أزمة سيولة متوقعة تهدد التزام المطورين بمواعيد التسليم تحت ضغط الرسوم وتقنين الأوضاع

منذ 2 ساعات
أزمة سيولة متوقعة تهدد التزام المطورين بمواعيد التسليم تحت ضغط الرسوم وتقنين الأوضاع

المطورون: القرارات ستؤثر على وتيرة البناء وقد تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة صعوبات.

وينتظر قطاع العقارات ما ستسفر عنه المحادثات بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركات التطوير، بشأن آليات تنظيم الوضع ودفع رسوم إضافية للأراضي والمشروعات، سواء في الساحل الشمالي أو على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي غرب القاهرة.

وبحسب تصريحات مطورين لـ«الشروق للأعمال والتمويل»، فإن التزام الشركات بسداد الرسوم المقررة من قبل البلديات الحضرية سيؤدي إلى أزمة سيولة لدى كبار المطورين العقاريين، وهو ما سيؤثر بدوره على وتيرة تشييد المشاريع وتأخير مواعيد التسليم للعملاء.

وقال مطورون إن عمليات البيع مستمرة، لكن بعض المطورين يلجأون إلى التحوط والبيع بحذر، فيما أوقف آخرون عرض الوحدات السكنية حتى تتضح الرؤية ويتم إيجاد حلول مع البلديات الحضرية، مؤكدين أن القرارات ستعتمد على التدفقات النقدية للمشاريع التي تعاني من الركود بسبب ظروف السوق.

تفرض البلديات رسوم نقل ملكية عندما لا يكون مالك الأرض هو المطور، إذ تتطلب هذه المعاملات مقابلًا ماليًا. ووفقًا للوائح، تبلغ رسوم نقل الملكية 10%، وتتراوح بين 500 جنيه مصري للمتر المربع للأراضي الواقعة جنوب الطريق الساحلي، و750 جنيهًا مصريًا للمتر المربع للأراضي الواقعة شمال الطريق، و1000 جنيه مصري للمتر المربع للأراضي المطلة على البحر.

قال الرئيس التنفيذي لإحدى شركات التطوير العقاري الكبرى، إن شركته أرجأت ترسية أحد مشروعاتها بالساحل الشمالي، والذي كان من المقرر ترسية المشروع في أغسطس/آب المقبل، لحين اتضاح رسوم الامتياز التي أقرتها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والتي ستبلغ قيمتها أكثر من ملياري جنيه.

وأوضح أن إلزام شركته بدفع هذه الرسوم دون تقسيط سيشكل ضغطا واضحا على سيولة الشركة ويؤثر على استثمارات البناء.

وأضاف: “لم نوقف المبيعات، لكننا نطرح الوحدات بحذر”. وأكد أن سوق العقارات يعاني من عدم وضوح في إصدار القرارات وتطبيقها بأثر رجعي على المشاريع المباعة، مما يؤثر على دراسات الجدوى وقد يُهدد استدامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، المعرضة لخطر الفشل.

يخضع سوق العقارات في الساحل الشمالي حاليًا لتدابير تنظيمية معتمدة من الحكومة، ممثلةً في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لوزارة الإسكان. ويشمل ذلك تطبيق لائحة عامة تُلزم المطورين العقاريين بالحصول على اللوائح الوزارية وتراخيص البناء خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر، وإلا تُعرّض الشركات لخطر مصادرة أراضيها. وقد طُبّقت هذه اللائحة بالفعل في الساحل الشمالي.

اتفق مطورو العقارات على أن بلدية الساحل الشمالي ستتوقف عن التعامل مع الشركات، وسترفض قبول أو الرد على استفسارات المطورين. ويأتي ذلك تنفيذًا لقرار هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بتعليق التعاملات العقارية في الساحل الشمالي.

كما قررت الهيئة فرض رسوم تصل إلى 1500 جنيه مصري للمتر المربع على المطورين الذين يمتلكون أراضٍ أو مشاريع يصل طولها إلى سبعة كيلومترات على جانبي الطريق الصحراوي. وأوضحت مصادر أن هذه الرسوم تُطبق على استخدامات الأراضي العمرانية على طول محور الضبعة، من تقاطعه مع طريق الإسكندرية الصحراوي إلى تقاطعه مع الطريق الدائري الأوسط.

وبحسب وثيقة اطلعت عليها «الشروق للأعمال والتمويل»، ألزمت هيئة المجتمعات العمرانية الشركات بسداد 50% من رسوم الطرق الصحراوية مقدماً، وتحصيل المبلغ المتبقي على أقساط بدون فوائد على مدار ثلاث سنوات.

قال عمرو دياب نائب رئيس المجموعة العربية للتنمية، إن شركات التطوير العقاري لا تزال في مفاوضات مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للوصول إلى صيغة نهائية لتقنين الأوضاع وآليات سداد الرسوم.

وقال دياب إن البلديات الحضرية ملتزمة بحل هذه الأزمة بما يحفظ حقوق جميع الأطراف، مشيرا إلى أن هذه القرارات ستؤثر بطبيعة الحال على قدرة المطورين على الالتزام بمواعيد التسليم.

أوضح أحمد إيهاب، الرئيس التنفيذي لشركة مدار للتطوير، أن القرارات التي أقرتها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ستؤثر على استثمارات المطورين الإنشائية، حيث ستُستخدم عائدات البيع لسداد هذه الرسوم والالتزامات المالية للمطور، مما سيؤثر على العملاء الذين حجزوا وحداتهم في المواعيد المتعاقد عليها.

صرح أسامة سعد الدين، المدير التنفيذي لغرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، لصحيفة الشروق للأعمال والتمويل، بأن الغرفة اجتمعت مع وزير الإسكان لمناقشة قضية 123 شركة تطوير عقاري تعمل في الساحل الشمالي. وسيتم دراسة كل حالة على حدة، بما في ذلك التأخيرات وإعادة الجدولة، حفاظًا على حقوق الدولة والمطور والعميل.

وأضاف سعد الدين أن شركات العقارات قادرة على استيعاب الرسوم التي أقرتها الدولة واستخدامها في أعمال التنمية والبنية الأساسية في منطقة الساحل الشمالي.

يمتد الساحل الشمالي الغربي من العلمين إلى السلوم، بطول 500 كيلومتر على طول البحر الأبيض المتوسط. ويشمل ظهيرًا صحراويًا يمتد على أكثر من 280 كيلومترًا، بمساحة إجمالية تُقدر بحوالي 160 ألف كيلومتر مربع. وتضم المنطقة ستة مراكز تنموية رئيسية: سيدي حنيش، ورأس الحكمة، والضبعة، وخليج غزالة، وسيدي عبد الرحمن، والعلمين.


شارك