خبراء ومستثمرون: تحويل العلمين إلى مقصد جذب المؤتمرات والأحداث العالمية يضمن تشغيلها طوال العام

منذ 3 شهور
خبراء ومستثمرون: تحويل العلمين إلى مقصد جذب المؤتمرات والأحداث العالمية يضمن تشغيلها طوال العام

• تجذب سياحة المؤتمرات شرائح ثرية… ويتم بذل الجهود لضمان حصول مصر على حصة عادلة من هذا المنتج.

أكد خبراء ومستثمرون في قطاع السياحة أن تحويل مدينة العلمين الجديدة إلى وجهة سياحية للمؤتمرات والفعاليات الدولية سيضمن استمرارية العمل على مدار العام. كما أكدوا على أهمية الترويج للعروض السياحية الفريدة والبنية التحتية القوية التي تتميز بها العلمين الجديدة في معارض ومؤتمرات سياحة الحوافز، بالإضافة إلى المؤتمرات الدولية المقرر إقامتها في أهم الدول المصدرة للسياحة المصرية خلال الفترة المقبلة.

تشارك مصر في معرض سياحة الحوافز والمؤتمرات (ICT) بإسبانيا في النصف الثاني من نوفمبر المقبل، بهدف جذب المزيد من السياح الإسبان، وكذلك المتخصصين في سياحة الحوافز والمؤتمرات من مختلف أنحاء العالم.

بدأت وزارة السياحة والآثار، ممثلةً بهيئة تنشيط السياحة، في الترويج لمدينة العلمين الجديدة كمدينة قادرة على استقطاب المعارض والمؤتمرات والفعاليات الدولية بمختلف أنواعها، بما في ذلك الفعاليات الاقتصادية والفنية والثقافية والرياضية. ووضعت هيئة تنشيط السياحة خطةً لتحويل مدينة العلمين الجديدة إلى وجهة سياحية جاذبة للسياح ومنظمي الرحلات الأجانب على مدار العام.

تتضمن الخطة تطوير برنامج دولي ومحلي للمدينة لاستضافة مجموعة متنوعة من المؤتمرات والمعارض، لا سيما خلال فصل الشتاء. كما يتطلب الأمر تقديم حوافز سعرية مغرية للمشاركين ومنظمي هذه المعارض والمؤتمرات، بما في ذلك الشركات العالمية، لتشجيعهم على اختيار العلمين دون غيرها من الوجهات خلال فصل الشتاء.

شهدت مدينة العلمين ازدهارًا سياحيًا هائلًا منذ بداية الموسم السياحي في مايو الماضي. تجاوزت نسبة إشغال الفنادق 95% منذ مايو الماضي. وتعمل معظم فنادق الخمس نجوم بكامل طاقتها. ونتيجةً لذلك، تعرض بعض الفنادق لافتات “محجوز بالكامل” عند مداخلها، بينما تنتظر فنادق أخرى حجوزات لعدة أسابيع.

تشير المؤشرات إلى أن الساحل الشمالي والعلمين الجديدة سيكونان أهم مقصدين للسياحة المصرية هذا العام، وسيهيمنان على موسم الصيف الحالي، حيث سيجذبان أعدادًا كبيرة من السائحين العرب والأجانب هذا العام، أضعاف أعداد العام الماضي.

قال شريف فتحي وزير السياحة والآثار، إن الوزارة تستهدف تحويل مدينة العلمين الجديدة إلى مقصد سياحي طوال العام، مشيرا إلى أن العلمين حاليا مفتوحة لنحو ستة أشهر فقط من مايو إلى أكتوبر.

وأضاف الوزير أن تحويل العلمين إلى وجهة سياحية على مدار العام لا يتحقق إلا باستضافة مؤتمرات ومعارض متنوعة، لا سيما خلال أشهر الشتاء. وفي الوقت نفسه، يجب تقديم حوافز سعرية مغرية وتنافسية للمشاركين والمنظمين لهذه المعارض، لتشجيعهم على اختيار العلمين دون غيرها من الوجهات السياحية خلال فصل الشتاء.

صرح شريف فتحي أن جميع المؤشرات والإحصاءات تشير إلى أن معدلات إشغال الفنادق في العلمين مرتفعة للغاية منذ مايو الماضي وحتى اليوم، حيث وصلت العديد من الفنادق إلى طاقتها الاستيعابية الكاملة. وذكر أن هذه المعدلات ستظل مرتفعة حتى نهاية أكتوبر 2025. وأشار إلى أن المدينة تستضيف حاليًا فعاليات فنية مثل مهرجان العلمين العالمي، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية المتنوعة، مما جعلها وجهة للسياح من مختلف دول العالم خلال موسم الصيف الحالي. وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن مصر تسعى جاهدة لتصبح الوجهة السياحية الأكثر تنوعًا في العالم، موضحًا أنه وفقًا للعديد من الهيئات الدولية، تحتل مصر حاليًا المرتبة الرابعة من حيث تنوع مكوناتها، مشيرًا إلى أن تنوع قدرات مصر ومكوناتها يضعها في المرتبة الأولى عالميًا في هذا السياق.

أكد الخبير السياحي أنور هلال، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء وأحد أكبر المستثمرين بالساحل الشمالي، أننا نتوقع انتعاشًا قويًا لسياحة المعارض والمؤتمرات في مصر، وخاصةً في مدينة العلمين الجديدة، خلال النصف الثاني من العام. وأشار إلى أن المؤشرات والحجوزات للنصف الثاني من عام 2025 تشير إلى أن سياحة المعارض والمؤتمرات في مصر ستُمكّن من مضاعفة عائدات السياحة، وتحقيق 30 مليار دولار عائدات سياحية سنوية للبلاد.

وأضاف هلال أن استضافة المؤتمرات الدولية في مختلف المجالات في المدن السياحية المصرية عمومًا، وفي العلمين الجديدة خصوصًا، سيساهم في تنشيط السياحة في مصر على مدار العام. وأضاف أن ذلك يبعث برسالة عالمية مفادها أن مصر عمومًا، ووجهاتها السياحية خصوصًا، على أهبة الاستعداد لاستقبال السياح واستضافة المؤتمرات الدولية.

صرح نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء بأن سياحة المؤتمرات، لما تتميز به عن غيرها من الوجهات السياحية، تُعد من أهم أنواع السياحة التي ستلعب دورًا هامًا في جذب المزيد من السياح إلى مصر خلال الفترة المقبلة. كما أنها ستكون المنتج الأهم الذي سيُحقق النصيب الأكبر من عائدات السياحة خلال الفترة المقبلة. وأكد أن مصر وجهة بارزة في هذا المجال، تمتلك مقومات سياحية فريدة ومتميزة، وتمتلك جميع المقومات اللازمة لنيل نصيبها العادل من سياحة المؤتمرات عالميًا، بما في ذلك توافر قاعات متعددة مجهزة لاستضافة جميع أنواع المؤتمرات، بالإضافة إلى كوادر مُدربة ومقومات سياحية متميزة في كل مدينة سياحية.

وأشار إلى أن هناك جهودًا تُبذل لضمان حصول مصر على حصة عادلة من سياحة المؤتمرات، لا سيما في ظل اهتمام وزارة السياحة والقطاع الخاص، ممثلًا في غرف السياحة والاتحاد العام للغرف السياحية، بهذا القطاع وتعظيم إيراداته. وأشار إلى أن سياحة المؤتمرات تُمثل 40% من السياحة العالمية من حيث الإعداد، بينما تُمثل أكثر من 60% من إيرادات المقاصد السياحية الرئيسية.

أشاد الخبير السياحي أنور هلال بجهود وزارة السياحة والآثار، ممثلةً بهيئة تنشيط السياحة، للترويج لمدينة العلمين الجديدة كمدينة قادرة على استقطاب المعارض والمؤتمرات والفعاليات الدولية بمختلف أنواعها، بما في ذلك الاقتصادية والفنية والثقافية والرياضية. وأكد على أهمية وضع خطة شاملة لتحويل مدينة العلمين الجديدة إلى وجهة سياحية جاذبة للسياح ومنظمي الرحلات السياحية الأجانب على مدار العام.

دعا الخبير السياحي أنور هلال إلى زيادة الاهتمام بتحسين تجربة السائح وتلبية جميع احتياجاته، وخاصة كبار السن، في الساحل الشمالي والعلمين الجديدة، على سبيل المثال من خلال سياحة الجولف التي تحظى بشعبية كبيرة بين السياح الأثرياء. وهذا سيزيد من الإقبال السياحي على هذه المنطقة، التي تتفوق على العديد من الوجهات العالمية الأخرى.

أكد هلال على ضرورة تطوير مطاري العلمين ومرسى مطروح بشكل كبير، والترويج للمعارض في المنطقة وتنظيمها على مدار العام، سواءً في مجال المؤتمرات أو العقارات أو الصناعة أو التجارة. وهذا من شأنه تشجيع الاستثمار هناك، ورفع مكانة المنطقة في سياحة المؤتمرات، وتحويل الساحل الشمالي إلى منطقة متكاملة تنبض بالحياة والنشاط على مدار العام، أسوة بجميع المدن الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.


شارك