جوتيريش: قرار إسرائيل احتلال غزة مثير جدا للقلق

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن قرار إسرائيل باحتلال مدينة غزة أمر مقلق للغاية، وأن هذه الخطوة الخطيرة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم مأساة ملايين الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان أصدره غوتيريش، الجمعة، تعليقًا على قرار إسرائيل احتلال مدينة غزة. وقال إن هذا الاحتلال جزء من خطة تدريجية لاحتلال قطاع غزة بأكمله وتهجير سكان المدينة الشمالية إلى الجنوب.
وأكد أن هذا القرار يعرض حياة العديد من المدنيين في غزة للخطر، بما في ذلك حياة الأسرى المتبقين.
وأكد غوتيريش أن المأساة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة مستمرة ووصلت إلى أبعاد مروعة.
وأشار إلى أن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير من شأنه أن يؤدي إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين، وقتل المزيد من المدنيين، وتدمير المزيد من المباني، ومزيد من المعاناة للفلسطينيين في قطاع غزة.
وجدد غوتيريش دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار من شأنه ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة وتبادل الأسرى.
وجدد دعوته للحكومة الإسرائيلية إلى الالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وشدد غوتيريش على أن هذه الخطوة تتناقض مع حكم محكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو/تموز 2024، والذي يطالب إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان الجديدة على الفور، وإجلاء جميع المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء وجودها غير القانوني في هذه الأراضي، بما في ذلك غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، في أقرب وقت ممكن.
وقال “بدون إنهاء هذا الاحتلال غير الشرعي وضمان حل الدولتين، لن يكون من الممكن التوصل إلى حل مستدام لهذا الصراع”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن “غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ويجب أن تظل كذلك”.
صادقت الحكومة الإسرائيلية، صباح الجمعة، على خطة تدريجية طرحها نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل وتهجير سكان مدينة غزة من شمالها إلى جنوبها.
تبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها البالغ عددهم مليون نسمة جنوبًا. ثم تُحاصر المدينة وتُغزو المناطق السكنية. وتشمل المرحلة الثانية احتلال مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة، والتي دُمِّر معظمها.
وفقاً للأمم المتحدة، 87% من قطاع غزة يخضع بالفعل للاحتلال الإسرائيلي أو يخضع لأوامر إخلاء. وتُحذر الأمم المتحدة من أن أي توسع عسكري إضافي ستكون له “عواقب كارثية”.
خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة بالكامل، باستثناء مناطق صغيرة، وبقي فيها لعدة أشهر قبل أن ينسحب من معظم المناطق في أبريل/نيسان 2024 بعد إعلانه “تدمير البنية التحتية لحماس في المدينة”.
وعلى مستوى قطاع غزة، ظلت أجزاء من مدينة دير البلح والمخيمات في المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) خالية من احتلال القوات الإسرائيلية، لكن مئات المباني هناك دمرت بفعل الغارات الجوية والمدفعية، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وقال مراسل وكالة الأناضول للأنباء نقلا عن مسؤولين محليين إن المناطق غير المحتلة من قبل القوات البرية الإسرائيلية لا تشكل سوى نحو 10 إلى 15 في المائة من مساحة قطاع غزة.
بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
خلّفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية 61,258 قتيلاً، و152,045 جريحًا، وأكثر من 9,000 مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.