سودانيون تحت التجويع.. الفاشر تستغيث من حصار الدعم السريع

منذ 3 ساعات
سودانيون تحت التجويع.. الفاشر تستغيث من حصار الدعم السريع

– مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تتعرض لحصار من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وتمنع وصول الغذاء والدواء. وطالبت منظمات محلية ودولية بفتح ممرات لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المحاصرين. – المتحدث باسم لجنة تنسيق النازحين آدم رجال: الفاشر تموت في صمت والناس تأكل علف الحيوانات والإبادة الجماعية متوقعة. الناشط الحقوقي محمد خميس: السكان يعانون من نيران المدفعية والشظايا وإطلاق النار ويحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل.

منذ أكثر من عام، تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، قصفاً مكثفاً من قوات الدعم السريع، وسط تحذيرات متزايدة من الوضع الإنساني الكارثي.

وتترافق هذه التحذيرات مع دعوات للتدخل العاجل وتقديم المساعدات الإنسانية في ظل انتشار الأمراض والجوع ونقص الغذاء بين سكان المدينة والنازحين منها.

وقالت شبكة أطباء السودان (منظمة غير حكومية)، يوم الأربعاء الماضي: “نوجه نداء عاجلا إلى السلطات المحلية والمنظمات الدولية لإنقاذ الفاشر حيث وصل الجوع إلى المرحلة الثالثة”.

وأوضحت أن “الحصار الشامل لمدينة الفاشر أدى إلى تدهور كارثي في الأوضاع المعيشية والصحية”.

وتابعت: “وصل الجوع إلى المستوى الثالث (طوارئ) وفقًا للتصنيف الدولي لانعدام الأمن الغذائي. آلاف الأطفال والنساء معرضون الآن لخطر المجاعة”.

تعاني آلاف العائلات في الفاشر من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب. وانقطعت الإمدادات بسبب الحصار ومنع قوات الدعم السريع للمساعدات الإنسانية، حسبما جاء في البيان.

وأكدت الشبكة الطبية السودانية أن هذا الوضع “يعرض حياة السكان المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن، لخطر المجاعة والأوبئة”.

ودعت السلطات المحلية والمنظمات الدولية ووكالات الإغاثة الإنسانية إلى “التدخل الفوري والعاجل لفتح ممرات آمنة”.

وأضافت أن الممرات تهدف إلى “إيصال إمدادات الإغاثة وتوفير الغذاء والدواء والمياه ورفع الحصار عن المدينة المتضررة في الوقت الذي تصرخ فيه الفاشر طلبا للمساعدة”.

أشار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى مرور عام منذ تأكيد المجاعة لأول مرة في مخيم زمزم في شمال دارفور.

وقال إنه حذر بعد عام من أن الأسر المحاصرة في الفاشر، العاصمة الوطنية المحاصرة، “معرضة لخطر المجاعة”.

وأوضح أن “المدينة أصبحت مقطوعة عن المساعدات الإنسانية ولم يعد أمام السكان المتبقين خيار سوى الاعتماد على الإمدادات القليلة المتبقية للبقاء على قيد الحياة”.

وفي 3 أغسطس/آب، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن تفشي وباء الكوليرا في شمال دارفور ترك أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة معرضين لخطر متزايد من العنف والجوع والمرض.

ومؤخرا كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، إلا أنها لم تتمكن من السيطرة على المدينة.

حتى الآن، نجح الجيش السوداني والقوات المشتركة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام والمقاومة الشعبية (المتطوعين) في الدفاع عن المدينة.

وبلغ عدد هجمات قوات الدعم السريع على الفاشر نحو 226 هجوماً، تمكنت قوات الجيش من صدها، بحسب الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش بالفاشر.

منذ 10 مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، رغم التحذيرات الدولية من اندلاع قتال في المدينة، التي تعد مركزاً للعمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ويعتمد عدد كبير من النازحين والسكان في المدينة على المطابخ المجتمعية (التكايات) التي توفر لهم وجبات الطعام والتي يديرها ناشطون بدعم من منظمات المجتمع المدني وأهل الخير. ونتيجة للنقص في الغذاء، لجأ كثير من الناس إلى تناول الأعلاف الحيوانية المصنوعة من فول الصويا وزيت السمسم، والتي يتم طهيها على النار ثم تناولها.

**الموت البطيء

وقال آدم رجال، المتحدث باسم التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان: “إن الوضع الإنساني في دارفور، وخاصة في الفاشر، معقد للغاية”.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء، قال إنها “موت بطيء وكارثة إنسانية وموت صامت دون أن يلاحظه أحد”.

وأضاف بنبرة حزينة: “الناس في وضع صعب للغاية وكل المواد الغذائية الأساسية اختفت من الأسواق”.

وأضاف: «لن تجد ما تشتريه بأموالك، ولن تجد حتى الأموال التي تريد أن تشتري بها».

وأضاف رجال أن “أهالي الفاشر يواجهون تحدياً مريراً حيث يموت الأطفال بصمت بسبب الجوع والمجاعة وسوء التغذية”.

وأكد أن “الواقع في الفاشر يجب أن يُعالج بشكل عاجل وأن يواجه الناس هذا الواقع المرير”.

وتابع: “الناس وصلت لمرحلة ما يأكلوا إلا العمباس، وحتى العمباس ما عاد موجود وغالي، وسعره تضاعف”.

وتابع: “إن المرحلة التي يصبح فيها الناس يأكلون علف الحيوانات فقط هي مرحلة صعبة للغاية تتجاوز حجم الكارثة الإنسانية، والعالم صامت”.

وحذر ريجال من أنه “من المتوقع حدوث إبادة جماعية صامتة إذا لم يضغط العالم على أطراف الصراع لفتح طرق الوصول للمساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن”.

** التدخل العاجل

وقال الناشط الحقوقي محمد خميس دودا من مخيم زمزم لوكالة الأناضول: “نعاني كثيرا من نقص المساعدات الإنسانية والسلع التجارية”.

وقال “دودا” المتواجد حاليا في الفاشر، لوكالة الأناضول، إن الوضع بسبب “حصار المدينة من قبل قوات الدعم السريع”.

وتابع: “سكان الفاشر يعانون أيضًا من نيران المدفعية والشظايا والرصاص المرتد والجوع الذي يحاصرهم باستمرار”.

وأكد أن “مواطني الفاشر يعانون من أجل الحصول على الغذاء، ويضطر بعضهم إلى تناول فضلات الحيوانات مثل زيت السمسم والفول السوداني”.

أفاد داودا بوجود “نقص في الغذاء مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية. وصل سعر كيس الذرة إلى 8 ملايين جنيه سوداني (2666 دولارًا أمريكيًا)، وكيس دقيق الدخن إلى 9 ملايين جنيه سوداني (3000 دولار أمريكي)”.

وأضاف: “مواطنو الفاشر يحتاجون إلى تدخل فوري وعاجل من المنظمات الدولية والإقليمية والحكومة السودانية لإنقاذ من تبقى منهم”.

منذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً دامية ومدمرة، لم تنته حتى الآن من خلال الوساطة الإقليمية والدولية.

وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ما يقرب من 15 مليونًا. وتُقدر دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

وفي الآونة الأخيرة، تراجعت سيطرة قوات الدعم السريع على الولايات الفيدرالية بالسودان، واستعاد الجيش السيطرة على ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض.

وفي الولايات الست عشرة الأخرى، تسيطر قوات الدعم السريع حالياً فقط على أجزاء من شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأربع من الولايات الخمس في دارفور.


شارك