المفتي: ارحموا أهل غزة فإن لهم عند الله موقفًا سيقتصون فيه من الطغاة

منذ 3 ساعات
المفتي: ارحموا أهل غزة فإن لهم عند الله موقفًا سيقتصون فيه من الطغاة

• عياد: جرائم الاحتلال في قطاع غزة تظهر ضرورة وجود وثيقة أخلاقية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي.

قال فضيلة الدكتور نذير عياد مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور ومؤسسات الإفتاء في العالم، إن غزة اليوم ليست مجرد بلد منكوب بجرائم محتل وصماء أخلاقيا فحسب، بل هي مرآة أخلاقية حقيقية للفقه والفتوى.

وأضاف في كلمته في المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء أن غزة ستبقى صوتا عاليا، وسيظل صوت المظلومين فيها جزءا من رسالة الفتوى باعتبارها صوت الحق وضمير الأمة.

وأشار إلى أن العالم شهد كيف يُستغل الذكاء الاصطناعي في خدمة الاحتلال، عبر تزييف الصور وتحديد الأهداف بدقة. وقد أدى ذلك إلى تدمير البنية التحتية في غزة وإزهاق أرواح بشرية. وهذا يُؤكد أهمية وضع ميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

وناشد المفتي أصحاب الضمائر الحية بذل كل جهد ممكن للحفاظ على ما تبقى من الإنسانية في هذا العالم الظالم. وقال: “ارحموا أهل غزة، فإنهم سيقفون عند الله موقفًا ينتقمون فيه من طغاة الاحتلال الذين سفكوا دماءهم ودمروا أرضهم”.

وتابع: “نقول لأهلنا في غزة المتمسكين بدينهم، والذين ينصرون عدوهم، ويصبرون على ما أصابهم: اثبتوا فإن النصر آت لا محالة”.

وأكد أن مصر مستمرة في دعم القضية الفلسطينية انطلاقًا من واجبها الإنساني النبيل، واحترامها لحقوق الجوار، وتعارض مخططات التوطين الآثمة والابتزاز والمفاوضات. وأعلنت رفضها القاطع لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها، وهو موقف سيذكره العالم بكل فخر واعتزاز.

اعتبر مفتي الجمهورية ما يشهده العالم اليوم إنجازًا غير مسبوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو من أوائل إنجازات العصر الحديث في البحث العلمي والإدارة، فاتحًا أبوابه لخدمة العلم.

وأضاف أن هذا التطور، رغم فوائده المحتملة، يثير تساؤلات حول طبيعة البشر وواجباتهم، داعيًا العلماء إلى الفصل في هذه المسائل. على سبيل المثال، هل يجوز للآلات إصدار الفتاوى بشكل مستقل؟ هل هذه مجرد إجابات شرعية يمكن تخزينها واستخراجها في البيانات؟ في السياق ذاته، أكد سماحة المفتي أن المفتين، على مر العصور، تولوا مهمة إصدار الفتاوى كشهادات على الخلق من خلال النصوص. وجادل بأن استئثار الذكاء الاصطناعي بالفتاوى يجرد الخطاب الديني من جوهر وروح علم الفتوى نفسه.

أكد المفتي على ضرورة إجراء نقد فلسفي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الشريعة الإسلامية. ويتطلب ذلك دراسة قدرة الآلة على مراعاة السياقات الاجتماعية والإسلامية والاقتصادية عند تحديد الأولويات، بالإضافة إلى قدرتها على إدراك مدى تغير الزمان والمكان في مجال الفتاوى.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا للفقيه ولا عدوًا للفتوى، بل هو أداةٌ فعّالةٌ إذا استُخدمت على الوجه الصحيح. وأشار إلى أن الهدف من استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى ليس استبدال المفتي، بل توسيع مداركه وقدراته وزيادة كفاءته.

حذّر الدكتور نذير عياد من أن جهاز المخابرات الفلسطيني قد يستغل فتاوى العلماء باستخدام خوارزميات قد تُروج لفتاوى مخالفة. كما أشار إلى احتمالية حدوث أوهام وأخطاء تقنية. وهذا يُؤكد أهمية معالجة هذه المشكلة، إما من خلال بناء نموذج ذكي أو تطوير نموذج يُعزز الوعي بتدريس مبادئ الفقه، كالتمييز بين العام والخاص، والمصلحة العامة، والرسائل المقيدة للحكم.

كما أكد على أهمية عدم ترك هذه المهمة للشركات التقنية، بل إشراك المتخصصين في الشريعة الإسلامية. كما أكد على أهمية إنشاء منصات أكاديمية متخصصة لإصدار الفتاوى، وتوفير مواد أكاديمية موثوقة للحصول على الفتاوى.

يُذكر أن المؤتمر الدولي العاشر للفتوى، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلق صباح اليوم بالقاهرة تحت عنوان “صناعة المفتي الصالح في عصر الذكاء الاصطناعي” بمشاركة أكثر من 70 دولة حول العالم.

 


شارك