الإبادة الصحية بغزة.. أرقام صادمة تكشف حجم الكارثة

**مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش ينشر بيانات توثيقية: – ومن بين إجمالي عدد الضحايا، كان هناك 18430 طفلاً، وهو ما يعادل 31 بالمائة. – 18 ألف مصاب يحتاجون لإعادة التأهيل وتم تسجيل 4800 حالة بتر، بينهم 718 طفلاً. بلغ إجمالي عدد الشهيدة 9300 شهيدة، من بينهن 8505 أمهات. – تم القضاء على 2613 أسرة بشكل كامل، كما فقدت 5943 أسرة أكثر من عضو. – توفي 1590 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك 157 طبيبًا. – منذ بداية العام، تم تسجيل 28 ألف حالة سوء تغذية، أدت إلى وفاة 222 فلسطينياً. – 1750 فلسطينياً ماتوا وهم ينتظرون المساعدة. – 500 طفل ماتوا في المستشفيات بسبب الجوع و3120 حالة إجهاض بسبب سوء التغذية. – 15 من أصل 38 مستشفى لا تزال تعمل، و183 سيارة إسعاف تعرضت للهجوم.
لقد دفعت المجزرة الإسرائيلية نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة إلى حافة الانهيار، وحدّت بشدة من قدرته على إنقاذ الأرواح. أُغلقت المستشفيات، وقُلّصت الخدمات الأخرى، واستُهدفت سيارات الإسعاف، ونفدت الأدوية الحيوية. مئات الآلاف من المرضى الآن مُعرّضون لخطر العزلة والموت.
منذ بداية الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي القطاع الصحي ومكوناته بالقصف والحصار وتقييد ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، واستهداف الكوادر الطبية بالإعدامات والاعتقالات.
تكتظ ممرات المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بأسرّة المصابين، بينما يرقد عشرات المرضى على أرض الممرات الضيقة. الأطباء منهكون، جائعون، ومُثقلون بالعمل. يفتقرون إلى المعدات الكافية والأدوية المنقذة للحياة.
تشق سيارات الإسعاف التي نجت من القصف طريقها بين الأنقاض لنقل المصابين. لكنها غالبًا ما تعود محملة بجثث لم يُعالجوا في الوقت المناسب، وسط ضجيج المولدات التي تحاول إبقاء وحدات العناية المركزة المتبقية قيد التشغيل.
كشف مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، عن أرقام صادمة توضح حجم الإبادة الصحية التي تعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ بداية الحرب الإبادة وحتى اليوم الاثنين.
في منشور على فيسبوك يوم الاثنين، صرّح بأن الأحداث الراهنة تتجاوز مجرد أزمة إنسانية، وتُشكّل جريمةً بحق الحياة. في الوقت نفسه، يُهدد الجوع والمرض حياة مئات الآلاف، والنظام الصحي على وشك الانهيار التام.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي جريمة إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
ومنذ ذلك التاريخ قتلت إسرائيل 61499 فلسطينيا، من بينهم 18430 طفلا و9300 امرأة، من بينهن 8505 أمهات.
وبالإضافة إلى ذلك، ووفقاً للباراش، قامت إسرائيل بإبادة 2613 عائلة بشكل كامل، في حين فقدت أكثر من 5943 عائلة أكثر من فرد من أفرادها.
وأشار إلى أن الإبادة الجماعية خلّفت 153,575 جريحًا، منهم 18,000 بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل. كما خضع 4,800 شخص لعمليات بتر، من بينهم 718 طفلًا.
** النظام الصحي
وتشير البيانات التي أصدرتها منظمة البراش إلى مقتل 1590 من العاملين في المجال الصحي، بما في ذلك 157 طبيباً، في حين هاجمت إسرائيل 183 سيارة إسعاف منذ بدء الإبادة الجماعية.
وأوضح أن نسبة إشغال المستشفيات وصلت إلى 200%، وأن 15 مستشفى فقط من أصل 38 مستشفى في قطاع غزة تعمل، بما في ذلك أربعة مستشفيات مركزية فقط. وأوضح أن من بين 157 مركز رعاية صحية أولية لم يتبق سوى 67 مركزا في الخدمة، ومن بين 110 غرفة عمليات لم يتبق سوى 40 غرفة.
وحذرت منظمات حقوق الإنسان والصحة مراراً وتكراراً من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وخاصة المرضى والجرحى، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وكانت وزارة الصحة في غزة حذرت في تصريحات سابقة من أن العجز المستمر “يهدد بانهيار كامل للنظام الصحي ويعرض حياة آلاف المرضى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، لخطر الموت المحقق”.
وبالإضافة إلى نقص الأدوية، يعاني القطاع الصحي في غزة من نقص مستمر في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
** المجاعة والمرض
منذ بداية عام 2025، تم تسجيل 28 ألف حالة سوء تغذية، في حين قُتل 1750 فلسطينياً ينتظرون المساعدات منذ 27 مايو/أيار، وفقاً للبيانات الصادرة.
صرح بأنه بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويوم الاثنين، توفي 101 طفل بسبب سوء التغذية الناجم عن المجاعة في إسرائيل. وأعلنت وزارة الصحة يوم الثلاثاء أن عدد وفيات المجاعة ارتفع إلى 103.
وأشار البراش إلى أن 500 طفل رضيع يرقدون في المستشفيات بسبب سوء التغذية، كما بلغ عدد حالات الإجهاض بسبب الجوع نحو 3120 حالة، بحسب بيانات منشورة.
وأوضح أن 300 ألف شخص مصاب بأمراض مزمنة معرضون لخطر نقص الأدوية، مشيرا إلى أن 6758 منهم توفوا بالفعل.
وأوضح أن 41 بالمائة من مرضى الكلى يموتون بسبب عدم تلقي العلاج، و52 بالمائة بسبب عدم توفر أدوية الأمراض المزمنة.
وقال إن ألف مريض بالقلب توفوا لنفس السبب، فيما يوجد 16 ألف مريض على قوائم الانتظار لتلقي العلاج في الخارج، وتوفي 633 منهم قبل الحصول على الموافقة.
وفي الثاني من أغسطس/آب، أعلنت وزارة الصحة أن معدلات إشغال الأسرة وصلت إلى مستويات قياسية: 300% في مستشفى الأهلي العربي، و240% في مستشفى الشفاء، و210% في مستشفى الرنتيسي، وجميعها في مدينة غزة.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة وصلت الطاقة الاستيعابية إلى 180%.
وأوضحت أن الفرق الطبية اضطرت الآن إلى تغطية الممرات والأرضيات لاستيعاب المصابين بسبب النقص الشديد في الأسرة والمرافق الطبية.
يشهد قطاع غزة حاليًا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه. فعلى مدار 22 شهرًا، مارست إسرائيل تجويعًا ممنهجًا وإبادة جماعية.
** الوضع الوبائي
وفيما يتعلق بالوضع الوبائي، أظهرت بيانات بورش وجود 71.338 حالة إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي و167 ألف حالة إصابة بالإسهال المزمن.
وأوضح أنه منذ بداية العام تم تسجيل 1116 حالة إصابة بالتهاب السحايا و64 حالة إصابة بمتلازمة غيلان باريه النادرة، بما في ذلك ثلاث حالات وفاة.
حذّر برنامج الغذاء العالمي مؤخرًا من أن “ثلث سكان غزة يعانون من انعدام الطعام لعدة أيام”، ووصف الوضع الإنساني بأنه “غير مسبوق في مستوى الجوع واليأس”. وأكدت الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات يوميًا لإنهاء المجاعة الناجمة عن الحصار والإبادة الجماعية.
وفقًا لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، تشرد 288 ألف عائلة، بينما نزح أكثر من مليوني مدني قسرًا. يعيشون في ظروف مروعة في الخيام والمدارس ومع الأقارب والشوارع، دون مياه نظيفة أو صرف صحي أو ظروف معيشية لائقة.