الوقود الحيوي يرفع أسعار الغذاء.. الزيوت تقفز بأكثر من 7% خلال يوليو 2025

• يحذر الخبراء والاقتصاديون من تفاقم أزمة الجوع.
رغم تحذيرات الخبراء، لا تزال بعض الدول تعتمد على الوقود الحيوي، مما يؤثر سلبًا على أسعار المواد الغذائية، وخاصةً أسعار النفط. ووفقًا لمؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ارتفعت أسعار هذه الزيوت بأكثر من 7% في يوليو/تموز.
وبحسب تقرير مؤشر أسعار الغذاء الذي أصدرته المنظمة يوم الجمعة (8 أغسطس/آب)، بلغ متوسط مؤشر أسعار الزيوت النباتية 166.8 نقطة في يوليو/تموز، بزيادة قدرها 11.1 نقطة (7.1%) عن الشهر السابق وأعلى مستوى في ثلاث سنوات.
وذكر التقرير أن هذه الزيادة جاءت نتيجة لارتفاع أسعار زيت النخيل وفول الصويا ودوار الشمس، والتي عوضت انخفاض أسعار زيت بذور اللفت.
وأوضح أن أسعار زيت النخيل العالمية ارتفعت للشهر الثاني على التوالي في يوليو/تموز، ويرجع ذلك أساساً إلى استمرار الطلب العالمي القوي على الواردات وتحسن القدرة التنافسية السعرية مقارنة بالزيوت النباتية الأخرى.
ارتفعت أسعار زيت دوار الشمس نتيجة نقص الإمدادات الموسمية في منطقة البحر الأسود.
دفعت توقعات الطلب القوي على المواد الخام من قطاع الوقود الحيوي في أمريكا الشمالية والجنوبية أسعار زيت فول الصويا إلى الارتفاع. في المقابل، انخفضت أسعار زيت بذور اللفت العالمية في يوليو، ويعزى ذلك أساسًا إلى وصول محاصيل جديدة إلى أوروبا.
وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية أيضاً إلى 155.7 نقطة في يونيو/حزيران، وهو ما يمثل زيادة شهرية قدرها 3.5 نقطة (2.3%) وزيادة سنوية قدرها 18.2%.
حذر عدد من الخبراء والاقتصاديين من اتجاه استخدام الأغذية الصالحة للأكل لإنتاج الوقود الحيوي، قائلين إنه يؤدي إلى تفاقم أزمة ارتفاع أسعار الغذاء وانعدام الأمن الغذائي والجوع في العديد من المناطق.
ومن بين هؤلاء الخبراء جيريمي مارتن، مدير سياسة الوقود في اتحاد العلماء المهتمين بالعلوم الدقيقة في أميركا، وهو مؤلف أكثر من 15 منشوراً فنياً و13 براءة اختراع في تقييم دورة حياة الوقود الحيوي، وتصنيع أشباه الموصلات، وفيزياء البوليمر.
فيما يتعلق بوضع الوقود الحيوي في بلاده، صرّح مارتن بأن استهلاك الديزل الحيوي سيشهد زيادة ملحوظة بين عامي 2022 و2024. إلا أن أكثر من 70% من هذا النمو سيعزى إلى الوقود المستورد أو الوقود المُصنّع من الزيوت النباتية والدهون الحيوانية المستوردة (ما يُسمى بالمواد الخام). وأضاف أن هذا أمرٌ لا مفر منه، لأن كمية الديزل الحيوي التي تستهلكها الولايات المتحدة في عام 2024 ستكون مُصنّعة من زيوت نباتية ودهون حيوانية أكثر مما أنتجته في ذلك العام.
وأضاف أنه لا يمكن تلبية هذا الطلب إلا من خلال الجمع بين الواردات ونقل الزيوت النباتية. سيؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، إذ ستُحوّل الطاقة من سوق الغذاء إلى سوق الوقود، حيث تُعوّض بزيادة الواردات إلى تلك الأسواق. سيؤدي ذلك إلى زيادة أسعار الوقود على سائقي السيارات، وزيادة العجز، ورفع أسعار المواد الغذائية، وتفاقم الجوع العالمي، وتسريع إزالة الغابات.
وفي العديد من البلدان، مثل البرازيل والولايات المتحدة، يسمح القانون بإضافة الوقود الحيوي إلى البنزين في محركات السيارات.
تتفاقم أزمة الوقود الحيوي وتأثيرها على إمدادات الغذاء في أوقات الجفاف وانخفاض إنتاج المحاصيل، وخاصة في البلدان التي تعتمد على الوقود الحيوي كمصدر للوقود.
في يوليو 2024، تحقق هذا السيناريو: ارتفع مؤشر أسعار الزيوت النباتية بنسبة 2.4% على أساس شهري، ليصل إلى أعلى مستوى له في 18 شهرًا. ويعزى ذلك إلى ارتفاع أسعار زيت النخيل وفول الصويا ودوار الشمس وبذور اللفت في السوق العالمية، مدعومًا بالطلب القوي على زيت فول الصويا من قطاع الوقود الحيوي، وانخفاض إنتاج زيتي دوار الشمس وبذور اللفت في العديد من الدول المنتجة الرئيسية، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة.