الجامعة العربية: قرار إسرائيل احتلال غزة بمثابة عدوان على جميع دولنا

منذ 2 ساعات
الجامعة العربية: قرار إسرائيل احتلال غزة بمثابة عدوان على جميع دولنا

في اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأحد، أُدينت خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة. وشُدّد على أن هذه الخطة تُشكّل “عدوانًا سافرًا على جميع الدول العربية وأمنها القومي ومصالحها السياسية والاقتصادية، وتُشكّل تهديدًا لأمن المنطقة وسلامها واستقرارها”.

جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عن الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين والتي عقدت في القاهرة بناء على طلب دولة فلسطين، والتي ناقشت آليات التحرك العربي ضد خطة إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل.

ودعا الاجتماع المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية والمجاعة التي تمارسها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

صباح الجمعة، أقرّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية خطةً تبدأ باحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها البالغ عددهم مليون نسمة جنوبًا. وتتضمن الخطة تطويق المدينة واجتياح الأحياء السكنية.

وسيلي ذلك مرحلة ثانية، تتضمن احتلال مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة، والتي دمرتها إسرائيل، بدعم أميركي، إلى حد كبير في حرب مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأدان مجلس جامعة الدول العربية “قرارات وخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى بسط سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة، وتهجير الشعب الفلسطيني، وارتكاب جرائم العدوان والإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس”.

وأكد المجلس أن “هذه القرارات والخطط تشكل انتهاكا للقانون الدولي والمواثيق الدولية، وعدوانا سافرا على كافة الدول العربية وأمنها القومي ومصالحها السياسية والاقتصادية، وتهديدا للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة”.

ورحب بالمواقف والتصريحات الدولية الرافضة لقرار إسرائيل احتلال قطاع غزة وإجراءات وسياسات دولة الاحتلال بضم الضفة الغربية.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جريمة إبادة جماعية في غزة، من قتل وتجويع وتدمير وتهجير قسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

أودت الإبادة الجماعية بحياة 61,430 فلسطينيًا، وخلفت 153,213 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء. واختفى أكثر من 9,000 شخص، ونزح مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة 217 شخصًا، بينهم 100 طفل.

بالتوازي مع حرب الإبادة التي تشنها في قطاع غزة، تُصعّد إسرائيل جرائمها، مُمهّدةً الطريق لضمّ الضفة الغربية. وتشمل أنشطتها هدم المنازل، وتهجير الفلسطينيين، وتوسيع وتسريع بناء المستوطنات.

وجدد البيان العربي دعم الجهود المستمرة للوساطة المصرية القطرية المشتركة للتوصل إلى وقف إطلاق النار والتهدئة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وفي 24 يوليو/تموز، انسحبت إسرائيل من المفاوضات غير المباشرة مع حماس في الدوحة، بعد أن أظهرت تل أبيب تعنتاً بشأن الانسحاب من غزة، ونهاية الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.

ودعا البيان العربي “المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، إلى الضغط على القوة المحتلة إسرائيل لوقف عدوانها وجرائمها ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الإبادة الجماعية والمجاعة والتهجير، وإنهاء احتلالها غير الشرعي، لأن إسرائيل هي الدولة الأكثر قدرة على تحقيق ذلك”.

وشدد على ضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية والقمم العربية الإسلامية المشتركة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية الكافية براً وبحراً وجواً إلى كافة أنحاء قطاع غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بما فيها الأونروا.

كما أدان استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح إبادة جماعية، مما أدى إلى موت 200 مدني فلسطيني جوعاً، نصفهم من الأطفال، “وكذلك مصائد الموت التي نصبتها قوات الاحتلال تحت ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية، والتي أودت بحياة 1500 شهيد وجرحت الآلاف غيرهم”.

منذ الثاني من مارس/آذار، أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول المساعدات الإنسانية. وقد أدى ذلك إلى مجاعة في قطاع غزة، رغم ازدحام شاحنات المساعدات على الحدود، وعدم السماح بدخول سوى كميات محدودة منها، وهي لا تلبي حتى الاحتياجات الأساسية للسكان.

وشدد المجلس على “ضرورة تمكين دولة فلسطين بدعم عربي ودولي من تحمل المسؤولية الكاملة في حكم قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وضمان وحدة النظام والقانون والسلاح في إطار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”.

ودعا المجلس “الدولتين العربيتين العضوين في مجلس الأمن، الجزائر والصومال، بالإضافة إلى المجموعة العربية في نيويورك، إلى مواصلة جهودها الحميدة لإنهاء العدوان الإسرائيلي. ويشمل ذلك تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يُلزم إسرائيل، القوة المحتلة، بوقف إطلاق النار، والسماح بدخول مساعدات كافية وغير مشروطة إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال”.

ودعا المجلس جميع الدول إلى اتخاذ التدابير القانونية والإدارية، بما في ذلك حظر تصدير أو نقل أو عبور الأسلحة والذخائر والمواد العسكرية إلى إسرائيل، ومراجعة العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، وإجراء تحقيقات وملاحقات قضائية على الصعيدين الوطني والدولي للمسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

ودعا القرار العربي أيضا “منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية في جميع أنحاء العالم إلى تحديد هوية جميع المتورطين في جرائم الحرب العدوانية التي ارتكبتها إسرائيل وتقديمهم للعدالة”.


شارك