تحذيرات ووقف تصدير السلاح… كيف استقبل العالم خطة إسرائيل لاحتلال غزة؟

في مشهد يعكس تصاعد التوترات في دوائر صنع القرار في تل أبيب، أقرّ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي مساء الخميس خطةً لاحتلال مدينة غزة بالكامل. وكان نقاشٌ محتدمٌ قد احتدم بين القيادتين السياسية والعسكرية لأكثر من ست ساعات.
وفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيبدأ الجيش الإسرائيلي الاستعدادات للسيطرة التدريجية على المدينة بالتوازي مع العمليات العسكرية الجارية. ومن المقرر الانتهاء من إخلاء السكان المدنيين بحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول. ووُصفت هذه الخطوة بأنها رمزية.
ترتكز خطة الاحتلال على خمسة محاور رئيسية. أولها نزع سلاح حماس، وإطلاق سراح جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية شاملة على القطاع، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تشمل حماس ولا السلطة الفلسطينية.
غضب عربي ودولي
أثار قرار تل أبيب جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها. وحذّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة من أن تنفيذ الخطة سيُعرّض حياة أبنائهم لخطر داهم. ودعوا الحكومة إلى إعطاء الأولوية لتبادل الأسرى على التصعيد العسكري، الذي قد يُعرّض فرص عودة الأطفال أحياءً للخطر.
من جانبه، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، القرار بأنه “كارثة ستؤدي إلى كارثة أكبر”. وجادل بأن الحكومة تدفع الجيش إلى معركة برية دون أهداف واضحة، وهو ما بدا وكأنه إغراءٌ لسيناريو ترغب فيه حماس.
مصر
أدانت مصر بشدة قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المضي قدمًا في خطة احتلال قطاع غزة بأكمله. وأكدت أن هذه الخطوة تُمثل تعميقًا للاحتلال غير الشرعي، واستمرارًا لحرب الإبادة التي تستهدف حرمان الشعب الفلسطيني من ضرورياته الأساسية، وتقويض حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة. وهذا يُمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وأكدت مصر في بيان للخارجية المصرية أن سياسة التجويع والقتل الممنهج في مواجهة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي لن تؤدي إلا إلى تأجيج الصراع وتعميق الكراهية ونشر التطرف في المنطقة.
ودعت مصر المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤوليته السياسية والقانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء سياسة “الغطرسة واستخدام القوة” التي تهدف إلى فرض الأمر الواقع بالقوة وتقويض فرص السلام.
المملكة العربية السعودية
تدين المملكة العربية السعودية بشدة قرار احتلال مدينة غزة واستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جرائمها بتجويع الشعب الفلسطيني وممارسة التطهير العرقي.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان يوم الجمعة: “إن الأفكار والقرارات اللاإنسانية التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون رادع تؤكد مرة أخرى أنها لا تدرك الارتباط العاطفي والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض وأن للشعب الفلسطيني حقاً فيها وفقاً للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية”.
وحذرت المملكة من أن استمرار تقاعس المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بشكل فوري يقوض أسس النظام الدولي والشرعية الدولية ويهدد السلم والأمن الإقليمي والعالمي وله عواقب وخيمة تغذي جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري.
الأردن
أدانت وزارة الخارجية الأردنية بشدة الخطة التي أقرها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، ووصفتها بأنها “تهدف إلى ترسيخ احتلال قطاع غزة وتوسيع السيطرة العسكرية عليه بالكامل. وتمثل هذه الخطة استمرارًا لانتهاكات إسرائيل الجسيمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وتقويضًا واضحًا لحل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير الدكتور سفيان القضاة، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، “رفض المملكة واستنكارها الشديدين لهذه الخطة. وتمثل هذه الخطة استمرارًا لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في استخدام الجوع والحصار كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى إصرارها على مهاجمة الأهداف المدنية والمستشفيات والمدارس بشكل ممنهج، مما يشكل انتهاكًا واضحًا لقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف لعام 1949 المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب”.
بلجيكا
استدعى وزير الخارجية البلجيكي السفير الإسرائيلي، الجمعة، بسبب خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة.
وقالت الوزارة في بيان إن بلجيكا “تود أن تعرب عن رفضها التام لهذا القرار، وكذلك استمرار الاستعمار والرغبة في ضم الضفة الغربية”، مضيفة أنها ستدعو “بشدة” إلى التراجع عن القرار.
وأضافت الوزارة: “في أعقاب التأكيد الرسمي من جانب الحكومة الإسرائيلية بأنها تنوي محاصرة مدينة غزة ثم احتلالها وفرض السيطرة العسكرية على قطاع غزة بأكمله، قرر وزير الخارجية ماكسيم بريفو استدعاء السفير الإسرائيلي”.
ألمانيا
أعلن المستشار فريدريش ميرز تعليق تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بسبب احتمال استخدام هذه الأسلحة في قطاع غزة.
وقالت حركة ميرتس يوم الجمعة “قررنا تعليق تصدير المعدات العسكرية إلى إسرائيل التي يمكن استخدامها في قطاع غزة حتى إشعار آخر”.
وأكد أن مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن على رأس أولوياتنا.
وأضاف “إنني أظل أشعر بقلق عميق إزاء المعاناة المستمرة للسكان المدنيين في قطاع غزة”.
اسكتلندا
علق رئيس وزراء اسكتلندا جون سويني على موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاستيلاء على مدينة غزة، قائلاً إن ذلك “يؤدي إلى تصعيد الصراع وزيادة معاناة الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول”.
ودعا رئيس الوزراء الاسكتلندي المجتمع الدولي إلى وقف إسرائيل وضمان وقف إطلاق النار.
الصين
أدانت وزارة الخارجية الصينية قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على مدينة غزة وتوسيع العمليات البرية هناك.
أعربت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها الشديد إزاء خطة إسرائيل للسيطرة على غزة، بحسب وكالة فرانس برس، ودعت تل أبيب إلى “وقف أفعالها الخطيرة على الفور”.
بريطانيا العظمى
أثار القرار غضبًا واسعًا في تل أبيب. ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إسرائيل إلى التراجع عن قرارها فورًا. ووصف الخطوة بالخطأ، وحذّر من أنها لن تُسهم في إطلاق سراح الأسرى، بل ستؤدي إلى مزيد من سفك الدماء.
المجلس الأوروبي
وحذر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا من “عواقب واضحة” على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي إذا أصرت إسرائيل على قرارها، فيما أعرب وزير الخارجية الهولندي عن انزعاج بلاده، مدعيا أن حكومة نتنياهو “تخسر أوروبا كلها”.
التحريض
ووصفت حماس خطة قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة بأنها “تضحية واعية” بأرواح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، زاعمة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته “لا يكترثون بمصير أسراهم” وأن تصعيد العدوان سيكون بمثابة حكم بالإعدام عليهم.
هولندا
حذّر وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب من أن سياسات حكومة نتنياهو تدفع إسرائيل نحو “خسارة أوروبا بالكامل”. وأكد أن الدعم الأوروبي لا يعني القبول بممارسات تثير قلقًا متزايدًا في العواصم الأوروبية.
المفوضية الأوروبية
من جانبها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تل أبيب إلى إعادة النظر في قرارها بتوسيع العمليات العسكرية. وطالبت بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة فورًا ودون عوائق، والإفراج عن جميع الأسرى المعتقلين، مؤكدةً أن “الوقت قد حان لوقف إطلاق النار”.
أستراليا
حذرت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانج من أن خطط إسرائيل للسيطرة العسكرية على قطاع غزة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية هناك، ودعت تل أبيب إلى التخلي عن هذا المسار.
وفي بيان رسمي، جددت الحركة التأكيد على أن “التهجير القسري الدائم يشكل انتهاكا للقانون الدولي”، وجددت دعوتها لوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلا عن إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد وانغ أن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد للسلام الدائم، من خلال إقامة دولة فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها دولياً.
جامعة الدول العربية
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بشدة موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على خطة لإعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل. وتشمل هذه الخطة طرد سكان مدينة غزة واحتجاز غالبيتهم في منطقة محصورة جنوب القطاع.
وصرح المتحدث باسمه بأن جامعة الدول العربية حذّرت مرارًا من خطورة السماح لإسرائيل بمواصلة حربها الإجرامية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الهدف هو تصفية القضية الفلسطينية وتصفية الوجود الوطني للشعب الفلسطيني.
وأكد أبو الغيط أن المخطط الإسرائيلي يوضح بوضوح الأهداف التي سعت تل أبيب إلى تحقيقها منذ اندلاع الحرب، وهي إعادة احتلال المنطقة وتهجير أكبر عدد ممكن من سكانها.