسها، ادعت قوات الاحتلال أن بعض الشهداء يعانون من أمراض مزمنة. إلا أن القانون الدولي واضح: حتى المصابين بأمراض مزمنة يحتاجون إلى الغذاء والرعاية الطبية والدواء. وقد حرمتهم قوات الاحتلال من كل ذلك من خلال حصارها وحظرها على السفر إلى قطاع غزة. إن وفاتهم نتيجة مباشرة لسوء التغذية ونقص الأدوية، وبالتالي فهي مسؤولية قوات الاحتلال وحدها. حتى من غادروا لتلقي العلاج قبل الحرب عادوا إلى المنطقة المحاصرة دون طعام أو دواء، مما عجّل بوفاتهم.

3. دقة الأرقام الفلسطينية وحجمها الطبيعي:

الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية دقيقة وموثقة وفق معايير صحية واضحة. وارتفاع عدد القتلى نتيجة طبيعية لاستمرار الحصار وحظر استيراد المواد الغذائية. فبعد أربع وفيات في الأشهر الأولى من الحرب، عندما كانت بعض الإمدادات الغذائية لا تزال متوفرة، ارتفع العدد إلى 50 بعد تشديد الحصار. وفي ظل الحظر الكامل على استيراد المواد الغذائية منذ 2 مارس/آذار 2025، ونفاد الإمدادات بالكامل، توفي 168 شخصًا جوعًا حتى اليوم.

4. جريمة الحصار موثقة بالصوت والصورة:

منذ اليوم الأول للحرب، أغلق الاحتلال المعابر، ومنع دخول الغذاء والدواء، ودمر المزارع والمستودعات والمخابز، وأضرّ بشدة بالإنتاج الزراعي والحيواني. انخفض الإنتاج السنوي من الخضراوات من 405 آلاف طن إلى 28 ألف طن فقط لسكان يبلغ عددهم 2.4 مليون نسمة. كما دمر الاحتلال 665 مزرعة أبقار وأغنام ودواجن، وهاجم واحتجز وسرق قوافل المساعدات، في جريمة إنسانية غير مسبوقة. هذه ليست رواية فلسطينية، بل هي حقيقة موثقة بالصوت والصورة وشهادات من منظمات دولية. كل هذا نتيجة قرار الاحتلال تجويع سكان قطاع غزة.

5. الاستهداف المباشر لمصادر الغذاء:

لم يكتفِ الاحتلال بمنع المساعدات، بل قصف 44 بنكًا غذائيًا عمدًا، ما أسفر عن مقتل العشرات من موظفيها. كما استهدف 57 مركزًا لتوزيع الغذاء، وأطلق النار على طوابير الجياع عند “نقاط الإغاثة”، التي حوّلها إلى “مصائد موت” ضمن سياسة تجويع ممنهجة.

6. الاعتراف الرسمي بسياسة الجوع:

أقرّ وزراء في الحكومة الإسرائيلية بسياسة الحصار في تسجيلات صوتية ومرئية. على سبيل المثال، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي: “سنقطع كل شيء عن غزة: الكهرباء، والغذاء، والماء، والغاز”. كما أعلن الوزيران الإسرائيليان إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش: “لن نسمح بدخول حبة قمح واحدة إلى غزة”. حتى أن بعضهم دعا إلى استخدام قنبلة نووية ضد سكان غزة. وقد وُثّق كل هذا في تسجيلات صوتية ومرئية وفي وسائل إعلام مختلفة.

7. استمرار الحظر و430 نوعًا من الأطعمة المحظورة:

ورغم الضغوط الدولية التي دفعت الاحتلال إلى السماح بمرور بعض الشاحنات يوم الأحد 27 يوليو/تموز 2025، لا يزال دخول أكثر من 430 صنفاً من المواد الغذائية والتموينية ممنوعاً، بما في ذلك اللحوم المجمدة بأنواعها، والأسماك المجمدة، والأجبان، ومنتجات الألبان، والخضروات والفواكه المجمدة، ومئات المواد الأخرى الضرورية للجوعى والمرضى.

8. يُمنع الصحفيون من الوصول إلى التقارير المتعلقة بالجريمة:

منذ بداية الحرب، منع الاحتلال الصحفيين الأجانب وممثلي وسائل الإعلام الدولية من دخول قطاع غزة. والهدف هو إخفاء الجرائم المرتكبة هناك، كالإبادة الجماعية والمجاعة والتهجير والدمار. وحتى بعد إعلانه السماح لهم بالدخول، تراجع الاحتلال عن قراره، خشية أن تنكشف الحقائق على الأرض، وأن تُقوّض روايته المغلوطة أصلاً.

9. لفت انتباه العالم إلى تاريخ الاحتلال الإسرائيلي:

لقد أدركت شعوب العالم تمامًا زيف سياسة الاحتلال ومدى خداعها وأكاذيبها. وهذا يتناقض مع مصداقية الرواية الفلسطينية الثابتة، الموثقة بالوفود الدولية وتقارير الأمم المتحدة الميدانية، والتي يشاهدها العالم على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزة.

10. صورة الاحتلال في الوعي العالمي:

لقد أصبح الاحتلال الإسرائيلي رمزاً للجريمة المنظمة والعزلة الدولية، وصورته في العالم لا تقل حقارة عن صورة الحذاء الذي تم رميه على الأرض.

واختتم المكتب بيانه بالقول: “إن كل ما ورد في بيان منسق أنشطة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية هو محاولة فاشلة لإخفاء الحقيقة، وهي أن الاحتلال يستخدم الغذاء سلاحًا في الحرب، ويقتل المدنيين ببطء من خلال التجويع والحصار. إنها جريمة إبادة جماعية موثقة، تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقفها وتقديم مرتكبيها للعدالة أمام العدالة الدولية”.


شارك